استقبلت دور العرض هذا الأسبوع أول أفلام موسم إجازة نصف العام وهو فيلم "122" إخراج ياسر الياسري وبطولة طارق لطفي وأمينة خليل وأحمد داود وهو ينتمي لأفلام التشويق والاثارة التي برع في كتابتها السيناريست صلاح الجهيني مؤلف فيلم "ولاد رزق" وقد اجازت الرقابة فيلم "122" للكبار فقط "«18" بسبب مشاهد العنف والقتل في الفيلم. يتصدر بوستر الفيلم علامة بكف اليد تعني "أحبك" عند الصم والبكم وسوف نعلم من المشاهد الأولي أن بطلة الفيلم أمنية "أمينة خليل" ضعيفة السمع وتستخدم "سماعة طبية" في الأذن ولذلك تستخدم لغة الاشارة مثل البوستر مع خطيبها الشاب نصر "أحمد داود" الذي يضطر حتي يتم الزواج من خطيبته التي يحبها ان يتاجر في المخدرات ويقوم بعملية واحدة تسد نفقات الزواج. تشترط أمنية ان ترافق نصر لتنفيذ العملية الوحيدة ولكن المفاجأة انه يقع حادث سيارة ويصابان ويتم نقلهما إلي "مستشفي الحياة" علي الطريق وهو مستشفي مهجور يسيطر عليه ويديره الطبيب السفاح د. نبيل "طارق لطفي" وهو يستغل حوادث الطرق ويسرق من الضحايا الاعضاء البشرية ويتاجر بها ونكتشف أيضاً انه يدمن علي شم البودرة وهكذا تفشل العملية الأخيرة للاتجار في المخدرات ويسوق القدر بطلي الفيلم إلي المستشفي الرهيب ويشهدان المزيد من جرائم القتل. يعتبر الفيلم أول تجربة للمخرج العراقي ياسر الياسري في السينما المصرية وقد اختار "اللعب في المضمون" بالاتجاه إلي سينما التشويق والاثارة مع بعض مشاهد الرعب بالإضافة إلي ان الطبيب السفاح شخصية سيكوباتية معقدة يقتل بدم بارد ويتاجر في الأعضاء كمجرم ضالع وقد حول المستشفي إلي مسرح لجرائمه. أما الفنان طارق لطفي فقد عاد للسينما بعد غياب 8 سنوات منذ أن شارك في فيلم "بنتين من مصر" للمخرج محمد أمين عام 2010 وقد اتجه للمسلسلات وحقق نجاحاً ملحوظاً لكنه يعود في "122" إلي السينما ولكن بأداء تليفزيوني تقليدي ابتعد في العديد من المشاهد عن شخصية المجرم القاتل. تحول المستشفي المهجور إلي ساحة للقتل والمطاردات. بذل خلالها الممثل أحمد داود في دور نصر مجهوداً كبيراً وساعده ضآلة حجمه وخفة وزنه إلي الحركة السريعة. مما ساعد في اضفاء المصداقية علي شخصية نصر كشاب مطارد وهارب من الموت أو علي الأقل من سرقة أعضائه وحاولت أمينة خليل كسب تعاطف الجمهور من خلال عدم قدرتها علي النطق السليم للعبارات. إلي جانب حرصها علي اظهار براءة علي ملامح وجهها الجميل وإن كان ذلك يتناقض مع قرارها بمساعدة خطيبها في الاتجار في المخدرات. رقم "122" هو رقم تليفون الاتصال بشرطة النجدة. وقد حدث ذلك في أكثر من مشهد في الفيلم. وقام الضابط "محمد لطفي" بدخول المستشفي والحديث المباشر مع الطبيب السفاح دون أن يعلم بجرائمه. ويظهر في الفيلم شخصيان أجادا كثيرا في العديد من الأفلام هما: أحمد الفيشاوي في دور طبيب المشرحة الذي يساعد "طارق لطفي" في عمليات سرقة الأعضاء. ومحمد ممدوح تمرجي الاسعاف الذي يعمل علي تسويق الأعضاء بالاتصال مع الزبائن وكلاهما كان مصيره القتل. وعلي الجانب الآخر هناك أبرياء لقوا حتفهم مثل الطبيب الشاب "محمود حجازي" والممرضة الطبيبة "أسماء أبواليزيد" وهما ضحية العمل في مستشفي الطبيب القاتل. وهما يؤكدان حرص كاتب السيناريو علي احداث التوازن بين شخصيات المستشفي. هناك المتعاونون مع القاتل وهناك الأبرياء الذين دفعوا الثمن. ويحرص كاتب السيناريو صلاح الجهيني علي رسم شخصيات "واقعية" لا هي مثالية ولا هي شريرة. خاصة شخصيتي نصر وأمنية. لأنه في مقابل تحقيق حلمهما بالزواج فإن أمنية تساعد نصر في العملية الأخيرة للاتجار في المخدرات. وهو فعل يتسم بالشر باختيار طريق الجريمة للحصول علي المال. وتكون المفاجأة في نهاية الفيلم عندما يحصل نصر علي نقود الطبيب القاتل وكأنها مكافأة له علي تعذيبه وقد "شاف الموت" بعينه.. وهكذا من أجل بحث الكاتب عن الواقعية يدوس بقدميه علي الصورة المثالية للبطل الشريف في مجتمع لا يعترف إلا بالقوة والتي يحققها المجرمون والخارجون علي القانون مثل الطبيب القاتل وأعوانه في المستشفي المهجور.