ديكورات ملونة.. أشجار مضاءة.. حفلات وأغاني.. هذا ملخص متواضع لسمات ليلة رأس السنة المعروفة ولكنها ليست كذلك لفئات عديدة غائبة عن الاحتفال ومحرومة من الفرجة والفرحة والأسباب عديدة.. نبدأ بالطلاب المطلوب منهم أن ينسوا تماما فرحة قدوم عام جديد ففي الغالب سينامون علي امتحان ويصحون علي امتحان بسبب توقيت الفصل الدراسي الأول وهو أمر يتكرر كل عام وليس الخريجون بأسعد حالا خاصة إذا كانت مهنهم مرتبطة بدولاب العمل في هذه المناسبة الخاصة جدا من العام للعام..قمنا بجولة لنكتشف أيضا شكوي أصحاب المحلات بأنه الموسم الأقل بيعًا علي مدار العام.. مرام سامح 20 سنة طالبة بالفرقة الثانية كلية الاعلام تقول إن أول مادة بامتحانات نصف العام يوم 1/1 لذلك تقضي ليلة رأس السنة بالمنزل لمراجعة المنهج تقاوم عدم التركيز وقريب منها مظاهر الاحتفال ينقلها التليفزيون والسوشيال ميديا وتهاني الأصدقاء ونجوم في السماء ذات دوي وأضواء لذلك ليس شرطا أن نخرج للاحتفال في المحلات والفنادق يكفينا مشاركة العائلة الفرحة بالمنزل والسهر لمشاهدة فيلم أو مسرحية جديدة ولكن ذلك ايضا ممنوع بأمر الامتحانات. تتفق معها صديقتها فاطمة محمد عباس 21 سنة مؤكدة أن الحياة الجامعية الفرصة الأخيرة للانطلاق والمرح والاستمتاع بالاعياد بعد التخرج تنشغل البنات بالعمل والزواج وتربية الأولاد لكن الامتحانات التي تتزامن كل عام مع رأس السنة تمنعهم من الخروج من المنزل وتحرمهم من متابعة أخبار السهاري السعداء المرحين رغم البرد القارس والجليد أحيانا.. أما عبدالله عبد القادر - 17 سنة - لم يشعر بعيد رأس السنة منذ كان في الصف الثالث الابتدائي وعلي الرغم من أنه وصل الثانوية العامة هذا العام ولا يوجد امتحان تيرم إلا أن احتفال رأس السنة يصادف يوم مراجعة هامة في السنتر التعليمي ومحاضرة رياضيات تتعدي ثلاث ساعات يخرجون منها متعبين في حاجة للاسترخاء والنوم ولا يدري ماذا سيكون الحال في الجامعة بعد النجاح بإذن الله. يشير البحيري سعيد 35 سنة موظف إلي أن نظام التعليم يغفل أو يتغافل أن الأعياد المرتبطة بالأشهر العربية مثل عيدي الفطر والأضحي ويؤسس لتقبل فكرة تزامنهم مع الامتحانات لأن هذا لا يستمر إلا لعدة سنوات متتالية بسبب الفارق بين أيام السنة الميلادية والهجرية لكن علي العكس رأس السنة و7 يناير لا تخرج ابدا من مظلة موسم الامتحانات مقترحا تدارك المشكلة ببدء العام الدراسي أول سبتمبر من كل عام بدلا من آخره لتبدأ اجازة نصف العام قبل 31 ديسمبر ولا تنقص الأسابيع المقررة للدراسة وأيضا يكون الطلاب في عطلة تسمح لهم بالاحتفال بقدوم العام الجديد. يؤيده احمد حازم 33 سنة محاسب مؤكدا ضرورة التنسيق بين قطاعات الدولة ووزاراتها للاستفادة القصوي من رواج متوقع وحضور كثيف خلال موسم الأعياد فنحن مقصد العرب والعالم لأنهم لا يشعرون ببهجة الأعياد إلا في مصر بلد الأمن والأمان فنحن شعب نجيد فن الاحتفال بكل الطرق من المواطن البسيط إلي أغني الاغنياء والشباب هم الأولي والأجدر بالاحتفال فضلا عما يمثله ذلك من رواج وانتعاش لقطاع السياحة الذي عاني لفترة طويلة من الكساد . العمل داخل دائرة الاحتفال ومن الطلاب الي الشباب الأكبر سنا الذين فرضت عليهم الظروف العمل في مجالات تنتعش بموسم الأجازات وعلي عكس المثل القائل "طباخ السم يذوقه" فهم يحضرون اجواء الاحتفالات ولكن لا يحتفلون فقط يعملون يقول اشرف مجدي 27 سنة - عامل دليفري بمطعم شهير: الاجازات ممنوعة منعا باتا في هذا اليوم وعليّ العمل ساعات أطول للوفاء بطلبات الزبائن خاصة في المساء وفي الوقت الذي يحتفل فيه الجميع بمولد عام جديد أكون علي دراجتي البخارية في طريقي لتوصيل طعام السهرة لمن لديهم الوقت للاحتفال. يعلق حزينا علي إلغاء الأجازات خلال المناسبة السنوية إيهاب إبراهيم 30 سنة كاشير في سوبر ماركت كبير حاول الحصول علي أجازة لمدة 5 ايام للسفر مع العائلة للغردقة احتفالًا بالكريسماس ولكن مديره في العمل رفض مع إنذار شديد اللهجة لعدم التغيب عن العمل في هذه الفترة مما يضطره للاقامة بمفرده في فترة سفر العائلة. يتفق معه خالد جمعة 37 سنة شيف بمحل حلويات غربية مشيرا إلي إعلان الطوارئ قبل الموسم بفترة كبيرة لتجهيز كافة مستلزمات الحلويات وتجديد المعدات والادوات استعدادا لتحضير كمية كبيرة جدا من الجاتوهات والتورتات بمختلف انواعها في أوردرات خاصة للفنادق والمطاعم السياحية مما يستدعي تواجد فريق العمل الذي يضطر للعمل ورديتين متتاليتين بدون أجازة. بينما يشير أحمد أسامة - 25 سنة - يعمل بمحل هدايا أنه الموسم الأقل بيعا لغياب الشباب عن المشهد بسبب الامتحانات ويضطر لتوفير كميات قليلة من شجر الكريسماس ومستلزماتها بابا نويل . رجل الثلج والزينة المبهرة والتي تكون "للفرجة فقط" ولا تسمح ظروف الكثيرين إلا بالتقاط الصور السيلفي. أما أحمد سعيد 29 سنة بائع لعب أطفال متجول يجد فرحته في هذا اليوم مع الأطفال الذين يحرصون علي شراء بابا نويل والبالونة والصفارة والأيس كاب ولكن فرحته الحقيقية عندما يبيع كل اللعب ليسدد ثمنها لتاجر الجملة ثم يعود لبيته فجرا بربحه البسيط فالعيد عنده يعني الأمان والستر. في حين ينتهز الفرصة سامح فرج 34 سنة سائق تاكسي ليحقق أكبر دخل في هذا اليوم يعمل لأكثر من 24 ساعة متواصلة في توصيل الزبائن ويجعل من التاكسي رمزا للمناسبة بوضع زينة رأس السنة داخله تجسيدا لفرحة استقبال العام الجديد واجتذاب الزبائن حاملي الأمنيات بنجاح وتوفيق وأحلام متنوعة للجميع.