في مناسبة ميلاد نجيب محفوظ تتناول مروة إبراهيم عبد اللطيف بكالوريوس علوم وتربية واحدا من أعماله وهي رواية أفراح القبة الصادرة عام 1983 في 150 صفحة وتقول : كلما تناولت عملا لنجيب محفوظ اتساءل ما هو السر وراء الخلود ؟؟ ولماذا بقيت أعماله تزداد بريقا بمرور الزمن ؟؟ وكيف عبر بإبداعه من يفوقونه شهرة وبيعا ورواجا بكل بساطة وتعقيد في آن واحد. أبطال السباعي كانوا أكثر رومانسية وأبطال إحسان أكثر واقعية وجرأة. وأبطال السحار أكثر ألفة. ولكن نجيب له خليط عجيب فهو وحده من وضع يده علي المهمشين ليكشف عن أعماقهم. أفراح القبة علي سبيل المثال تسلط الضوء علي بيت "يونس كرم" ملقن فرقة مسرحية. ومعظم الأحداث تدور بمنزله راصدة تاريخه هو وقاطنيه. مقسمة لأربعة فصول . كل فصل علي لسان شخصية معينة تسرد الأحداث من وجهة نظرها "عباس يونس"- "حليمة الكبش"- "يونس كرم"- "طارق رمضان" . كل شخصية وصفت الأحداث بشكل مختلف وكأنها أحداث جديدة فمثلا نظر عباس إلي أمه نظرة العاهرة التي تبيع جسدها لكنها برأت نفسا خلال السرد. ورأي طارق رمضان أن تحية تحبه هو وأن عباس يونس خطفها منه لكن عباس لم ير ذلك بل رآها تحبه هو لا طارق. حبكة الرواية هي موت شخصية تحية. فتنبثق منها العقدة والمأساة التي مكنت عباس من كتابة مسرحية. وتعتبر الرسالة التي تركها عباس كرم في نهاية الرواية خاتمة رائعة نقلت المسرحية للواقع وأكدت المقولة أن الدنيا ما هي إلا مسرح كبير كواليسه نفوس البشر. وتمثيله النفاق. ومخرج العرض الاخلاق. أما عن الجمهور والنقاد فهم الضمير. أعجب مروة سبر اغوار الأبطال والعمق الفلسفي والترميز الضمني كالمعهود من محفوظ. وإن لم يعجبها العقدة والحبكة ورأت فيهما ضعفا مقارنة بأعمال محفوظ الأخري وبعض الأحداث كان سردها كأن القاريء سيفهم ما يدور بخلد الشخصية لا كأننا نقرأ الرواية. وتمنت مزيداً من الاهتمام بالشخصيات الفرعية مختتمة أن حياة المهمشين عالم سحري يستحق الاكتشاف والمغامرة ويفتقد بالطبع إبداعات محفوظ .