الضغوط التي تعرض لها نجمنا العالمي محمد صلاح هذا الموسم كانت أكبر من أن يتحملها أي لاعب في العالم.. ويحسب لهذا النجم الخلوق الشاب أنه صبر وتحمل حتي تمكن من تجاوز ما أسماه البعض أزمة . قالوا ان ما حققه الموسم الماضي كان ضربة حظ لن تتكرر.. وأكدوا ما قالوا بعد البداية غير الجيدة له في الموسم الحالي وصيامه عن التهديف في بعض المباريات.. ونسوا أنه تعرض لإصابة خطرة في كتفه في نهائي دوري أبطال أوروبا.. والتي حرمته من التألق في كأس العالم والذي كان ونحن معه نضع آمالا كبيرة في التأهل للدور ثمن النهائي والذهاب الي أبعد من ذلك.. بل ذهب البعض ومنهم مصريون للأسف الي التشكيك في استمرار قصة نجاحه.. لكن محمد صلاح واجه كل ذلك بشجاعة وصبر ومثابرة وكتم أحزانه في صدره.. وعمل في صمت دون أن يشكو أو يتألم . بالله عليكم ماذا كان سيحدث لأي نجم مصري آخر لو تعرض لمثل ما تعرض له صلاح من ضغوط إعلامية محلية ودولية ونفسية ؟!.. مؤكد كان الوضع سيختلف.. ولكن صلاح من طينة أخري.. انه من طينة الجادين المجدين المحترفين الملتزمين وهي صفات لا توجد بيننا نحن المصريين إلا فيماندر. في مباراة ليفربول الأخيرة أمام بورنموث ظهر صلاح بالمستوي الذي كان عليه في أوج تألقه الموسم الماضي من ناحية الأداء والتحرك الواعي وحلاوة وجمال وتميز الأهداف التي سجلها خاصة الهدفين الثاني والثالث له.. حيث كان في قمة تركيزه وهدوئه.. لذا نستطيع أن نقول ان مباراة بورنموث هي البداية الحقيقية لعودة محمد صلاح الحقيقية.. فقد قاد الفريق الي فوز كبير ومهم وقاده الي قمة الدوري وسجل هاتريك عاد به الي قمة الهدافين قبل أن ينتهي الدور الأول. ان اللعب يا سادة في الدوري الانجليزي عملية شاقة جدا فهو الدوري الأقوي والاعنف والأكثر تنافسية.. وكل اللاعبين المصريين فشلوا في إثبات جدارتهم فيه باستثناء احمد المحمدي وأحمد حجازي وأحمد حسام ميدو بنسب متفاوتة وليس بالقدر المطلوب.. الا أن محمد صلاح الذي كان يعرف المطلوب منه وينفذ أكثر منه.. فهو نجم يملك الإرادة والاصرار والتحدي.. ولعل ما ظهر علي وجهه من علامات الحزن وعدم الرضا برغم تسجيله ثلاثية بورنموث يعكس شخصية هذا النجم البطل التي لا ترضي إلا بمزيد من التميز والتفرد.. ولو كان نجم آخر في نفس ظروفه لوجدناه بعد الهدف الهاتريك يخلع الفانلة ويطير في الملعب . كل المصريين فرحوا بمحمد صلاح وماحققه من إنجازات وأرقام غير مسبوقة ويكونون أسعد إذا واصل تألقه الليلة وقاد فريقه للفوز علي نابولي العنيد وصعد به الي الدور ثمن النهائي في دوري أبطال أوروبا.. ومباراة الليلة صعبة جدا وتمثل اختباراً حرجا لمتصدر الدوري الانجليزي حاليا.. وعلي صلاح ورفاقه أن يؤكدوا جدارتهم ويثأروا لهزيمتهم المذلة في مباراة الذهاب. الدوري المصري سيشتعل في يناير المقبل في صراع القمة والقاع.. فكل الأندية ستعيد حساباتها مع أنفسها وتراجع نتائجها.. وستدخل الدور الثاني بشكل مختلف.. بعد أن كان الدور الأول في اتجاه واحد.. الزمالك كان يحلق وحده في القمة في وجود منافسة محترمة من بيراميدز وغياب كامل للأهلي الذي كان مرتبطا بالمواجهات الأفريقية والعربية.. وبعد عودة الأهلي وخروجه من أزماته وعودة مصابيه وصفقاته الجديدة سيختلف الأمر.. وستكون المنافسة ثلاثية بين الزمالك والأهلي وبيراميدز.