أساتذة التغذية أكدوا أن مريض السمنة في مصر ضل الطريق بين الأدوية القاتلة التي تعلن عنها الفضائيات وبين بيزنس جراحات تكميم المعدة وتحويل المسار وشفط الدهون.. هذا ما يؤكده الدكتور بهاء الدين ناجي استشاري الروماتيزم والتأهيل الطبي الطبيعي وخبير علاج السمنة والنحافة مشيراً في البداية إلي أنها القاتل الخفي لأنها تساعد في انتشار العديد من الأمراض الفتاكة والتي يصعب العلاج منها مثل الأورام السرطانية وخصوصاً أورام الأمعاء والكبد والمعدة والثدي والبروستاتا كما تؤدي إلي ارتفاع نسبة الكوليسترول الذي يؤدي إلي ارتفاع ضغط الدم وانسداد شرايين القلب والمخ. وتؤدي أيضاً إلي حصوات المرارة وارتجاع المريء بالإضافة إلي أمراض المفاصل والفقرات ولا يمكن أن ننسي دور السمنة في تأخر الانجاب عند الرجال والسيدات. ويوضح دكتور بهاء أن الدولة لها دور كبير في التوعية بمخاطر السمنة والحد منها فقد اهتمت الدولة وعلي رأسها الرئيس السيسي بمتابعة زيادة الوزن وعمل إحصائيات ميدانية وتسجيل حالات السمنة تمهيداً لبدء الحملة القومية للقضاء علي السمنة والتي ستوفر المليارات التي تصرف علي الأمراض الناتجة عن السمنة مضيفاً أن للإعلام دوراً مهماً في توضيح أسباب السمنة ومشاكلها وطرق العلاج المختلفة وينقسم في هذه النقطة علي الخصوص إلي نوعين الإعلام الهادف الذي يساعد علي انتشار المفاهيم السليمة لعلاج ومنع حدوث السمنة من خلال استضافة أطباء متخصصين ويكون الغرض منها تثقيف المواطنين. أما النوع الآخر فهو الذي يعتمد علي البيزنس من خلال برامج مدفوعة الأجر سواء برامج الطبخ التي تقدم وجبات غير صحية أو باستضافة شخصيات ليس بالضرورة . كلهم أطباء وربما من خارج المنظومة الطبية وحاصلين علي كورس من أي جامعة مجهولة ويسوِّقون لأنفسهم وبالطبع بسبب التكلفة العالية لهذه البرامج فإنهم يكونون حريصين علي جمع الأموال من المرضي. ويضيف أن السمنة لها أسباب متعددة سواء وراثية و مرضية أو اتباع سلوك خاطئ أو أمراض نفسية وأحياناً تجتمع كل هذه الأسباب وتبدأ رحلة البحث عن الحلول فمنهم من يلجأ إلي الحلول الخاطئة بالرغم من التوعية الإعلامية والميدانية التي تقوم بها لعلاج أسباب السمنة استغل البعض هذه الحملة للتربح واستغلال المرضي من خلال الترويج لأدوية غير مصرح بها من وزارة الصحة وتدخل إلي البلاد مهربة وليس لها أماكن معروفة لبيعها ولكن عن طريق التليفون كذلك الترويج لأعشاب ليس لها علاقة بالسمنة إلا أنها تؤدي إلي اسهال شديد وفقدان السوائل من الجسم والتي قد تؤدي إلي الوفاة لاحتوائها علي مواد مسممة وميكروبات. كما يلجأون لإجراء الجراحات للأوزان التي لا تحتاج حيث إن الجراحة يجب أن تكون دليل كتلة الجسم أكثر من 40 وهو ناتج عن قسمة الوزن علي الطول في نفسه بالمتر فيقومون بجراحات تكميم وتدبيس المعدة أكثر من مرة ما يؤدي إلي تسريب في الجراحة وربما إلي الوفاة وذلك لتخفيض تكلفة العملية وإجرائها لأكثر عدد ممكن من المرضي. ويشير إلي أن البعض الذين يقومون نصائح خاطئة مثل عصر الليمون علي الزبادي قبل النوم مما يؤدي لزيادة حموضة المعدة والتي مع الوقت وبالتكرار تصيب بقرحة المعدة. كما ينصحون بعدم ممارسة الرياضة بحجة أن زيادة وزن العضلات يؤثر علي الميزان متناسياً أن علاج السمنة هو التخلص من الدهون وزيادة الكتلة العضلية بالإضافة إلي أنواع الريجيمات الخاطئة التي تؤدي إلي سقوط الشعر وجفاف البشرة وتضر الكليتين. ويذكر أن هناك من يبحث عن الحلول السليمة بزيارة الطبيب المختص لفحص المريض بقياس الوزن والطول وعمل التحاليل اللازمة لمعرفة السبب الرئيسي في السمنة لعلاجها إن وجدت ثم يتم وضع برنامج غذائي متكامل مبني علي "مثلث الهرم الغذائي" والذي يحتوي علي جميع العناصر الغذائية والذي يجب يكون كل نظام مناسب لسن ونوعية ووزن المريض. كما أن هناك نظاماً مخصصاً للسيدات أثناء فترة الحمل والرضاعة وينصح البعض بضرورة ممارسة الرياضة. ويحذر من الريجيمات الكيميائية والتي تضر بالجسم وتسبب هشاشة العظام والفشل الكلوي. كما ينصح أن تكون عمليات تكميم المعدة وتحويل المسار وبالون المعدة بتوجيه من دكتور علاج سمنة وعلي أيدي متخصصين وعلي أسس سليمة وأن يتم المتابعة بعد العملية وأن يتبع كل مريض سمنة جملة "انقص وزنك تكسب صحتك". وتشاركه الرأي الدكتورة سونيا صالح أستاذ التغذية وعميد كلية الاقتصاد المنزلي بجامعة حلوان سابقاً أن السمنة أحد الأمراض التي لا يمكن الاستهانة بها فقد يلجأ العديد من مرضي السمنة إلي الحلول السريعة والسهلة كالأنظمة الغذائية الخاطئة حيث يمنع خلالها أحد العناصر المهمة للجسم مما يتسبب في مشاكل صحية عديدة ويضر بالجسم والجلد والشعر كذلك اللجوء للعمليات الجراحية والتي أثبتت بمرور الوقت أن معظم من أجروا تلك العمليات تم استئصال المرارة بعد فترة نظراً لأنه حدث تغيير مفاجئ أثر علي أحد أعضاء الجسم فضلاً عن المخاطر الناتجة عن تلك العمليات. موضحة أن الأهم والأصح هو اتباع أنظمة تتوفر فيها كل العناصر مع تقليل نسب السعرات مع المشي يومياً ومنع المشروبات الغازية. وتري دكتورة سونيا أن الإعلام يلعب دوراً كبيراً سواء بالإيجاب أو السلب فهناك بعض القنوات التي تروِّج لبعض السلع التي تضر بصحة الإنسان كما تروِّج للأدوية غير المعلومة المصدر وهنا يجب أن يكون للدولة دور في مراقبة هذه القنوات ومنع تداول أي منتجات غير مصرح بها كما يجب منع بعض الأطباء من استغلال المرضي لتلك العمليات. ولكن يوجد أيضاً الإعلام الهادف الذي يقوم بدور تثقيفي في التوعية بالأنظمة الغذائية السليمة.