تنبع المواطنة التي تقتضي ان نكون بالرغم من فرحنا وحزننا. نجاحنا وفشلنا. آمنين علي أنفسنا بالدرجة الرئيسية. صادقين مع ذواتنا. ومع من نعيش معهم. أولئك الذين قاسمونا أفراحنا وأحزاننا. فشلنا ونجاحاتنا. وليس بالضرورة أن يكونوا نسخة منا. وان نكون شبيهين بهم. فلكل طباعه ونمط تفكيره وذائقته الخاصة. الوطن كالأسرة. تجد فيها الفتي الطويل وعكسه. العابس المتشائم وضده. لكنهم في النهاية أسرة واحدة. تعيش هماً رئيساً واحداً. بغض النظر عن اختلاف الميول والأفكار. وتنوع السحنة والأمزجة. هكذا هو الوطن. وبذلك تكون المواطنة. التي لا يفترض معها أن نكون نسخاً كربونية من بعضنا. وليس حتماً ان نكون علي رأي مذهبي واحد. أو حتي سياسي واحد. فاختلاف الآراء علي الصعيد الفكري المذهبي والاقتصادي وحتي السياسي. لا يعني أننا متضادون غير موالين لأرضنا وأهلها التي ولدنا وعشنا وتربينا بها. إننا حين نصل إلي حتمية الايمان بخاصية التنوع. الذي جعله الله سمة كونية. وقرره في كثير من آياته ومن ذلك قوله تعالي: "لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا". وهم جميعاً أنبياؤه. حين نستوعب ذلك. سنعيش وطننا بكل جماله. دون تخوين أو تبديع وتفسيق.