لا يجب أن نبكي علي اللبن المسكوب فقد ضاعت وتبخرت كل الأحلام.. ضاع اللقب الأفريقي الرفيع وضاع حلم العودة للمونديال والبكاء والحزن والندم لن يعيد شيئا لذلك علي الجميع في الأهلي أن يعيد حساباته مع نفسه.. بداية من مجلس الإدارة بقيادة الخطيب ومرورا بالجهاز بقيادة كارتيرون وانتهاء باللاعبين. لقد تلقي الأهلي في رادس دروسا قاسية لعل أهمها الوقوف علي المستوي الحقيقي للفريق ككل واللاعبين كل علي حدة ..فمع احترامي للجميع لم يكن هذا هو الفريق المقنع الذي يستطيع أن يفوز باللقب الأفريقي رغم وصوله للدور النهائي فلم يكن فوزه وأداؤه في لقاء الذهاب ببرج العرب مقنعا رغم أنه كان بالثلاثة فالترجي كان ندا قويا وسجل هدفا هو الذي أحيا أملهم وكان سبب سعدهم في لقاء الاياب ولم يكن لاعبو الأهلي مقنعين.. فلم أشعر في الذهاب أو الاياب بثقلهم وقدرتهم علي التحكم في الريتم وتسيير المباراة وفق الرسم الخططي والتعامل مع المنافس والتشبث باللقب كما ظهر جليا من أداء عشوائي وعقيم في موقعة رادس وذكرني ما رأيته في رادس بمنتخبنا الوطني مع كوبر في كأس الأمم وكأس العالم !! الخلاصة أنهم كلهم مخطئون ويتحملون ضياع اللقب للمرة الثانية علي التوالي وعليهم أن يصححوا أخطاءهم والتصحيح يبدأ بالاعتذار للجماهير من الإدارة والجهاز الفني عما شاهدناه من مستوي لا يليق بالأهلي ولا بالكرة المصرية وبعد الاعتذار ننتظر خطوات الإصلاح والتي في رأيي تبدأ فورا بإعادة هيكلة الفريق والدفع بدماء جديدة في الدوري المحلي ومنح الفرصة لبعض اللاعبين الموهوبين وفي مقدمتهم صلاح محسن وأحمد حمدي وناصر ماهر وذلك لحين دعم الفريق بعدد من الصفقات الكبيرة والقوية في كل خطوط الفريق في الميركاتو الشتوي والذي يحتاج بلاشك أموالا طائلة . أما علي المدي الطويل فلا بد أن تكون هناك إدارة محترفة من الفنيين حتي لو أدي الأمر الي الاستعانة بخبراء من الخارج يرسمون خريطة الكرة في النادي ومستقبل الفريق وقواعده في مراحل الناشئين والشباب وكيفية اختيار وتحديد حاجاته من المحترفين الأجانب فالعمل الهاوي والفردي لن يؤدي إلي نجاح ..ولو نجح مرة سيفشل في الأخري. واعتقد أن الأسماء الموجودة في مجلس إدارة الأهلي مثل الخطيب والعامري ومرتجي يعرفون ويدركون ذلك تماما وقد تكون لديهم أفكار أخري أفضل مني ومن الخبراء الذين أدلوا بدلوهم ..فهم في المطبخ ولديهم رصيد كبير من الخبرات في الإدارة الرياضية داخل الأندية وخارجها.. المهم أن يكون الإصلاح حقيقيا وسريعا..فالأهلي لا يملك رفاهية الوقت فهو سيعود للمعترك المحلي بعد أيام وأمامه تحد عربي كبير في لقاء الاياب مع الوصل الاماراتي الصعب جدا والذي سيحدد مصيره في كأس زايد خاصة وأنه سقط في فخ التعادل 2/2 في لقاء الذهاب وبعده بأسابيع قليلة سيخوض غمار النسخة الجديدة من دوري الأبطال الأفريقي. كلي ثقة في قدرة الأهلي علي العود واجتياز هذه المحنة الصعبة فهو مازال الزعيم المحلي و الأفريقي ويملك كل مقومات العودة إلي منصات التتويج من جديد.