بحث المهندس عمرو نصار وزير التجارة والصناعة مع رستم منيخانوف رئيس جمهورية تتارستان الذي يزور القاهرة حالياً سبل التعاون الاقتصادي والاستثماري المشترك بين البلدين لبدء مرحلة جديدة من تبادل المصالح المشتركة للدولتين. أكد نصار أهمية تعزيز العلاقات الاقتصادية بين مصروتتارستان لتعكس مستوي العلاقات السياسية والثقافية والحضارية المتميزة بين البلدين. مشيراً إلي ضرورة إيجاد آليات لزيادة التواصل بين المستثمرين في كلا الجانبين. لإقامة مشروعات مشتركة تسهم في تقوية الروابط الاقتصادية والاستفادة من المزايا والفرص المتاحة في السوقين المصري والتتارستاني. خاصة في صناعة الأخشاب وتصنيع الشاحنات والبتروكيماويات والصناعات الدوائية وتكنولوجيا المعلومات. قال الوزير إن الحكومة المصرية عازمة علي استكمال برنامجها الإصلاحي لتوفير مناخ ملائم وجاذب للاستثمار يسهم في تنمية استثمارات القطاع الخاص والذي يعد المحرك الرئيسي للتنمية والقوة الداعمة للنمو الاقتصادي. أضاف نصار أن حجم التبادل التجاري بين مصر وتتارستان بلغ خلال 2017 نحو 22.8 مليون دولار. وهذا الرقم لا يرقي لمستوي العلاقات التاريخية والسياسية التي تربط البلدين الأمر الذي يتطلب بذل مزيد من الجهد من حكومتي البلدين لمد جسور التعاون بين مجتمعي الاعمال بالجانبين لتعزيز حركة التبادل التجاري والاستثمارات المشتركة بين مصر وتتارستان. أوضح الوزير أن المنطقة الصناعية الروسية المزمع انشاؤها في شرق بورسعيد تعد خطوة هامة في طريق تعزيز علاقة الشراكة والتعاون الاقتصادي بين مصر وروسيا وتجعل من مصر قاعدة اقليمية لاستثمارات دول الاتحاد الاوراسي في منطقة الشرق الاوسط وافريقيا. لافتا إلي أن المنطقة تعد فرصة حقيقية أمام الشركات التتارية للاستفادة من الدعم غير المحدود الذي تقدمه الحكومتان المصرية والروسية لانجاح هذه المنطقة. ومن جانبه قال رستم مينيخانوف. رئيس جمهورية تتارستان إن بلاده تولي اهمية كبيرة لدعم العلاقات الاقتصادية والتجارية مع مصر والبناء علي العلاقات التاريخية والدينية والسياسية والثقافية التي تجمع بين البلدين. مشيراً إلي أن كلا البلدين يتمتعان بالعديد من الفرص التجارية والصناعية والاستثمارية الواعدة والتي يمكن ان تسهم في تحقيق نقلة نوعية في مستوي العلاقات الاقتصادية المشتركة بين الدولتين. ودعا مينيخانوف الشركات المصرية للاستفادة من خبرة الشركات التتارستانية في مجالات انشاء السفن والنفط والبترول والطاقة والادوية خاصة أن تتارستان تعد أحد أهم الاقاليم الصناعية المتطورة في روسيا الاتحادية. أضاف أن كلا البلدين لديهما علاقات دينية مشتركة فكل منهما عضو في منظمة التعاون الإسلامي. داعيا الجانب المصري للمشاركة في منتدي الذي سيعقد بالعاصمة قازان في 2019 منوهاً بأن بلاده تشتهر بين كيانات روسيا الاتحادية باستخراج النفط وصناعة البتروكيماويات والسفن والسيارات والطائرات والمنتجات الزراعية المتميزة حيث إن أكثر من 50% من إنتاجها موجه للتصدير. تابع قائلا: لدينا اهتمام بالغ بالصناعات التكنولوجية المتطورة وإنشاء المدن الصناعية. حيث تحتل تتارستان المرتبة الثانية في روسيا في مجال الصناعات التكنولوجية ولدينا اهتمام وتعاون مع شركائنا في مجال تطوير تكنولوجيا النانو تكنولوجي والروبوت. وأوضح أنه يمكن للبلدين التعاون في المجالات الثقافية حيث يدرس ببلاده العديد من الطلبة الاجانب حيث يبلغ عدد الطلاب المصريين الذين يدرسون في جامعة تتارستان نحو 55 طالبا. أكد مينيخانوف امكانية التعاون في المجال السياحي فالعديد من مواطني بلاده يرغبون في زيارة الاماكن السياحية بمصر. مشيرا إلي عودة العديد من الفاعليات الرياضية التي شاركت فيها الفرق المصرية. من جهته.. قال القائم بأعمال السفير الروسي في مصر نيكولاي أصلانوف إن زيارة رئيس جمهورية تتارستان لمصر تستهدف زيادة التبادل التجاري والاقتصادي بين البلدين. مشيدا بدور اللجنة الحكومية الوزارية الاقتصادية التي عقدت العديد من اللقاءات خلال الفترة الماضية نتج عنها توقيع العديد من الاتفاقيات كإنشاء منطقة صناعية روسية علي ارض مصر إلي جانب زيادة التعاون بين الشركات المصرية مع نظيرتها الروسية. أضاف أصلانوف أن حجم التبادل التجاري بين مصر وروسيا بلغ خلال الفترة من يناير وحتي أغسطس 2018 نحو 6.5 مليار دولار بارتفاع بلغ أكثر من 30% مقارنة بذات الفترة من العام الماضي. كما بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين نحو 6.7 مليار دولار خلال العام الماضي منمها اكثر من نصف مليار دولار صادرات مصرية إلي روسيا. علي جانب آخر دعا رئيس اتحاد الغرف التجارية أحمد الوكيل رجال الأعمال التتاريين إلي ضخ مزيد من الاستثمارات في مصر خاصة في منطقة قناة السويس ومشروعات البنية التحتية واستغلال موقع مصر الجغرافي لإنشاء مراكز لوجستية مدعومة بخدمات ما بعد البيع وسلاسل الإمداد. لتنمية التبادل التجاري بين البلدين. قال الوكيل خلال منتدي الاعمال المصري التتاري بحضور رئيس جمهورية تتارستان إن شركة "كماز" التتارية العملاقة ستقوم بالاستثمار في المنطقة الصناعية الروسية في منطقة قناة السويس. أضاف أن هناك فرصة متميزة للشركات التتارية لتنمية صادراتها من تكنولوجيات ومعدات وآلات ومستلزمات إنتاج ليس فقط للسوق المصرية ولكن لمناطق التجارة الحرة من خلال التصنيع المشترك من أجل التصدير سواء باستغلال الطاقات الصناعية المصرية المتاحة وتحديثها أو من خلال مصانع واستثمارات جديدة خاصة في قطاعات "البتروكيماويات. السيارات والشاحنات. الطائرات. الصناعات الهندسية والنسيجية والخشبية والزارعة ومعداتها. أكد ان مصر تفتح أبوابها للمستثمرين الجادين من مختلف دول العالم في العديد من القطاعات المستحدثة والمشروعات الكبري. مشيرا إلي أن مصر تعمل علي خلق مناخ متميز وجاذب للاستثمار انطلاقا من ثورة تشريعية واجرائية متضمنة حزمة من التشريعات الاقتصادية الحديثة واصلاحات هيكلية واقتصادية وحوافز واضحة وشفافة وتفعيل دور القطاع الخاص في إطار شراكته في فرص استثمارية واعدة ونوه الوكيل بأن مصر تعد أكبر سوق في أفريقيا والوطن العربي يتضمن 100 مليون مستهلك بمتوسط دخل للفرد متنامي وكذلك موقعها كمعبر للتجارة العالمية تتوسط خطوط الملاحة والتجارة الرئيسية والذي يجعلها مركزا للتصنيع من اجل التصدير إلي أكثر من 2.1 مليارمستهلك في مناطق التجارة الحرة ولفت إلي أهمية الاستفادة من اتفاقيات التجارة الحرة التي قامت بتوقيعها مع العديد من التكتلات الدولية متضمنة "دول الاتحاد الاوروبي ال 28. دول الافتا الاربعة. دول الكوميسا ال19. دول منطقة التجارة العربية ال17. الولاياتالمتحدة من خلال الكويز وتركيا من خلال الاتفاقية الثنائية" وذلك بدون حصص أو جمارك وبنسبة تصنيع محلي تتراوح بين 35% و45% فقط.. موضحا أن مصر تمتلك آليات الوصول إلي تلك الاسواق بيسر من خلال موانئ حديثة ومناطق حرة ومراكز لوجستية متطورة. ومن جهته.. قال أمين عام اتحاد الغرف التجارية الدكتور علاء عز إن مصر يمكن أن تكون معبرا لصادرات تتارستان إلي أفريقيا وهو سوق استهلاكي ضخم وتربطنا معه طرق ولوجستيات واتفاقيات تجارية.. مشيرا إلي امكانية التعاون المشترك في تنفيذ مشروعات ضخمة لتنمية صادرات البلدين وغزو اسواق افريقيا بالإضافة إلي امكانية النفاذ والمشاركة في إعادة إعمار دول الجوار. ودعا الشركات التتارية إلي التعاون مع نظيرتها المصرية للتصنيع من اجل التصدير مؤكدا توافر رؤوس الاموال حيث إن مصر لديها التمويل اللازم للمشروعات الجديدة منها "محور قناة السويس وشرق بورسعيد. استصلاح 1.5 مليون فدان. المدن الصناعية والعاصمة الإدارية". لافتا إلي أن مصر مقصد الاستثمار الاول في افريقيا. أكد أن تقارير صندوق النقد الدولي عن مصر وتوقعاته لمعدلات النمو تعطي مؤشرا ايجابيا ومطمئنا عن مناخ الاستثمار فيها. منوها بأنها اتخذت العديد من الخطوات لتعزيز البنية التحتية حيث أنشأت قرابة 7 آلاف كيلو متر من الطرق بتكلفة بلغت 85 مليار جنيه. وتوسعت في إنشاء المناطق الصناعية بالإضافة إلي مشروعات الطاقة الشمسية التي يمكن أن تكون محورا للتعاون المشترك بين البلدين. قال البرت كليموف نائب رئيس الوزراء ووزير التجارة في تتارستان إن حجم التبادل التجاري مع مصر يعد ضعيفا ولم يتعد 20 مليون دولار خلال العام الماضي مؤكدا ضرورة العمل علي تنمية ذلك من خلال تعزيز التواصل بين مجتمعي الاعمال. اضاف كليموف أن هناك العديد من مجالات التعاون التي يمكن من خلالها تعزيز التبادل التجاري مع مصر في ظل تمتع بلاده بخبرات واسعة وكذلك امكانيات تصنيعية في مجالات البترول وتكريره والآلات والمعدات وكذلك في مجال الادوية واللحوم. بالإضافة إلي المجال الزراعي خاصة البطاطس.. داعيا مجتمع الاعمال المصري للمشاركة في فعاليات المعارض التي تنظمها بلاده خلال الفترة المقبلة ومنها معرض الموضة والملابس في شهر ديسمبر القادم. أشار إلي أن بلاده تنفذ حاليا منطقة مينا بولس متخصصة في مجال تكنولوجيا المعلومات وهو ما تم مناقشة خلال لقائه وزير الاتصالات المصري لبحث سبل التعاون في هذا المجال. وغادر القاهرة أمس رستم مينيخانوف والوفد المرافق له بعد زيارة لمصر استغرقت يومين.