لا تخلو حكايات طلاب المدارس من العنف المعنوي والبدني سواء من خلال الشتائم والسب والقذف أو بالتعدي بالأيدي والأرجل وتكوين عصابات وشللية ضد طالب ضعيف. أما الفتيات فانحصرت حكايات العنف في الشارع أو المدرسة ما بين شد من الشعر أو لطم علي الوجه وأحياناً البصق والجذب من الملابس وتتطور في بعض الأحيان للتشابك بالأيدي وتصل في أوقات اخري لحمل مقص أو سلاح أبيض للتهديد. ومن داخل إحدي ادارات السلام بمديرية تعليم القاهرة التقينا بالطالب حسن.ر بالصف الثالث الاعدادي والذي أوضح أنه تعرض في العام الماضي لعملية إبتزاز من مجموعة من زملائه لكنه قاومهم مرات كثيرة وبعد أن فشل ضد عدوانهم طلب نقله في فصل آخر وبالفعل تدخل والده لدي ادارة المدرسة وتم نقله إلا أن زملاءه أعدوا له حبراً وقاموا بتكتيفه وربطه بحبل غسيل وظل كذلك لمدة 5 دقائق حتي تدخل أحد العمال وقام بفكه وسط ضحكات أقرانه من الطلاب مما جعله يكره العودة للمدرسة هذا العام. أما محمود.ع طالب بالصف الأول الثانوي بأحد مدارس ادارة الهرم التعليمية فيؤكد أن زملاءه اعتدوا عليه اكثر من مرة بعد أن رفض مسايرتهم في الجلوس علي المقاهي أو القفز من فوق السور واعتبروه شارداً عن المجموعة فضربوه علقة ساخنة أكثر من مرة وبعد أن أبلغ اسرته التي حضرت إلي المدرسة وهددت بتحرير محضر شرطة أرسل له أحد زملائه رسالة مفادها أنه سيتم "تعريته" في أحد الفصول وتصويره وتوزيع صورة علي زملائه فطلب من والده الانتقال إلي مدرسة اخري حتي لو كانت خارج مربعه السكني. في حين يؤكد مهاب.ز طالب بالصف الثالث الاعدادي لاحدي مدارس ادارة المطرية التعليمية أنه قرر هذا العام التحويل للنظام المنزلي بعد العنف الذي تعرض له في فترة الامتحانات 2018/2017 بسبب رفضه ظاهرة الغش الجماعي داخل اللجان حيث قام أحد الطلاب بتوجيه لكمة شديدة في أنفه عقب جمع أوراق الاجابة ومغادرة المراقب للجنة مما تسبب في اصابته بنزيف وفي النهاية اعتبرتها المدرسة مشاجرة عادية لذلك رفض هذا العام الذهاب للمدرسة. وتفجر هدي.ف طالبة بمدرسة اعدادية تابعة لادارة المرج التعليمية مفاجأة قائلة إنها اعترضت العام الماضي علي قيام الطالبات بالرقص داخل الفصل بعد أن أشيع بين طلاب المدرسة أنه فصل الراقصات فما كان من زميلاتها إلا أن أجبرنها علي الرقص وإلا خلعت الحجاب من فوق رأسها واجبارها علي الذهاب مكشوفة الشعر أمام باقي طلاب المدرسة الذين اعتادوا علي حجابها منذ أن كانت في الصف السادس الابتدائي. في حين يؤكد معتز.س طالب بإدارة البساتين التعليمية أنه اصيب العام الماضي بجرح غائر في رأسه بسبب الاعتداء بخشبة عليه من عدد من زملائه بالمدرسة وتم نقله إلي المستشفي لتلقي العلاج وتضميد جراحه التي وصلت إلي 10 غرز حيث قام والده بتحرير محضر انتهي بالتصالح واعتزار الطالب وولي أمره لذلك رفض معتز الذهاب إلي المدرسة هذا العام لوجود آثار للجرح في الجبهة وفضل الاكتفاء بالدروس الخصوصية في المنزل. ومن البلاغات التي تلقاها خط النجدة للطفل مكالمة من طفلة "خ" أنا بشوف زمايلي في المدرسة بيتعرضوا للتنمر ومش عارفة اساعدهم إزاي واصدقائي الذين يمارسون السلوك العدواني "بألفاظ سيئة" ضد آخرين لا يعرفون بأنهم بيئذوا وبيجرحوا زمايلهم وهم لا يدركون العواقب. فيما أوصي الطفل "ز" بضرورة اهتمام الاخصائي الاجتماعي في المدرسة برصد تلك المشكلة داخل المدرسة للحد من تلك الظاهرة لأهمية دوره في التوعية وتقديم الدعم للأطفال المعرضين للتنمر أو المتنمرين علي حد سواء. وقالت الطفلة "م" نفسي تيجولنا المدرسة وتعملوا حصص توعية احنا بنتعرض لحالات تنمر كتير ومحدش مهتم ونشتكي للمدرسية يكون الرد "معلش ياحبيبتي" ومترديش عليهم. وفي اتصال آخر علي هاتف نجدة الطفل "16000" قبل دخول المدارس اذا بصوت يبدو عليه الحزن يقول: المدارس قربت وأنا خايف أوي أروح المدرسة انا ليا صاحبي مش ساييني في حالي وبيقولي كلام يضايقني أوي وأنا مش عايز أروح المدرسة تاني أو شوفولي مدرسة غيرها بتلك الكلمات البائسة بدأ الطفل "م" صاحب ال 8 سنوات حديثه إلي متلقي البلاغ بغرفة النجدة والذي حاول تهدئته حيث فقد "م" ثقته بنفسه تماماً نتيجة للعبارات البذيئة التي يتلقاها من زميله يومياً أثناء الدراسة حاول مراراً وتكراراً أن يستغيث لإنقاذه من وقائع التنمر ولكنه لم يفلح. وهنا تتحدث هالة أبوخطوة مدير قسم الاعلام بمكتب "اليونيسيف مصر" قائلة التنمر ظاهرة عالمية وهناك ما يقرب من 50% من الاطفال حول العالم بيتعرضوا للتنمر من زملائهم خاصة في فترة المراهقة من 13 إلي 15 عاماً واوضحت أن البيانات التحليلية توضح أن 70% من الاطفال في مصر يتعرضون للتنمر من زملائهم بالمدارس وما حولها من بيئة. وتضيف أبوخطوه أن ظاهرة التنمر منتشرة للغاية وتعود إلي قلة الوعي بين الاطفال وهذا يمثل نوعاً من أنواع العنف وقد ينتج عنها نبذ التعليم وعدم الرغبة في الذهاب إلي المدرسة والانتحار في بعض الحالات الخطرة والطفل أو المراهق الذي يكون ضحية للتنمر بدون تدخل من الكبار من الممكن حياته أن تتأثر بشكل كبير ولكن التأثير يختلف من شخص إلي آخر ومن اكثر الآثار الناتجة هي قلة الثقة بالنفس وتأثر المستوي الدراسي بسبب كراهية المدرسة وتفضيل الانعزال عن الآخرين. والطفل الذي يتعرض للتنمر دائما يشعر بالعجز وقلة الحيلة امام زملائه المعرضين لهذه الظاهرة ويريد أن يساعدهم ولكنه يخاف أن يزج بنفسه في تلك الدائرة لذا نقوم بهذه الحملة لتوعية الاطفال والمواطنين بكيفية التعامل مع الاطفال المتنمرة أو المتنمر عليه حتي لا تحدث آثار سلبية في المستقبل.