رغم بساطته وظروفه المادية القاسية إلا أن كل المحيطين به يشهدون له بالأمانة والضمير حتي أنه رفض الحصول علي مكافأة مالية مقابل عثوره علي حقيبة تحتوي علي مائة ألف جنيه باستراحة المستشفي الذي يعمل به. اسمه محمد جمال فرغلي من مركز ملوي بمحافظة المنيا جاء للقاهرة للعمل بجانب دراسته لمساعدة والده في تلبية متطلبات الحياة ونفقات اشقائه الخمسة الذين مازالوا يدرسون بمراحل التعليم المختلفة. فالتحق بالعمل كموظف للأمن في مستشفي الشيخ زايد مع والده في عام 2013. وعندما مرض والده اضطر للعودة إلي بلده واستكمل محمد عمله بالمستشفي حتي حصل علي دبلوم الزراعة في 2014 وكان قد بدأ براتب 700 جنيه ثم تدرج حتي وصل لألف جنيه شهرياً يدفع منها إيجاراً مع زملائه لوحدة سكنية في أكتوبر وينفق الباقي علي أشقائه ونفسه. ورغم ضآلة راتبه إلا أنه رضي بما رزقه الله عز وجل ويؤدي عمله بجدية ونشاط. واصل محمد عمله في وحدة زرع النخاع وأمراض الدم وأثناء جولته بالوحدة في نهاية الوقت المخصص للعيادة عثر علي حقيبة تحوي مائة ألف جنيه وإيصال مدون به المبلغ فتوجه بها فوراً لمدير الوحدة وأبلغه بما وجده وتم إبلاغ مدير المستشفي وشركة الأمن التي يتبعها فقرر المسئولون الاحتفاظ بالحقيبة في أمانات المستشفي حتي ظهور صاحبها. ويكمل محمد في مساء نفس اليوم جاء والد أحد المرضي بالوحدة وسأل عن الحقيبة وبعد سؤاله عن مواصفات الحقيبة والتأكد من أنه صاحبها من خلال تسجيلات كاميرات البوابات تسلمها بعد تحرير محضر التسليم. صاحب الحقيبة حاول يكفائني ب 10% من المبلغ إلا أنني رفضت المكافأة. ثم أضاف أنه يرفض الحصول علي مال لا يستحقه وهي في الأصل خاصة بالمريض لاجراء جراحة زرع النخاع. مشيراً إلي أن المبلغ صاحبه مديون بجزء منه وقد تم تكريمه من قبل مدير الوحدة والمستشفي ومحافظ المنيا. محمد رجه رسالة للشباب أن العمل مهما كان صغيراً فهو رزق من الله سبحانه وتعالي والرضا والقناعة أفضل من اليد العاطلة.