قال السفير محمد إدريس مندوب مصر الدائم لدي الأممالمتحدة بنيويورك: إن اللقاءات الثنائية التي سيعقدها الرئيس عبدالفتاح السيسي علي هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة تتضمن لقاءً ثنائياً مع نظيره الأمريكي دونالد ترامب. كما يجري ترتيب عدد كبير من اللقاءات الأخري مع كبار القادة المشاركين في الاجتماعات بنيويورك. أضاف أن هذا النوع من الاجتماعات يخضع لاعتبارات كثيرة تنظيمية. ولذلك لا يتم الإعلان عنها حتي اللحظات الأخيرة نظراً لأنه في ظل الجدول المزدحم للجميع. وكثرة الفعاليات وتداخلها من الوارد إلغاء أو تعديل أي منها في أي وقت. مؤكداً أن الحذف أو الإضافة في هذه الحالات يكون لاعتبارات تنظيمية وليس له بعد سياسي. أوضح أن كل الفعاليات التي سيشارك فيها الرئيس السيسي سيلقي خلالها كلمة لمصر. وبشكل أساسي هناك الكلمة العامة التي سيلقيها الرئيس أمام النقاش العام للقادة والزعماء الذي سينطلق الثلاثاء القادم. وهناك قمة نيلسون مانديلا. واجتماع مجموعة ال 77 واجتماع تغير المناخ. مشيراً إلي أنه لم يتم حتي الآن تحديد مستوي مشاركة مصر في قمة حفظ السلام. سواء بحضور الرئيس أو وزير الخارجية. أكد أنه في كل الأحوال ستكون هناك كلمة خاصة بمصر في هذه القمة. موضحاً أن الرئيس السيسي يحرص علي المشاركة في كافة الفعاليات الهامة التي يتضمنها هذا المحفل الدولي الكبير. ولكن كثرة الفعاليات وتداخلها يحول دون ذلك. ولذا يشارك في أكبر قدر ممكن مع تواجد مصر بالفعل بمستويات أخري من التمثيل في باقي الفعاليات. أوضح إدريس أن اللقاءات الثنائية التي سيعقدها الرئيس السيسي أو وزير الخارجية سامح شكري تتناول بحث القضايا التي تهم العلاقات المتبادلة مع الدول الأخري. إلي جانب الموضوعات الإقليمية والدولية التي تمثل أهمية لمصر في الجوانب المختلفة للأنشطة المتعددة التي سيتضمنها الشق رفيع المستوي من أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة. وحول ما أثير مؤخراً عن طرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لخطته حول السلام بالشرق الأوسط أثناء فعاليات الجمعية العامة للأمم المتحدة المعروفة إعلامياً بصفقة القرن ومشاركة مصر في اجتماعات في هذا الإطار. أكد السفير محمد إدريس أنه لا توجد اجتماعات في إطار مبادرة الرئيس ترامب للسلام ستشارك بها مصر. ولكن هناك اجتماعات أخري ستعقد لتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني. منها اجتماع لجنة تقديم المساعدات للشعب الفلسطيني والتي تشارك بها مصر دائماً. واجتماعات لبحث وضع "الأونروا" والفجوة التمويلية التي تعاني منها هذه الوكالة الدولية. بالإضافة إلي اجتماعات فرعية خاصة ببحث الأوضاع في ليبيا وسوريا واليمن. ولن تشارك بها كافة الدول ولكن الدول المعنية وعلي رأسها مصر لبحث التطورات الأخيرة. والجهود التي يقوم بها مبعوثو الأممالمتحدة لسوريا وليبيا واليمن. أكد حرص مصر علي إنهاء معاناة تلك الشعوب الشقيقة والتوصل إلي حلول سياسية توقف الصراع والنزاع والاقتتال. وبالنسبة للشق الثنائي في زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي لنيويورك هذا العام أكد إدريس أن الرئيس يحرص دائماً علي تعزيز هذا الجانب ودفع العلاقات المصرية الأمريكية إلي آفاق أرحب من خلال سلسلة من اللقاءات المتنوعة مع النخبة وصناع القرار الأمريكي. لافتاً إلي أن البعثة المصرية الدبلوماسية في واشنطن تعمل بجد في هذا الإطار. لترتيب هذه اللقاءات وعلي رأسها القمة الثنائية بين الرئيس السيسي والرئيس ترامب. إلي جانب الشخصيات السياسية والاقتصادية المؤثرة في صنع القرار الأمريكي. كذلك يجري الرئيس مقابلات مع وسائل الإعلام الأمريكية. قال السفير إدريس: إن الشق الاقتصادي والاستثماري سيحتل موقعاً بارزاً في هذه اللقاءات حيث يستقبل السيسي مجموعة من رؤساء كبريات الشركات الأمريكية. أوضح أن الدورة الحالية للأمم المتحدة رقم 73 تعقد تحت شعار "جعل الأممالمتحدة ذات أهمية ومصداقية للجميع وبناء مجتمعات تقوم علي التنمية والتعاون والتضامن". لافتاً إلي أن هذا الشعار وضعته الرئيسة الجديدة للجمعية العامة للأمم المتحدة وهي وزيرة خارجية الأكوادور السابقة التي ترأس الجمعية العامة لهذا العام. أشار إلي أن الاجتماعات بالجمعية العامة تتضمن أنشطة متنوعة للمنظمة. منها اجتماعات رفيعة المستوي وهو الشق الذي يشارك به قادة ورؤساء الدول. وقال إن هذا العام يتضمن عدة فعاليات أبرزها ما يتعلق بحفظ السلام والأمن الدوليين. حيث دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش إلي قمة للخروج بإعلان التزامات مشتركة من قادة الدول فيما يتعلق بعمليات حفظ السلام. مشيراً إلي أن مصر في مقدمة هذه الدول حيث تسهم في دعم تلك العمليات بقوات عسكرية وشرطة في مهام حفظ السلام الدولية. أضاف أنه سيتم أيضاً عقد اجتماع رفيع المستوي خاص بتمويل التنمية في إطار استراتيجية 2030. لتحقيق أهداف التنمية المستدامة السابعة عشر. وهي خطة طموحة تحتاج إلي تمويل كبير. ولذا دعا الأمين العام للمنظمة لعقد هذا الاجتماع لحشد التمويل اللازم. أشار إلي أنه سيتم عقد قمة خاصة للزعيم الأفريقي الراحل نيلسون مانديلا تحتفي بمرور مائة عام علي ميلاده. ولكنها لن تكون فقط احتفالاً بشخصه وذكراه ورحلته ومسيرته ولكن احتفال بالقارة الأفريقية ونضالها من أجل التحرير والاستقلال وتعزيز قيم مكافحة التمييز والعنصرية. كما تلقي الضوء علي تحديات القارة الأفريقية وعلي رأسها التنمية والسلم والأمن والتحديث والتطوير السياسي والاجتماعي. وإنهاء الصراعات والنزاعات بالقارة وتعظيم دور الاتحاد الأفريقي ومبدأ إيجاد حلول أفريقية للقضايا الأفريقية موضحاً أن هذه القمة تحتل اهتماماً لدينا في ظل رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي العام القادم. تابع السفير إدريس قائلاً: إن هناك أيضاً اجتماعات خاصة بالصحة والتي تعد محوراً هاماً هذا العام في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة. في إطار الجهود الدولية لمكافحة الأمراض غير المعدية مثل السل. ونحن نهتم بهذا الأمر لأنه يتصل بشكل مباشر بحياة الشعوب ولمصر تجربة ناجحة في مكافحة فيروس سي أشاد بها العالم. أضاف أن الدورة الحالية ستشهد انعقاد المنتدي الدولي التاسع لمكافحة الإرهاب وأيضاً اجتماعاً آخر رفيع المستوي لمدونة السلوك الخاصة بمواجهة تلك الظاهرة والتزامات الدول في هذا الصدد. وتلك تمثل الجوانب الرئيسية للاجتماعات رفيعة المستوي التي تنعقد في إطار أنشطة الجمعية العامة. وبالطبع هذه الاجتماعات العامة لكل الدول الأعضاء بالمنظمة. أشار إلي أن هناك اجتماعات أخري تتعلق بمجموعة من الدول فقط منها اجتماع مجموعة ال 77 والصين التي ترأسها مصر حالياً. وهذا الاجتماع سيفتتحه الرئيس عبدالفتاح السيسي وسيشارك به رئيسة الجمعية العامة للأمم المتحدة وسكرتير عام المنظمة الدولية. كما تشارك مصر في اجتماعات لحركة عدم الانحياز ومنظمة التعاون الإسلامي والاتحاد الأفريقي وجامعة الدول العربية. وكل هذه سيتم علي المستوي الوزاري. وتضم مجموعة من الدول التي تنتمي لهذه المنظمات والمجموعات. قال السفير إدريس: إن هناك شقاً ثالثاً يتعلق بمجموعة من الاجتماعات التي تعقدها الدول علي المستويات الثلاثية أو الرباعية بالاتفاق بينها. وستشارك مصر في هذا الجانب باجتماعات عربية ومتوسطية وإقليمية لبحث قضايا محددة ذات أهمية لهذه الدول.