رغم مرور أكثر من عام علي قرار المهندس عاطف عبدالحميد محافظ القاهرة بفرض غرامة 1000 جنيه علي من يستخدم مياه الشرب في غسيل السيارات ورش الشوارع بهدف ترشيد مياه الشرب واستخدامها في الأغراض المخصصة لها وحيث أكد علي ضرورة تطبيق القرار بحزم وشدة علي كافة المستويات إلا أن الظاهرة لم تختف بينما تؤكد شركة المياه أنها تهدر من 10 - 15% من الإنتاج اليومي للمياه النقية. محمد بخيت - إمام مسجد: أنا مع فرض غرامة علي رش المياه بالشوارع واستعمالها في غير أغراضها المخصصة لها لتوفير نقطة المياه خاصة أن ديننا الحنيف أوصانا بعدم الإسراف في المياه والحفاظ عليها مطالبا بتشديد الرقابة من قبل الأحياء وعدم التهاون في تنفيذها. ويشير عمرو محمود - صاحب مغسلة - إلي أن هناك إهدارا كبيرا في مياه الشرب خاصة في غسيل السيارات بالشوارع من قبل حراس العقارات الذين يستخدمون خرطوم المياه بطريقة عشوائية في حين تقوم مغاسل السيارات باستخدام طلمبات خاصة مزودة بموتور هواء يعمل علي دفع كميات قليلة جدا من المياه لغسل السيارة وأنه مع تطبيق هذا القرار بكل حزم. ويضيف مهدي محمد - عامل - أن هناك استخداما مفرطا لمياه الشرب في رش الشوارع خاصة أمام المحلات بالأماكن الشعبية في فصل الصيف وفي ظل غياب تام من الأحياء المنوط بها المراقبة وتطبيق القرار وأن معظم هذه المحلات لا تحاسب في الفاتورة كمحل تجاري ولكن يتم محاسبتها كوحدة سكنية غير منفصلة عن العقار. ويري طارق علي - ترزي - أنه لا يوجد وعي لدي المواطنين بأهمية عدم إهدار المياه والمحافظة عليها فمياه الشرب يتم تنقيتها ومعالجتها في محطات المياه بتكلفة كبيرة جدا تصل لمليارات الجنيهات كل عام لتضخ مياها نقية صالحة للشرب في الشبكة وتصل للمواطن في منزله إلا أن بعض المواطنين يقومون بإهدار هذه المياه برشها في الشارع لذا يطالب بزيادة الغرامة من 1000 جنيه إلي 5000 جنيه. بينما يبرر علي محمد - صاحب محل - قيام بعض أصحاب المحلات برش المياه لعدم نظافة الشوارع وتراكم الأتربة والقمامة بها مما يجعلها تدخل المحل وتناثرها علي البضاعة مما يعرضها للتلف لذا يقومون بالكنس وجمع القمامة ورش المياه لتهدئة الأتربة الناعمة. وكان لابد قبل فرض غرامة أن تقوم الأحياء وهيئة النظافة بكنس ونظافة الشوارع ورشها بواسطة سيارات الرش كما كان يحدث في السابق حتي لا تضطر المحلات بعمل هذا بنفسها. ويشير حسين جمال -بائع- إلي أن هذه التجربة نجحت في أسيوط بعد أن قام المحافظ بفرض غرامة 1000 جنيه علي من يقوم برش الشارع وهذا جعل الكثير يمتنع عن القيام بهذه العادة السيئة التي تهدر مياه الشرب النقية بالشوارع. مصدر مسئول بشركة مياه القاهرة كشف عن أن نسبة إهدار المياه نتيجة استخدامها في رش الشوارع وغسيل السيارات والإسراف المنزلي وعدم إصلاح الأجهزة المنزلية تصل من 10% إلي 15% يوميا وهذا يهدد نصيب الفرد من المياه لذا أصبح من الضروري توقيع غرامة فورية للقضاء علي هذه الظاهرة السلبية بالإضافة لزيادة تكلفة مستلزمات إصلاح المواسير وأعمال الإحلال والتجديد للشبكات التي تقوم بها الشركة وهذا بالطبع يؤدي لتعرض بعض المناطق للانقطاع أو الضعف لفترات متكررة. والمحليات هي المسئولة عن المراقبة والمتابعة علي المخالفين وتحرير محاضر وتوقيع الغرامة التي تبدأ من 1000 جنيه وتصل إلي 5000 جنيه في حالة تكرار الواقعة. وأضاف أن كل محافظة تقوم برش الشوارع بمياه عكرة بعد أن تقوم هيئة النظافة بعملها خاصة في فصل الصيف لتلطيف الجو وتخفيض درجات الحرارة. ويتحتم علي المواطنين ضرورة ترشيد الاستهلاك وتغيير الثقافة السائدة وإعطاء اهتمام أكبر بنقطة المياه وتحريم إهدارها.
