في ظل التطور التكنولوجي الرهيب الذي حدث مؤخرا في كافة مناحي الحياة وجعل العالم كقرية صغيرة بشكل يتيح لأي شخص التواصل مع من يريد وفي أي مكان في العالم وبسرعة فائقة ليس فقط بالكلام ولكن بالصورة أيضا .. أمام هذا التقدم الكبير زادت التحديات بشكل مخيف بات يهدد الأسرة والعلاقات بين أفرادها فكل منهم لديه هاتفه الذكي ويتواصل مع صديق أو قريب عن طريق أي تطبيق جديد لتتلاشي الزيارات العائلية وتتناقص المقابلات بين الأهل والأقارب بشكل كبير .. وظهرت مؤخرا لعبة إلكترونية مخيفة قضت علي أرواح الكثير من المراهقين والشباب الذين وقعوا فريسة سهلة لهذه اللعبة المميتة التي اخترعها شخص مريض نفسي يعاني من مشاكل متعددة وتم القبض عليه وسجنه بسبب تلك اللعبة التي يراها وسيلة فعالة للقضاء علي الحثالة من البشر علي حد قولة. عندما تقرأ عن هذه اللعبة التي تسمي "الحوت الأزرق" تجد أنها عبارة عن طريقة شيطانية خبيثة اخترعها هذا الشاب المريض تعتمد في المقام الأول علي عزل من يلعبها عن محيطه المقرب من الأهل والأ قارب والأصدقاء ليكون فريسة سهلة لتطبيق أي أفكار أو أوامر تعطيها هذه اللعبة لمن يمارسها خاصة أنها تحتوي علي العديد من الأسرار عن لاعبها وتقوم بإجباره علي تنفيذ هذه التعليمات أو إفشاء الأسرار بشكل علني وهو ما يجعل المراهقون والشباب ينساقون خلف هذه اللعبة خوفا من فضيحتهم إلي أن تطلب منهم أن يتخلصوا من أنفسهم في أسرع وقت وبطرق غريبة ومختلفة. هذه اللعبة المميتة لن تكون الأخيرة وهناك العديد من الألعاب الإلكترونية الأخري التي تشجع علي الكثير من أشكال العنف والتطرف لتدق ناقوس الخطر للمجتمع المصري الذي بات يعاني من مشاكل واضحة من التفكك الأسري وغياب مراقبة الوالدين لأبنائهم ومتابعتهم سواء في شئون حياتهم أو في علاقاتهم بأصدقائهم خاصة أنه في كل لحظة يظهر تطبيق جديد سواء للسوشيال ميديا أو للعبة جديدة تحتوي علي مخاطر متعددة تستهوي المراهقين الذين يتسارعون علي تجربتها في ظل غياب الوالدين أو أنشغالهما بأمور الحياة. لعبة "الحوت الأزرق" كشفت عن الكثير من السلبيات التي باتت تهدد بشكل كبير المجتمع المصري وشبابه وعلي الأباء أن يتنبهوا جيدا لكل هذه المخاطر والتحديات الحديثة التي تتطور من يوم لآخر وتستلزم متابعة الأباء والأمهات لكل تحركات أبنائهم ومعرفة الأنشطة التي يمارسونها وإبعادهم عن أي أفكار مغلوطة أو تطبيقات إلكترونية تزيد من عزلتهم وابتعادهم عن الأهل والأقارب .. لاشك أن التطور التكنولوجي له فوائده وأضراره التي يجب أن تفتدها الأسرة لأبنائها وتكشف عن المخاطر من جراء الاستخدام السييء لهذه التكنولوجيا التي قد تتحول في لحظة لسلاح قاتل لأي جاهل أو ساذج لايعرف مدي خطورة هذا التطور التكنولوجي المخيف.