من المعروف في عالم سينما الأكشن أنه لا استغناء عن شخص الدوبلير لأداء المشاهد الصعبة بدلا من النجم أو النجمة. وذلك لأنهم أكثر تدريبا وتأهيلا لمثل هذه المشاهد.. ولكن بعض النجوم يرفضون الدوبلير ويطلبون اداء المشاهد الخطيرة بأنفسهم. وبالرغم من سقوطهم احيانا وتعرضهم لاصابات من الممكن أن تقضي علي حياتهم. الا انهم يستمرون بكل ثقة في تأدية هذه الادوار لاعتقادهم ان ذلك أكثر مصداقية وأكثر اقناعا للمشاهدين. ومن أبرز النجوم الذين يؤدون المشاهد الصعبة النجم توم كروز الذي اصبحت اخبار تعرضه لاصابات امراً معتاداً أثناء التصوير. وكان آخرها ما أثير قبل فترة قصيرة عن اصابة كاحله أثناء تصوير أحد مشاهد فيلمه الأخير Mission lmpossible:Flute والذي كان يتطلب منه القفز بين أسطح المباني. فإن توم كروز يصر دائما علي أداء المشاهد المختلفة بنفسه مهما بلغت درجة خطورتها. حتي أنه يوصف بالممثل الأكثر تهوراً في هوليوود. لا عجب في ذلك فقد سبق له تسلق أعلي برج في العالم "برج خليفة". وقيادة السيارات بسرعات جنونية. وكتم الانفاس تحت الماء. والقفز من ارتفاعات شاهقة وغير ذلك. يقول كروز "56 عاما" إن دافعه لذلك هو حرصه علي المصداقية واحترامه لجمهوره. كما أن ذلك يصب في صالح الفيلم حيث أن قيام الممثل بنفسه بتلك المشاهد يحرر المخرج من القيود ويمنحه حرية مطلقة في تصوير المشهد من أي زاوية. ولعل توم كروز محق في ذلك حيث إن هذا أحد عوامل التميز لسلسلة أفلام مهمة مستحيلة Mission lmpossibleعن غيرها من أفلام الحركة والإثارة. كذلك النجم البريطاني دانيال كريج الذي لم يقتصر الأمر علي قيامه بأدوار الحركة بنفسه خاصة شخصية العميل السري "جيمس بوند" ولكن قام بدراسة الشخصية والتفرغ لها كما أراد أن يتحول كلياً إلي هذه الشخصية لذلك امضي فترة طويلة في عملية الاعداد والاستعداد لهذا الدور تطلبت منه قضاء ساعات طويلة داخل صالات الألعاب الرياضية للارتقاء بمستوي لياقته البدنية ليس فقط ليكون مظهره مقنعاً بالنسبة للمشاهد بل لرغبته في أداء كافة مشاهد أفلام جيمس بوند دون الاستعانة بأي من الممثلين البدلاء. ولقد خاطر دانيال كريج بحياته أثناء تصوير مشاهد أفلام جيمس بوند التي شارك بها حيث انه اقدم علي القيام بعدد من التصرفات الجنونية فمثلا قام كريج بأداء المشهد الافتتاحي في فيلم "Casino Royale" كاملاً بنفسه.. صحيح أنه متوفر دائما في مواقع التصوير فريق كامل مسئول فقط عن تأمين الممثل لكن في النهاية يبقي الخطأ وارداً والخطورة قائمة مما يعني أن دانيال كريج يتمتع بشجاعة يحسد عليها. أما النجم جيسون ستاثام فإنه يأخذ الأمر علي محمل اللعب والمتعة خاصة انه يقضي ساعات طويلة في ممارسة التمارين الرياضية والحفاظ علي لياقته البدنية وهذا كله ساهم في جعله أحد ألمع واشهر نجوم أفلام الاثارة والتشويق واشهر ما قدمه سلسلة أفلام "Transporter" التي برزت من خلالها قدرته علي تقديم كافة مشاهد الحركة علي اختلاف انواعها ابتداءً من مشاهد الاشتباكات أو القتال المباشر والعدو بالاضافة إلي مطاردات السيارات. كما قدم ستاثام مختلف مشاهد الحركة التي شارك بها علي مدار نشاطه الفني بنفسه حتي انه كاد يلقي حتفه أثناء تصوير مشاهد فيلم "The Expendables" حيث أصر علي قيادة الشاحنة بنفسه أثناء تصوير أحد مشاهد المطاردات السريعة إلا أن الأمور خرجت عن السيطرة وانحرفت الشاحنة عن مسارها وسقطت بالماء وقد اعتقد الجميع أنه فارق الحياة.. العجيب ان أول ما فعله جيسون ستاثام بعد خروجه من تحت الماء والتقاط انفاسه هو مطالبة طاقم الانتاج بالعمل علي توفير المتطلبات اللازمة لإعادة تصوير المشهد مرة أخري. ومن ألمع نجوم الحركة في العالم وليس في هوليوود فقط النجم الصيني جاكي شان وهو أحد رواد أفلام الاكشن كوميدي بصفة خاصة ولا يخفي علي أحد أن شان يصر بشكل غريب علي أداء كافة مشاهد القتال والمطاردات في أفلامه بنفسه. معتمداً في ذلك علي ما يتمتع به من مرونة عضلية وقدرات جسدية فائقة اكتسبها من خلال تدريباته الطويلة علي ألعاب الدفاع عن النفس وفي مقدمتها رياضة كونغ فو التي يعد أحد محترفيها. منذ بداياته الفنية يحرص جاكي شان علي تضمين تيترات النهاية في أفلامه مشاهد من كواليس التصوير التي يظهر بها مدي معاناته وحجم المخاطر التي يتعرض لها من أجل القيام بتلك المشاهد وسبب قيام جاكي شان بذلك ليس بحثاً عن المصداقية أو الواقعية فقط. بل لأنه لا يوجد ممثل بديل في هوليوود يمتلك مهارة جاكي شان ويستطيع أداء الحركات البلهوانية بذات الكفاءة. لا عجب أن البعض يصفه بأنه خليفة بروس لي من أبرز أعماله Rush Hour و Around the world in 80 Days وغيرها الكثير. ومن قبل هؤلاء بسنوات كان النجم الأمريكي هاريسون فورد يدرك أن سلسلة أفلام المغامرة والإثارة lndiana Jones سوف تكون بمثابة نقلة نوعية في مسيرته الفنية. لهذا كان شديد الحرص علي تقديمها في أفضل صورة ممكنة. حتي لو تطلب الأمر منه المخاطرة بنفسه والإقدام علي أفعال جنونية. ويذكر أن فورد خضع لتدريبات مكثفة حتي يتمكن من تقديم مشاهد الحركة بنفسه دون الاعتماد علي الدوبلير. وقام بافعل بتنفيذ نحو 90% من مشاهد تلك الافلام بنفسه. كذلك لا يمكن أن تمر هذه القائمة دون ذكر اسم النجم سيلفستر ستالون حينما تذكر أفلام الحركة والإثارة. حيث أنه أحد أبرز من برعوا في تقديم هذه النوعية من الأفلام. ومسيرته الفنية مليئة بعدد كبير من الأفلام المتميزة في هذا النوع. وأشهرها علي الاطلاق فيم "رامبو" الذي حفر به اسمه وسط المع النجوم في هوليوود. وكذلك السلسلة الشهيرة "روكي" واحدث السلاسل The Expendables. ويحرص ستالون دائماً علي خروج أفلامه في أفضل صورة ممكنة. وفي سبيل تحقيق ذلك هو مستعد للقيام بأي شيء وكل شيء. والأمر لا يقتصر فقط علي القفز والعدو وأداء الحركات القتالية ببراعة وحرفية فقط. بل إن سيلفستر ستالون ذهب لأبعد من ذلك أثناء تصوير الجزء الرابع من سلسلة أفلام روكي حيث طلب من الممثل دولف لندجرين الذي كان يجسد شخصية غريمه ان يسدد له لكمة حقيقية أثناء تصوير داخل إحدي حلبات الملاكمة وذلك حتي يخرج المشهد بصورة واقعية لكن يبدو أنه لم يقدر حجم القوة العضلية للممثل الآخر بشكل دقيق ومن ثم تسببت اللكمة له في إصابة بالغة تطلبت نقله للمستشفي حيث قضي بها فترة للتعافي لكن تلك التجربة لم تمنعه من تكرار الأمر في أفلام أخري. أما الجنس الناعم فله نصيب أيضاً من أفلام الحركة والمشاهد الصعبة مثل النجمة الأمريكية انجلينا جولي التي أثبتت من خلال أعمالها الفنية في هذه النوعية ان مشاهد الحركة ليست حكراً علي الرجال والدليل علي ذلك ان تاريخها الفني مليء بعدد كبير من الأفلام المميزة وفي ذات الوقت يضم عدد كبير جداً من لحظات التهور التي غامرت خلالها بحياتها. وبالرغم من جمالها فإن انجلينا جولي ترفض الاستعانة بدوبلير طالما أنها قادرة علي أداء المشاهد الخطيرة بنفسها فمثلاً مشاهدها في فيلم salt وكذلك عدد كبير من مشاهد سلسلة tomb raider وغيرها من الأفلام قامت بتأدية مشاهدها الصعبة بنفسها. وانضمت إلي قائمة الحسناوات المقاتلات علي الشاشة الفضية النجمة تشارليز ثيرون التي أثبتت من خلال بعض الأدوار القتالية أنها مستعدة علي الدوام فعل أي شيء لجعل أعمالها الفنية أكثر روعة مثل تغيير ملامحها بالكامل كما فعلت في فيلم monster أو حلق رأسها من أجل شخصيتها في فيلم mad max gury road. ومن أمثلة المشاهد الخطيرة التي أدتها ثيرون نذكر حينما كانت تستعد لتقديم فيلم الحركة والخيال العلمي aleon flux خضعت لدورة تدريبية مكثفة للارتقاء بمستوي لياقتها البدنية وذلك لرغبتها في أداء مشاهد الفيلم كاملة بنفسها دون الاعتماد علي أي ممثلة بديلة "دوبلير" لكن بسبب قلة خبرتها في تنفيذ هذا النوع من المشاهد قامت بحركة خاطئة تسببت في سقوطها بشكل عنيف مما أدي لإصابتها بفتق في الفقرتين الثالثة والرابعة من العمود الفقري وقد كانت اصابتها بالغة حتي انها اضطرت للسفر إلي ألمانيا لتلقي العلاج وكذلك خضعت لجلسات علاج طبيعي لعدة أسابيع.