اصطدم سعي الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون بتحديث اقتصاد بلاده بموجة من التحديات تمثلت في هيئة السكك الحديدية. والخطوط الجوية الفرنسية "إير فرانس" حيث دعوا إلي موجة من الاضرابات. دعوة الاتحادات العمالية الرئيسية في مجال السكك الحديدية إلي إضرابات تستمر يومين في كل خمسة أيام خلال الأشهر الثلاثة المقبلة تأتي احتجاجا علي تعديل في الشركة الوطنية الفرنسية للسكك الحديدية "إس.إن.سي.إف" قبل فتحها أمام المنافسة مثلما يشترط قانون الاتحاد الأوروبي. ويريد ماكرون تحويل الشركة الوطنية الفرنسية للسكك الحديدية المثقلة بالديون إلي شركة تحقق أرباحا. وتقول الاتحادات إنه يمهد الطريق أمام خصخصتها. وإذا انتصر ماكرون علي الاتحادات العمالية فسيحدد ذلك الإيقاع بالنسبة لخطط الإصلاح الرئيسية الأخري ومن بينها إصلاح نظام التعليم والمعاشات. رفض العمال لهذه الاصلاحات الاقتصادية تأتي خوفا من أن يفقدوا ضمانات الوظيفة مدي الحياة والزيادة السنوية التلقائية وسياسة المعاش المبكر السخية. كانت آخر مرة واجه فيها رئيس فرنسي اتحادات السكك الحديدية بشأن المزايا التي يتمتع بها العمال قد انتهت بشكل سييء وأدت إضرابات عام 1995 إلي إصابة باريس بالشلل وأجبرت رئيس الوزراء آلان جوبيه علي سحب الإصلاحات في هزيمة لم يتمكن من التعافي منها. ويقدر المسئولون بالشركة الوطنية الفرنسية الخسائر اليومية للإضراب ما بين 10 - 20 مليون يورو. فيما أعربت وزيرة المواصلات إليزابيت بورن عن أسفها لهذا الإضراب الذي لا يفهم المواطنون أسبابه لاسيما وأن الحكومة ليست بصدد خصخصة الشركة وأحرزت تقدما ..في حين أن النقابات لم تبادر من جانبها بتحريك الأمور. علي حد تعبيرها. كانت عشر نقابات تمثيلية لموظفي "اير -فرانس" في مختلف القطاعات قد دعت إلي الإضراب اليوم للمرة الرابعة بعد الإضرابات التي نظمت أيام 22 فبراير و23 و30 مارس. كما دعت أغلب هذه النقابات إلي إضرابات أخري أيام 7 و10 و11 أبريل الجاري. كانت إدارة إير فرانس قالت إن مطالب النقابات بزيادة 6% في الأجور قد تنذر بتقويض خططها للنمو. كما تشهد فرنسا إضرابا لعمال جمع النفايات وقطاع الطاقة الذين يطالبون أيضا بتحسين أوضاعهم وتواجه الحكومة أيضا احتجاجات طلابية علي خطة إصلاح نظام الالتحاق بالجامعات.