القوة تحمي الحق. ولا كيان لحق مهما كان واضحاً إلا بالقوة. ولا وجود لشعب أو أمة دون قوة تحميها. وتدفع عنها العدوان. وتخيف عدواً يتربص بها. ويمنع التعرض لها. والقوة سند كل صاحب حق. ساع إليه علي مستوي الأفراد أو العائلات أو الدول.. هل رأيت ناظر مدرسة ضعيفاً يقود مدرسة تنتج أجيالاً صالحة. أو رأيت رجلاً غير جاد بحكم بيته. يحمي أهله. فالضعيف أو المستهزأ به أضحوكة بين الناس. ومحل الاستهزاء أو الإهمال دائماً يظل هدفاً لكل نفس وضيعة انتهازية هل رأيت عائلة مفككة لها أمر تحزمه. ومكانة نحوزها بين أسرة المجتمع..!!؟؟ يقين جازم إن مثل هذه العائلات لا تحقق احتراماً لنفسها. ولا تحقق مكانة قوامها الاحترام والتقدير. علي مستوي الدول بأن الأمة أو الدولة التي لا تهتم بكيانها كقوة رادعة. ولا تعمل علي بناء جيش قوي رادع. لا تجد لها كياناً دولياً ولا كلمة مسموعة. ولا قراراً نافذاً. من هنا فإن الدول التي تعرف قيمتها تسعي لاحتلال مركز دولي له كيان ووجود مؤثر هي الدول القوية وقوة الدول تقاس بالقوة الاقتصادية والقوة في توحدها وتجمعها والقوة العسكرية. إذ أن الأمم. لا يخشي بعضها بعضا. ولا تعتبر لأي منها مكانة إلا بالقوة بأنواعها السابقة. ومصرنا الحبيبة. تتمتع بفضل الله بوحدة شعبها. وتجمعه علي قلب رجل واحد. لا تؤذيها طائفية. ولا تقسمها قبلية. ولا يصيبها ما أصاب بعض الأمم الأخري من انتشار طوائف تتسمي بمسميات فرقتهم. ولا جزأتها قبائل تتحصب ضد قبائل أخري.. وهكذا الأمة المصرية حماها الله من تواجد مثل هذه الأمراض التي فتكت بدول أخري مجاورة. فكانت تلك الوحدة مصدراً من مصادر القوة المصرية. السعي نحو بناء مجتمع متكامل يشد بعضه بعضا في القضاء علي مناطق الضعف من عشوائيات وبطالة. وفساد هو مصدر آخر من مصادر القوة التي تنعم بها مصرنا الحبيبة. الواضح أن جيش مصر في تسليحه المستمر. وتنويع أسلحته ومصادرها. وتدريباته الدؤوبة تنبئ عن قوة منظمة جاهزة لحماية الوطن وتحقيق أمنه وأمانه. فالجيش للأمة هو الدرع الواقي والحصن القوي يصد العدوان.. وهو الذراع الطولي لتحقيق النصر وردع الطغيان. وأمة بلا جيش أمة منكسرة ضعيفة تظل مبتغي كل طامع. وهدفا لكل خبيث. وجيش بغير سلاح كإنسان بلا غطاء أو ملبس. لعل ما حدث في الآونة الأخيرة من تطهير لأرض سيناء من جماعات جندتها أجهزة معادية. ما كنا نستطيع القيام به دون جيش تم تسليحه علي أعلي المستويات. وتجهيز لتمشيط الناطق الشاسعة التي كان الإرهابيون يظنونها مباحة لهم. فكانت الضربات الواقية والمؤثرة والمميتة من جيش مصر لتطهير أرضها.. وهذا حقنا الذي لا يمكن حمايته وتحقيقه إلا بالقوة إذ إن الحق لا يقوم ولا يتحقق إلا بقوة تحميه وتنشئه أيضا.