ودَّعت الإسكندرية في جنازة رسمية الشهيدين مساعد شرطة علي جلال والمجند عبدالله محمد واللذين استشهدا في حادث التفجير الإرهابي الذي وقع أمس الأول بشارع المعسكر الروماني بمنطقة رشدي واستهدف موكب مدير الأمن. تقدم الجنازة التي انطلقت من مسجد القائد إبراهيم الدكتور محمد سلطان محافظ الإسكندرية والفريق أحمد خالد قائد القوات البحرية واللواء أركان حرب عادل العشماوي قائد المنطقة الشمالية العسكرية واللواء مصطفي النمر مدير أمن الإسكندرية وقيادات مديرية الأمن والمئات من الضباط وزملاء الشهيدين وقيادات الأجهزة التنفيذية والشعبية بالمحافظة والدكتور عصام الكردي رئيس جامعة الإسكندرية وآلاف المواطنين ورجال الدين الإسلامي والمسيحي. تم حمل جثماني الشهيدين ملفوفين بعلم مصر علي سيارات الإطفاء التي انطلقت نحوطها فرق الموسيقي العسكرية وحرس الشرف وسط تكبير المواطنين وهتافات التنديد بالإرهاب زلزلت منطقة القائد إبراهيم حيث هتف المشيعون مطالبين بالقصاص للشهداء وهتافات الشعب والجيش والشرطة إيد واحدة وتحيا مصر وهتف زملاء الشهيدين قائلين يا نجيب حقهم يانموت زيهم.. والإرهاب عدو الله. زوجة الشهيد علي جلال تغلبت بقوة الإيمان والصبر علي أحزانها والصبر قائلة: إن استشهاد زوجها وسام علي صدرها وصدر أولادها في الدنيا والاخرة وإنه لبي نداء ربه وهو يؤدي واجبه في حماية مصر وشعبها. أضافت أن مصر ستنتصر علي الإرهاب وطالبت المصريين بتنفيذ وصية زوجها لها قبل توجهه للعلم يوم استشهاده بالمشاركة في الانتخابات مؤكدة أنها ستشارك كما وعدته وأكدت علي جميع المصريين تنفيذ وصية زوجها إكراماً للشهداء الذين يقدمون أرواحهم لحماية مصر وشعبها من الإرهاب الأسود. واصلت نيابة شرق الإسكندرية بالتنسيق مع نيابة أمن الدولة العليا التحقيقات في حادث التفجير الانتحاري الذي هز قلب الإسكندرية أمس الأول واستهدف موكب اللواء مصطفي النمر مدير أمن الإسكندرية والذي أسفر عن استشهاد مساعد شرطة ومجند. وإصابة ثلاثة آخرين من طاقم مكتب وحراسة مدير الأمن ومدنيين. انتهت النيابة من سماع أقوال المصابين حيث انتقل فريق من وكلاء النيابة لمستشفي مصطفي كامل العسكري حيث نقل المصابين وتم الاستماع لأقوالهم واستلام التقارير الطبية الخاصة بإصاباتهم والحالة الصحية لهم. وأمرت بانتداب خبراء الأدلة الجنائية والمعمل الجنائي لفحص السيارات التي تعرضت للتفجير والتي تم رفعها والتحفظ عليها وجمع أثر من المادة المتفجرة لتحديد نوعيتها وكميتها وتحديد في تقرير مفصل كيفية وقوع الانفجار ونقطة البداية فيه. أشارت التقارير الأولية إلي أن السيارة المفخخة التي تم تفجيرها وضع بها أكثر من 20 كيلو من مادة ال "تي.إن.تي" المتفجرة ومواد أخري سريعة الانفجار وأنه تم تفجيرها بشريحة تليفون محمول. قامت فرق البحث الثلاثة والتابعة لجهاز الأمن الوطني ومصلحة الأمن العام وإدارة البحث الجنائي بالاستماع لأقوال أكثر من 80 من شهود العيان من سكان شارع المعسكر الروماني وأصحاب المحلات والكافيهات والعاملين بفندق توليب وعدد من نزلاء الفندق والمطاعم الموجودة علي ناصية الشارع. قام ضباط فرق البحث الثلاثة بتفريغ جميع كاميرات المراقبة المنتشرة بشارع المعسكر الروماني والتي تخص فندق توليب والمتحف والمحلات الموجودة بالشارع والكافيهات. كشفت المعلومات الأولية التي تم تجميعها أن الإرهابيين الذين نفذوا العملية قاموا بدراسة المنطقة جيداً وأنهم تسللوا لتلك المنطقة في هيئة عمال يومية التحقوا بعدد من المشاريع التي يتم تنفيذها وكذلك عمال بناء بالعقارات التي تُشيَّد بتلك المنطقة. قام أعضاء الجماعة الإرهابية المنفذة بتحديد أماكن كاميرات المراقبة بالشارع وقاموا بوضع السيارة المفخخة بجوار شجرة بوسط الشارع بحيث تغطيها أوراق الشجرة ولا تظهر لأي كاميرات. وتم وضعها ليلة الحادث حيث انشغل الجميع بمتابعة مباراة منتخبيس مصر والبرتغال. انتشرت عناصر الجماعة الإرهابية يوم الحادث علي أول الشارع كأنهم مواطونن ينتظرون قدوم سيارة ميكروباص أو أتوبيس بطريق الكورنيش وجلس صاحب التفجير علي أحد الكافيهات المنتشرة في أول الشارع من اتجاه الترام وبمجرد تلقيه إشارة دخول موكب مدير الأمن للشارع قام بتفجير السيارة المفخخة.. وتواصبل النيابة تحقيقاتها وأجهزة البحث تحرياتها لكشف غموض الحادث. أكد المحافظ محمد سلطان أن العمل الخسيس لن ينال من عزيمة المصريين وسيزيدهم إصراراً علي المشاركة في الانتخابات عُرس مصر المحروسة. قال إنه تم تكليف المسئولين بإزالة كافة الآثار الناجمة عن الحادث الخسيس والجبان بمنطقة رشدي. وتنظيف الطريق لتيسير حركة المرور ومنع تكدس السيارات والبدء الفوري في إصلاح الأسفلت وإعادة رصفه مرة أخري. أدان أحمد أبوالغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية الحادث الإرهابي مقدماً خالص العزاء للقيادة والحكومة والشعب ولأسر الشهداء ومتمنياً الشفاء العاجل للمصابين. أوضح محمود عفيفي المتحدث الرسمي باسم الأمين العام أن أبو الغيط جدد بهذه المناسبة تضامنه الكامل مع مصر في حربها ضد الإرهاب الأسود الذي يرمي من خلال جرائمه المشينة إلي زعزعة أمنها واستقرارها. مؤكداً ثقته التامة في قدرتها علي دحر هذا الخطر في ظل التماسك والتلاحم الذي يبديه أبناء الشعب المصري والتضحيات التي تقدمها عناصر قوات الأمن. استنكرت بطريركية الأقباط الأرثوذكس بالإسكندرية الحادث الإرهابي الغادر. أكدت أن حرب الإرهاب لن تثني أي مصري مخلص محب لبلاده عن المضي قدماً في معركة ستنتهي إن شاء الله بنصر قوي الخير والإصلاح علي قوي الشر والخراب. قالت إن هذه المحاولات لن تقلل من حماس المصريين من المشاركة في دورهم الوطني في انتخابات الرئاسة المقبلة. ونعت شهيدي الوطن المساعد علي جلال والمجند محمد عبدالله. اللذين استشهدا جراء الحادث الأليم. وقدمت خالص التعازي لأسرهم. أدان القس أندريه زكي رئيس الطائفة الإنجيلية بمصر المحاولة الإرهابية الفاشلة التي استهدفت موكب مدير الأمن مؤكداً أن مثل هذه المحاولات لن تنال من عزم أبناء مصر وتصديهم للإرهاب في كل مكان. وتقدم رئيس الطائفة بخالص العزاء لأسر الشهيدين اللذين راحا ضحية الحادث مصلياً أن ينعم الله علي المصابين بنعمة الشفاء العاجل.