كنا أطفالاً صغاراً حينما كنا نمسك بأيدي أبينا أنا وأخي يوم الجمعة ونذهب إلي مسجد ست فاطمة النبوية بالعباسية لنؤدي صلاة الجمعة.. كان مقرئ المسجد كل يوم جمعة يقرأ سورة الكهف.. السورة طويلة بعض الشيء فكان المقرئ يكمل السورة في الجمعة التالية.. ولأن هذا يحدث باستمرار كدنا نحفظ السورة في هذه السن المبكرة جداً. قيل ان قراءة سورة الكهف يوم الجمعة يملأ المكان بالبركة والنور حتي يوم الجمعة الذي يليه.. لذلك كانت بيوت كثيرة تتفق مع مقرئ ما ليحضر إلي المنزل كل يوم جمعة ليقرأ سورة الكهف. - أين هذا التقليد الآن؟؟؟ - حرصت علي ان استمع إلي مراسم صلاة الجمعة من الراديو مرة وعبر الشاشة مرات.. فلم أجد سورة الكهف قبل صعود الخطيب المنبر.. بل أكثر من هذا.. يقول المذيع إنه يري في الصف الأول فلاناً وفلاناً.. و.. و.. كلهم من كبار رجال الأزهر.. لماذا لا يلفت أحدهم نظر مقرئ المسجد لقراءة سورة الكهف؟؟ لا أدري!! *** علي العموم.. مصر هي البلد الوحيد في حدود معلوماتي التي تبدأ صلاة الجمعة بآي ذكر الحكيم قبل الأذان.. خلال رئاستي لأقسام الرياضة في دار التحرير سنوات طويلة وسافرنا تقريباً إلي معظم بل أكاد أقول كل الدول الافريقية مع فرق الأندية والفريق القومي.. وطالما أدينا فريضة الجمعة في هذه البلاد فلم نجد مقرئاً قبل الأذان.. ويبدو ان مصر منفردة بهذا التقليد منذ سنوات طويلة جداً. في مدخل المسجد في هذه البلاد الافريقية منضدة طويلة علي يسار الداخل في المسجد عليها مئات المصاحف من كل حجم.. ليأخذ المصلي المصحف الذي يتفق مع نظره؟!! وما ان يصعد الخطيب المنبر نري فيه مساجد بها أطفال يلمون المصاحف من المصلين.. وهناك مساجد تترك لك المصحف لحين خروجك لتعيده إلي مكانه علي المنضدة. ويقال لك: إذا أخذ المصلي المصحف معه.. يكون خيراً وبركة.. نكون كسبنا من يقرأ كلام الله عز وجل. *** المهم... ما رأي فضيلة الشيخ الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف الخطيب العظيم صاحب أقوي خطب والشيخ الدكتور شوقي جمعة مفتي الديار المصرية.. لماذا لا يصدر فتوي في هذا الشأن؟؟