** في الوقت الذي يقدم فيه محمد صلاح نجم المنتخب الوطني ونادي ليفربول الانجليزي نجاحات كبيرة علي كل المستويات وآخرها الفوز بلقب أحسن لاعب في أفريقيا الذي نظمته هيئة الإذاعة البريطانية ربما يتفوق من خلالها علي عمل العديد من السفارات المصرية في الخارج.. يقدم البعض الآخر صوراً فاضحة من الفساد الرياضي عبر القوانين التي يحاصرها العوار من كل جانب والتي جاءت بانتخابات في الأندية والاتحادات أغلبها لا يعرف النزاهة ولا الشفافية!! ** ولن يكون غريباً عندما تعاني الرياضة المصرية لعدة سنوات قادمة بفعل ما حدث في الانتخابات التي انتهت مع نهاية الشهر الماضي إذا لم يتم تصحيح الأوضاع سريعاً وإبعاد المواد واللوائح التي أعلن أغلب القانونيون عن رداءتها لما تحتويه من سم قاتل "مدسوس" في العسل وأيضاً استبعاد من تسببوا في ظهور الوجه القبيح لمثل هذه القوانين التي تضر بالعملية الرياضية برمتها. ** فمحمد صلاح يبذل العرق والجهد من أجل التألق في الملاعب الانجليزية والأوروبية بكل إخلاص يحمل اسم وطنه وسمعته بين ضلوعه وفي كل خطوة يخطوها.. يقوم غيره أيضاً بكل جد وإخلاص في زيادة رقعة الفساد في المجال الرياضي ضارباً بكل القيم والمبادئ عرض الحائط!! ** لكن الأيام القادمة سوف تكشف عن أشياء كثيرة بعد أن انفض سامر الانتخابات التي اشتري فيها البعض الذمم وتآمر البعض لأجل إبعاد الشرفاء من العمل في المجال الرياضي حتي يخلو لهم الجو متصورين أنهم أصبحوا بمنأي عن المحاسبة. ** وفي الوقت الذي ننتظر فيه فوز محمد صلاح باللقب الأفريقي الذي ينظمه الاتحاد الأفريقي بعدما أصبح أيقونة ليفربول وهداف الدوري الانجليزي الصعب وأيضاً دخول مصر عصر الطاقة النووية بعد إطلاق الرئيس السيسي والروسي فلاديمير بوتين إشارة بدء العمل في محطة الضبعة. ** يسير البعض في الاتجاه المعاكس عبر القوانين المريضة التي تعيد الرياضة المصرية إلي عصور الظلام بدلاً من استحداث اللوائح التي تنقل رياضتنا إلي عصور جديدة من الازدهار والتقدم لتلحق بركب الدول المتقدمة بعيداً عن أصحاب المصالح واختيار أهل الثقة علي حساب أهل الكفاءة!! ** إننا في حاجة إلي نسف العديد من القوانين ووضع نظام جديد أشبه بما يحدث في قوانين الاستثمار الجديدة حتي نتخلص من البيروقراطية التي تعشعش في المحليات وتسببت في تراجع مصر كثيراً وأساءت إلي سمعتها علي المستوي العالمي. ** لقد تأخر كثيراً فتح ملف الفساد في المجال الرياضي وربما يكون السبب وراء ذلك وجود ملفات كثيرة في مؤسسات أكثر أهمية تحتاج إلي تطهيرها.. لكن الأندية الرياضية والاتحادات ما هي إلا امتداد للعملية التعليمية والتربوية التي ترمي فيها الدولة بكل ثقلها لعلاج أوجه الخلل فيها.. ونفس الحال بالنسبة للصحة التي ستتخلص من فساد كبير مع خروج نظام التأمين الجديد إلي النور. ** فالرياضة في الدول المتقدمة تحظي بأهمية التعليم والصحة وكل المؤسسات التي تمثل أمناً قومياً لأنها تضم بين جنباتها كل فئات المجتمع خاصة الشباب الذي يعيش في بلدنا حائراً وباحثاً عن القدوة والطريق الصحيح. ** فنحن في حاجة إلي من ينير هذا الطريق بأضواء من الصدق والشفافية والنزاهة بدلاً من البعض الذي يصدر لهم الفساد بكل أوجهه!! والله من وراء القصد.