في تلك اللحظة الدقيقة التي تعصف بالمنطقة العربية والمدبرة من قوي الشر. علينا أن نرصد واقع دول تهاونت في إعداد جيوشها لتكون قادرة علي حمايتها حال تعرضها للأطماع. ففي العراق عندما أخطأ رئيسها سياسيا بإقدامه علي احتلال جارته دولة الكويت. خلق مبررا قويا لتدخل قوات أجنبية إلي أرض بلاده. وعندما فقد السيطرة علي قواته. إنتهكت القوات الغازية أرضه. إلي أن قتل. وعاث جنود الاحتلال فسادا في ربوع العراق. وما زال الأمر هناك لا يليق ببلاد الرافدين أصحاب الحضارة والتاريخ. لدرجة أن هناك حكام محافظات يطالبون بالانفصال عن البلد الأم لتمزيق ما تبقي من العراق. أما ليبيا تلك الدولة العربية التي تجاورنا من جهة الغرب فالحال فيها لا يصدقه عقل. فلا أمن ولا أمان حتي في التنقل بين المدن. أما الجيش بعد حرمانه من التسليح. فقدراته محدودة جدا ولا تسمح له بالسيطرة علي كامل الأمر. وذلك نتاج اغتيال رئيسه بطريقة غوغائية غير آدمية من مرتزقة علي قارعة الطريق. والأمر لا يختلف كثيرا في اليمن. فبعد أن تهاون زعماؤها في بناء جيش وطني قوي. ظهر في الأفق جماعات مسلحة انتقائية موالية لدول أجنبية. فكان النتاج إشاعة الفوضي وانعدام الأمن. إلي أن قتل رئيسها السابق علي قارعة الطريق بطريقة وحشية وغير آدمية. والحال لا يختلف كثيرا في سوريا. فواقعها الحالي لايرضي أحدًا. بعد أن تسلل إلي أراضيها حفنة من الأوغاد المأجورين الممولين بالمال والسلاح. فدمرت مدن بكاملها. وشرد وهجر ملايين البشر. ولا شك أن هذا قد أنهك قواتها المسلحة. بل وجعل مساعيها باسترداد مرتفعات الجولان من الكيان الصهيوني المحتل يأتي في مرحلة لاحقة لترتيب الاولويات علي الأقل في الوقت الحالي. أما الواقع الفلسطيني فهو مرير منذ عام 1948 إلي الآن. وما زاد الأحوال سوءا.. إقدام الرئيس الأمريكي علي توقيع قرار نقل السفارة الأمريكية إلي القدس. وهذا الأمر ما كان أن يحدث لولا التداعيات السلبية الأخيرة بمنطقتنا العربية. ولكي نكون أكثر صدقا مع أنفسنا علينا قراءة المشهد الراهن بعمق في محيطنا العربي والأفريقي لمعرفة حجم المكائد المدبرة. وهنا فقط علينا أن نسعي ونؤكد ونؤيد المضي قدما في تسليح الجيش المصري مع تنويع مصادره برًا وبحرًا وجوًا.. لكي نحافظ علي بلدنا آمنا موحدا مستقرا. في مجتمع دولي لايحترم إلا الأقوياء.