توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي لوزير التعليم العالي صريحة وواضحة للنهوض بترتيب الجامعات المصرية بالتصنيفات الدولية واستعادة مكانتها وضرورة أن تسفر جهود تطوير التعليم الجامعي عن تحسين ملموس في خدمات التعليم العالي والبحث العلمي. أكد الخبراء أن الارتقاء بترتيب الجامعات المصرية بالتصنيفات الدولية لايتم دون الاهتمام بالبحث العلمي لذلك من الضرورة تطوير الدراسات العليا والبحوث العلمية التي تعاني من ظاهرة التكرار دون أي إبداع في نتائج دراستها مشيرين إلي أن البحث العلمي لابد أن يساهم في تطوير المجتمع . أضافوا أنه يجب تغيير نظام اختيار القيادات الجامعية ليتم الاعتماد علي الأكثر كفاءة ووجود آليات تقييم ومتابعة لهذه القيادات. أشاروا إلي أنه من الضروري تقليل أعداد الطلاب بالكليات ليحصل كل طالب علي تعليم متميز موضحين أهمية الاهتمام بالتعليم الفني وإنشاء كليات خاصة به وأن يحصل خريجها علي بكالوريوس في تخصصهم حتي تتغير نظرة المجتمع لهذا النوع من التعليم. قال د. سعيد خليل عميد كلية تربية بعين شمس إن تطوير التعليم الجامعي يحتاج إلي إعداد جيد لأعضاء هيئة التدريس ليكونوا قادرين علي توصيل المعلومات بشكل أفضل للطالب وأن يكتسبوا المهارات التي تساعدهم علي التعامل مع الطلاب بجميع الفرق الدراسية مشيرا إلي ضرورة وجود ورش عمل أثناء التعلم لأن الطالب لايجب أن يتلقي دروسا فقط بل لابد أن يتعلم التفكير الناقد. أوضح أن المشكلة الموجودة حاليا في التعليم الجامعي هي أن الطالب يعتمد علي مذكرات بها أسئلة وأجوبة فأصبح التعليم الجامعي مثل الثانوية العامة رغم أنه من الضروري أن يعتمد الطالب علي أكثر من مرجع في المذاكرة ليتعلم التفكير وليس التلقين. أشار إلي أن المناهج والمقررات لابد أن تتلاءم مع سوق العمل وأنه من الضروري الاعتماد علي التعليم الذاتي من خلال قيام الطالب بالتفكير بنفسه دون تلقين بل بتوجيه من عضو هيئة التدريس عن النقاط المطلوب البحث عنها. "التعليم الفني" قال د. عبدالمنعم زمزم وكيل كلية الحقوق للتعليم والطلاب بالقاهرة إن الارتقاء بترتيب الجامعات المصرية بالتصنيفات الدولية لايتم إلا من خلال رفع جودة التعليم الجامعي مشيرا إلي أن هذا لايمكن حدوثه في ظل الأعداد الغفيرة للطلاب حيث إن أعداد طلاب كلية الحقوق تصل إلي 40 ألف طالب. أكد أنه من الضروري الاهتمام بالتعليم الفني ويكون له كليات مثل كلية لصناعة الأثاث وأخري للأجهزة الكهربائية ويكون الطالب حاصلا علي بكالوريوس وليس دبلوما بعد التخرج لتغيير نظرة المجتمع في التعليم الفني وتخفيف العبء علي الكليات الأخري موضحا أن هذه الكليات لابد أن تعلم الطالب كيفية عمل مشروع خاص بالمجال الذي تخصص فيه. أضاف أنه من الضروري تطوير الدراسات العليا من خلال وضع خطة طويلة المدي لتطوير البحث العلمي وإنشاء معامل مجهزة بأحدث الأجهزة العلمية موضحا أن البحث العلمي لابد أن يساعد في استثمار وصناعة السلع وأن يتم توثيق براءات الاختراع حيث يوجد الكثير من الطلاب يقومون بالعديد من الاختراعات ولم يتم استثمارها. أشار إلي ضرورة الاهتمام بالبعثات بالخارج لأنها تقوم فقط علي المنح والاجتهادات الشخصية بل يجب وجود تمويل لهذه البعثات ليتم الاستفادة من العلوم المختلفة بالخارج. "مسئولون أكفاء" قال د. عبدالله سرور أستاذ الأدب الحديث بجامعة الإسكندرية إن الارتقاء بترتيب الجامعات المصرية بالتصنيفات الدولية لا يتم إلا بوجود إرادة سياسية حقيقية لتطوير ونهضة التعليم وليس مجرد شعارات وأقوال دون تنفيذ مشيرا إلي ضرورة اختيار مسئولين أكفاء في التعليم العالي وتغيير نظام اختيار القيادات الجامعية ليتم الاعتماد علي الأكثر كفاءة. أضاف أنه لابد من وجود آليات تقييم ومتابعة للقيادات المسئولة عن الجامعات وجميع أعضاء هيئة التدريس لتنمية قدراتهم العلمية ومهاراتهم الاجتماعية مشيرا إلي ضرورة أن يعتمد التعيين في الجامعات بداية من المعيد حتي رئيس الجامعة علي اختبارات موضوعية تقيس قدراتهم علي التعلم والبحث والتفاعل مع المجتمع وتوصيل المعلومة للطلاب بشكل أفضل ومهاراتهم الشخصية وليس الاعتماد فقط علي مجموع درجات أو بحث مقدم للحصول علي ترقية. قال د. عبدالمنعم المشاط الأستاذ بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية إن تحسين وضع الجامعات المصرية في الترتيبات الدولية يقتضي تكليف وقت وجهد ضخم في الأبحاث مشيرا إلي أن الدراسات العليا ضعيفة للغاية فلا ينجم عنها أبحاث تعلي من مكانة الجامعات المصرية حيث إن الأبحاث متكررة ودرجة الإبداع والتجديد في نتائجها ضعيفة للغاية وإمكانيات تطبيق هذه الأبحاث محدوة جدا. أوضح أنه يجب الاهتمام بالتعليم الإلكتروني فالجامعة في المستقبل لابد أن تكون إلكترونية وليست كما هو الحال الآن.