حيرت مصر. قوي الشر التي تتربص بها. في كل العصور والأزمان.. فكلما اعتقدت أن الفرصة سانحة. للانقضاض علي "أم الدنيا". للاستئثار بخيراتها. ونهب ثرواتها.. تخرج "هبة النيل" من المعارك منتصرة. وهاماتها مرفوعة إلي عنان السماء. تماماً كنخيل الوادي. الذي يغرس جذوره بقوة. في الأرض السمراء. أو كعيدان الخيزران. التي قد تميل أمام الرياح العاتية. لكنها لا تنكسر.. وسرعان ما تعود منتصبة.. قوية.. وفتية. يا سادة.. عظمة مصر ليست في أرضها. ولا في نيلها فقط.. فالنيل الأسمر يمر في دول عديدة. قبل أن يصل مصر. ليقطعها من جنوبها إلي شمالها.. فلماذا قامت علي ضفاف هذا البلد "المحروسة". أقدم وأعظم حضارة في التاريخ.. بينما ظل الآخرون قبائل متناحرة.. لا ذكر لها. في الأولين ولا في الآخرين. تهيم علي وجهها في الأرض. تجمع الثمار. وتصيد الحيوانات.. وترعي الأغنام؟! السر.. في شعب هذه الأرض. الذي حباه الله بصفات خالدة. لا تفكك نسيجه الضربات الغادرة.. يصبر ولا يستسلم.. ويزداد معدنه صلابة في الشدة.. كما تصهر النار الحديد.. وتحوله إلي فولاذ. هكذا يخبرنا التاريخ.. عندما هاجمتنا قبائل البدو واحتلت البلاد في فترة ضعف. لم يستسلم الشعب للقوة الغاشمة. وأطلق علي الغزاة لقب "الهكسوس" أي البدو الأجلاف ودفعت الملكة "ايعج حتب" أي قمر الزمان ابنها الحر "أحمس" ليصرع بعد مقتل والده وشقيقه الغزاة. ويستعيد مجد الأجداد. مصر.. هي البلد الذي دعا له نوح "عليه السلام". عندما أسكن ابنه "مصر" فيها.. ومر بها الخليل إبراهيم "عليه السلام" وتزوج أميرتها هاجر. التي أنجبت النبي إسماعيل. جد الرسول محمد "عليه الصلاة والسلام".. ورحل إليها "عيسي" عليه السلام هرباً من اليهود. وإلي مصر.. جاء يوسف. وأنقذ من خيرها شعوب العالم القديم من الهلاك.. وفيها ولد موسي وهارون.. وقبلهم عاش إدريس "أخنوخ" الذي علم الفراعنة أصول الزراعة. عن مصر.. قال كعب الأحبار: بلد معافاة من الفتن. من أرادها بسوء كبه الله علي وجهه. وقال أبو موسي الأشعري: أهل مصر الجند الشداد.. ما كادهم أحد إلا كفاهم الله مؤونته. وهذا بيت القصيد.. فشعب هذا الوطن. لن تستطيع أن تقهره شراذم العملاء والمرتزقة. الذين لا دين لهم ولا وطن. ولن يستطيع "الإرهاب الأسود" أن يوقف مسيرته. نحو بناء مصر الحديثة. تحت قيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي. والتي ستنقل مصرنا الحبيبة. إلي مصاف الدول المتقدمة. لن تستطيع طعنات الغدر. زعزعة الأمن والاستقرار. وإقامة المشروعات العملاقة. وبناء جيش قوي. يزيدنا عزة وفخزاً. وسيواصل المصريون. تحت القيادة الوطنية التي اختاروها الحرب ضد الإرهاب الأسود. حتي اقتلاع جذوره من أرضنا الطاهرة. مهما حاولت كتائب الظلام. أن تعرقل مسيرته. بالطعنات المسمومة. الغادرة.. فكل شهيد يقدم روحه دفاعاً عن الوطن. يروي بدمائه شجرة الحرية. والعزة والكرامة. "الجمهورية" تنعي شهداء الشرطة البواسل. الذين طالتهم أيدي الغدر والخيانة "الجمعة" أثناء مداهمتهم لوكر إرهابي في منطقة الواحات بمحافظة الجيزة.. وتقدم العزاء لعائلات الشهداء.. وكل المصريين "عائلات الشهداء". العزة لمصر.. وتحيا مصر. الجمهورية