الإرهابيون وجدوا أن مصادر التمويل قد جفت.. وأن الجيش المصري قد أحكم سيطرته علي منافذ التهريب في سيناء. وأن الحالة المادية لأعضاء التنظيمات الإرهابية قد تدهورت.. ونتيجة لذلك اجتمعوا وفكروا وقرروا أن يحصلوا علي المال بأي وسيلة وفي أسرع وقت.. وهاجموا فرع البنك الأهلي في العريش.. وقتلوا حراسه وأصابوا عدة أشخاص واستولوا علي خزينة البنك الرئيسية. * الهجوم علي البنك تطور إرهابي يعكس أن الإرهاب في سيناء في مراحله الأخيرة. وأنهم يقومون الآن بأعمال يائسة وبائسة من أجل الاستمرار والبقاء. وعناصر الإرهاب التي قتلت المدنيين وهم يسطون علي البنك تؤكد بذلك أنه إرهاب من خارج سيناء وأن الذين وجهوا رصاصات الغدر إلي حارس البنك وعدد من المدنيين لا يمكن أن يكونوا من أبناء سيناء. هجوم "الحرامية" علي البنك الأهلي جاء بعد ساعات من هجوم فاشل لمسلحين من "داعش" استهدف كمائن في شمال سيناء وقتل خلاله عشرات التكفيريين في معركة وجهت فيها القوات المسلحة المصرية ضربة قوية للإرهاب والإرهابيين الذين أصبحوا تحت الحصار. والاستيلاء علي أموال البنك لا يعدو كونه محاولة استعراضية من التنظيمات الإرهابية لرفع الروح المعنوية لأعضائها ولكنه لا يمثل إلا علامة فشل وانكسار كبيرة للإرهاب أمام إحكام الجيش لسيطرته التامة علي الحدود. كل التحية لرجالات جيش مصر.. والمجد والخلود لشهدائنا الأبرار.. والنصر لمصر. *** وإذا كان في سيناء رجال وهبوا أنفسهم لمصر ويستعذبون الموت في سبيل الوطن. فإن في الداخل رجال ينقصهم روح العطاء التي يتحلي بها رجال قواتنا المسلحة ويفتقرون إلي إدارة قوية حازمة تعيد الانضباط والالتزام الوظيفي. ونتحدث هنا عن الحال في مستشفيات الأقاليم التي أصبحت لا تقدم علاجاً ولا رعاية صحية والتي تفتقر إلي الإمكانيات والمواصفات الصحية.. ونقول ذلك علي خلفية حادث قتل مواطن داخل مستشفي "ههيا" في الشرقية. المواطن ذهب بصحبة ابنه الذي يعاني من ضيق في التنفس. وظل يبحث عن أطباء داخل المستشفي لإنقاذ ابنه. ودخل في نقاش حاد مع أحد الممرضين الذي لم يعجبه كلام الأب فاشتبك معه بالأيدي. وتدخل رجال الأمن لمساعدة الممرض. وتلقي الأب ضربة في مكان حساس فوقع مغشياً عليه ثم مات..! الواقعة مخيفة ومؤلمة. ولكنها تعكس واقعاً موجوداً في المستشفيات الحكومية وخاصة في مستشفيات الأقاليم التي أصبح معظمها لا يصلح لرعاية طبية آدمية مناسبة.. والحادث يفتح ملف هذه المستشفيات التي تحتاج إلي تطوير وتعديل في أسلوب الخدمة والعلاج وخاصة في أقسام الطوارئ التي تحتاج إلي الكثير والكثير لكي تصبح مؤهلة لاستقبال الحوادث والحالات الطارئة. ولا يتعلق الأمر بشجاعة الإمكانيات فقط. فالأداء نفسه في كثير من الحالات ليس إنسانياً ويفتقر إلي التدريب والإعداد السليم لممارسة هذه المهنة..! *** وهل تذكرون كمال الشاذلي أمين التنظيم بالحزب الوطني. والرجل الذي كان يتحكم في اختيارات الحزب للنواب والذي كان بإشارة من إصبعه يسكت الجميع ويحرك المشهد.. كمال الشاذلي كان برلمانياً من المنوفية ظل محتفظاً بمقعده لعدة دورات وتوفاه الله قبل ثورة يناير .2011 ومات الشاذلي قبل أن يشهد سقوط الحزب الذي كان أحد الأضلاع الهامة في تكوينه. ولكن الحديث عن ثروته لم يمت وظل قائماً. وأخيراً نجح ورثة الشاذلي في التصالح وسددوا 32 مليون جنيه. إضافة إلي قطعتي أرض. الأولي مساحتها فدان علي بحيرة قارون. والثانية في أراضي طرح النهر بالقاهرة ومقام عليها مطعم وقيمته 20 مليون جنيه..! وأرقام التصالح الضخمة لورثة أحد رموز نظام مبارك تؤكد بالطبع أن هذا النظام مظلوم وأنه لم يكن يعرف الفساد ولا استغلال النفوذ.. ولا الثراء غير المشروع.. كانوا غلابة وخرجوا غلابة.. وإيه يعني خمسين ستين سبعين مائة مليون.. دول فكة لزوم الأولاد..! *** و"فتاة المول" سمية عبيد التي تعرضت لتشويه وجهها من قبل متحرش سابق بها قام بضربها بمطواة كلفتها 50 غرزة في الوجه تقول "كنت بندبح الساعة 3 الظهر والناس واقفة بتتفرج"..!! وفعلاً الناس هذه الأيام تكتفي بالفرجة والتصوير "بالموبايل" ولكن أحداً لا يتدخل لإيقاف الجريمة أو مساعدة الضحية..! الناس سلوكها أصبح غريباً.. والشهامة والنخوة والجدعنة. والناس اللي بتحمي الناس كلها أصبحت من سمات الماضي ومن التراث..!! والله عيب علينا قوي..! الرجالة راحوا فين؟!