أدلي الأكراد أمس بأصواتهم في استفتاء علي الاستقلال تنظمه حكومة إقليم كردستان العراق رغم تهديدات من جيران الأكراد ومخاوف من أن يؤدي إلي المزيد من زعزعة الاستقرار والعنف في الشرق الأوسط ومن المقرر أن تعلن النتائج النهائية خلال 72 ساعة. من المتوقع أن تكون نتيجة الاستفتاء تصويت الأغلبية "بنعم" علي الاستقلال وهو استفتاء غير ملزم يمنح تفويضاً لرئيس الإقليم مسعود البرزاني بإجراء مفاوضات مع بغداد ودول الجوار علي الانفصال. وأدلي البرزاني بصوته أمس دون ان يدلي بأي تصريحات. من جهته قال رئيس حكومة إقليم كردستان العراق نيجيرفان بارزاني عقب الادلاء بصوته إنه يوم تاريخي مشيرا الي انه يمثل رسالة مفادها أن شعب كردستان بكل مكوناته يريد أن يعبر عن رأيه سلميًّا وديمقراطيًّا حول مستقبله. وأكد أن عملية التصويت لاستفتاء الاستقلال. ليس إعلان استقلال كردستان في اليوم التالي ولا يعد رسما لحدود كردستان منوها الي ان هاتين المسألتين تكتسبان أهمية كبيرة بالنسبة لجيرانهم لكنهم يريدون فقط أن يبرهنوا علي إرادة شعبهم للعالم وانهم يريدون السير نحو الاستقلال من خلال عملية جدية وتفاوض ديمقراطي مع الحكومة المركزية في بغداد. وقال مواطن كردي يدعي رزكار وهو يقف في طابور من الرجال ينتظرون للإدلاء بأصواتهم في مدرسة بمدينة أربيل عاصمة إقليم كردستان إنهم ينتظرون هذا اليوم منذ 100 عام مؤكدا أنه "يوم عيد" بالنسبة للأكراد جميعهم. من جانبها قالت مفوضية الاستفتاء إن التصويت متاح لكل السكان المسجلة أسماؤهم. من الأكراد وغيرهم. في المناطق الخاضعة للسيطرة الكردية في شمال العراق ولا تقل أعمارهم عن 18 عاما. وتقول المفوضية إن عدد من يحق لهم التصويت هو 5.2 مليون شخص بينهم المغتربون الذين بدأوا في الإدلاء بأصواتهم إلكترونيا قبل يومين. ويجري الاستفتاء رغم ضغوط دولية شديدة علي البرزاني لإلغائه وسط مخاوف من أن يؤدي إلي المزيد من الصراعات مع بغدادوإيرانوتركيا القوتين المجاورتين للعراق. وأعلنت إيران أمس الأول وقف الرحلات الجوية المباشرة من وإلي كردستان وحث العراق الدول الأجنبية علي وقف استيراد البترول الخام مباشرة من إقليم كردستان العراق كما طالب حكومة إقليم كردستان بتسليم المواقع الحدودية الدولية والمطارات. كما توعدت تركيا بالرد لكنها أبقت خط أنابيب تصدير البترول الكردي الذي يمر عبر أراضيها مفتوحا. وتخشي إيرانوتركيا انتشار النزعة الانفصالية بين الأكراد فيهما. وتدعم طهران أيضا جماعات شيعية تحكم أو تسيطر علي مواقع أمنية وحكومية مهمة في العراق منذ الغزو الذي أطاح بالرئيس العراقي الراحل صدام حسين عام 2003. ويقول أكراد العراق إن الاستفتاء يقر بمساهمتهم الحيوية في مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية بعد أن تفوق التنظيم المتشدد علي الجيش العراقي في 2014 وسيطر علي ثلث العراق.