تتحرك الدولة.. ويصدر الوزراء قرارات وتوجيهات. ويضعون خططاً ويرسمون استراتيجيات.. ونعتقد جميعاً أن التغيير قادم وأن هناك فكراً جديداً وحماساً مختلفاً ولكننا نصطدم بصخرة الواقع في تعاملاتنا ومصالحنا حين يسند تنفيذ الأوامر والقرارات إلي دولة الموظفين العميقة الذين لهم قوانينهم الخاصة في تطبيق القرارات وتفسيرها وفي اظهار اللوائح ووضع العراقيل. ولا يوجد مسئول يقدر علي تحدي التفسير القانوني والإداري الذي يقدمه الموظف المسئول والذي يملك كل خبرة السنين في تطويع القانون وتوظيفه بالشكل الذي يعتقده ويراه ويؤكد أنه وحده القانون. ودولة الموظفين العميقة هي التي تقف عائقاً ضد الاستثمار المحلي أو الأجنبي وهي التي تشجع وتدير منظومة الفساد الإداري والمالي وهي وحدها من بيده كل خيوط اللعبة. هي دولة ممتدة عبر قرون وعقود وأصبح لها طابعها الخاص فقد أسست قواعد الروتين الحكومي ورسمت صورة الموظف الحكومي التقليدي الذي لا يتغير بتغير الأنظمة ولا يتأثر بثورات أو حروب فالموظف أفندي في مقدوره أن يهضم كل هذه المتغيرات ويظل متمسكاً بسلوكيات خاصة تميزه وتحدد ملامحه وإن كان التغيير الوحيد الذي طرأ عليه هو أنه "خلع الطربوش". ہہہ وما دامت دولة الموظفين العميقة هي من يسيطر ومن يتحكم ومن ينفذ فإنه لم يكن غريباً أن يزداد الفساد في المحليات وأن يصل هذا الفساد إلي المراكز القيادية أيضا. وبدون أي تعليق علي قضية نائب محافظ الإسكندرية التي إلقي القبض عليها في قضية رشوة ومع إيماننا بأن المتهم بريء إلي أن تثبت إدانته فإننا مع ذلك نقول إن فساد المحليات لم يتوقف عن الوصول إلي "الركب" وإنما امتد إلي حد الغرق. ومخلفات البناء والاعتداء علي الأراضي الزراعية والبناء فوقها هي خير مثال علي فساد المحليات وضعفها. فلو أن المحليات كانت قد قامت بواجبها في منع الكوارث قبل وقوعها لكانت قد تصدت لمخلفات البناء أثناء التنفيذ لإيقافها بدلاً من الانتظار حتي الانتهاء من البناء ثم تحرير مخالفة لا يتم في الغالب ملاحقتها وتنفيذها.. ويحدث هذا وسيستمر الفساد في المحليات قائماً لأن الغنيمة ضخمة وكبيرة ويأكل منها أكبر عدد من ضعاف النفوس..! ولا حل إلا بوجود قيادات ميدانية في المحليات تتابع وتراقب وتملك سلطة العقاب والثواب. ولا تقبع بالجلوس في المكاتب للمتابعة والرقابة وانتظار الشكاوي.. فعمل المحليات يكمن في الشارع والشارع مشاكله لا تنتهي..! ولا حل أيضا إلا بالرقابة الشعبية الجادة والواعية بفضح أي مسئول يطلب رشوة وبتجريس أي مسئول يتقاعس عن إزالة مخالفة.. وبتصوير كل المخالفات ونشرها..!! ہہہ وتقول السيدة مارجريت عازر عضو مجلس النواب إن وزارة الصحة وزارة فاشلة لأبعد حد. وهو تصريح مسئول من نائبة مسئولة تعي ما تقول جيداً ولابد أنه قد فاض بها الكيل لتتحدث بهذه القوة والصراحة عن الوزارة التي تحتاج إلي وزير من نوع خاص لضبط الايقاع والارتفاع بمستوي الخدمات الصحية. وهي وزارة تتجاهل فعلاً وقولاً مشاكل فئات كثيرة في المجتمع في حاجة إلي الدعم والرعاية بخاصة من فئات ذوي الإعاقة الذين تبلغ نسبتهم الآن حوالي 10% من عدد السكان. فوزير الصحة لا يهتم ولا يعلق علي كل نداءات أسر ذوي الإعاقة السمعية الذين لا يجدون من يلجأون إليه بعد أن وصلت تكاليف عمليات إعادة السمع بزراعة أذن الكترونية في القوقعة أرقاماً خيالية وبعد أن تجاوزت قطع غيار السماعات حدود المعقول والمقبول. ووزير الصحة يعتقد علي ما يبدو أن قضية ذوي الإعاقة هي مسئولية وزارة التضامن وحدها ولا يأخذ في الاعتبار أن هناك الكثير من الجراحات والأجهزة التعويضية التي يمكن أن تعيدد ذوي الإعاقة إلي الحياة والتي من خلالها يصبح دمجهم في المجتمع أمراً سهلاً وميسوراً. وتقول مسئولة في الشركة التي نظمت الحملة الدعائية تحت شعار "اسمعني" أن هناك نجاحات كبيرة لبرامج التأهيل والعلاج ورغم ذلك فإن إعاقات السمع تحصل علي الحد الأدني من اهتمام البرامج الحكومية في مصر. ولقد وصلني العديد من الرسائل من عائلات ذوي الإعاقة السمعية والتي تحكي وتروي قصصاً مؤلمة عن معاناة رهيبة لتوفير قيمة الأجهزة السمعية وقطع الغيار وكلها ترمي باللوم علي وزارة الصحة التي لا تكترث بهذه القضية ولا تتفاعل معها..! ہہہ وإذا كان ذوو الإعاقة يبحثون عن الحق في العلاج والتأهيل فإن الفنانين "يتسولون" من أجل العلاج..! ويقول أشرف زكي نقيب المهن التمثيلية إن النقابة تتسول حق علاج الفنانين..! وهو تصريح بالغ القسوة. ولكنه يحمل أيضا إدانة واضحة لنقابة المهن التمثيلية التي لم تستطع إيجاد آلية يتم من خلالها علاج الفنانين ومساعدتهم. فالنقابة عليها أن تنشيء صندوقاً خاصاً لعلاج الفنانين وأن يتم تحويله بنسبة من الأجور التي يحصلون عليها وأن تقيم حفلات فنية ضخمة لصالح هذا الصندوق لتمويله..! النقابة لا يجب أن تنتظر قراراً من الدولة بعلاج فنان.. وإلا فما هو دور النقابة..! ہہہ ويقول شقيق العروس المنتحرة بعد تناوب ثلاثة رجال علي اغتصابها "لو ماخدوش اعدام هعدمهم بنفسي وهرمي نفسي في السجن. معنتش عايز حاجة من الدنيا"..! ونقول إيه عنده مليون حق..!! 1⁄4 1⁄4 1⁄4 ولو أن ثلث الذين يسافرون كل عام لأداء فريضة الحج عادوا وقد تطهروا والتزموا دينياً وأخلاقياً لكنا قد أصبحناً فعلاً وقولاً مجتمعاً للمدينة الفاضلة..! 1⁄4 1⁄4 1⁄4 وأخيراً.. محمد صلاح لاعبنا المحترف في صفوف ليفربول الإنجليزي أصبح هو إعلامنا الخارجي في بلاد الإنجليز..! لاعب كرة قدم واحد بسلوكه وأدائه أفضل من مليون مقال وكتاب..!