الوطن ليس شرطا ان يكون أرضا كبيرة ولكن ممكن ان يكون المسافة بين كتفي الأب.. فهو أيضا وطن.. ولكن وطن بشكل مختلف.. أهم ما يميزه انه وطن آمن.. لأن الوطن الأكبر كلما كان متميزا وآمنا زادت تحدياته والصراعات علي اغتصابه ولكن وطن الأب ليس له تحديات ولا تهديدات.. وطن الأب إذا لجأ كل من له حق فيه كان آمنا.. وكان هنا تدل علي المستقبل بالرغم من ان كان فعل يدل علي الماضي.. وهنا يدل علي الأمن المستقبلي الممتد إلي ما لا نهاية.. قد يصل إلي الأمان المطلق بالرغم ان ليس هناك شيء مطلق.. وطن الأمن والأمان الا وهو البيت الحرام.. من دخله كان آمنا.. ما اجمل هذا الوطن.. وطن صغير في المساحة ولكن كبيرا في الاحتواء.. لذا نخلص في تعريف هذا الوطن الصغير بهذا التعريف البسيط بل التعريف الاستراتيجي الا وهو.. الا من الاحتوائي.. ما أجمله.. ما أعظمه.. أمن يشع الاطمئنان من القلب مباشرة ويصل إلي قلوب مستحقيه.. وهذا الأمن لا يحسه الا من كان تربة خصبة بل كاملة الخصوبة.. تستقبل هذا الاشعاع الدافيء في شكل بذرة نظيفة بل معقمة لكي تنبت لنا نباتا طيبا في صورة شجرة طيبة.. اصلها وفرعها في السماء.. وما أجمل واعظم من هذه الشجرة التي نبتت في رحم وطن الأب.. جذورها ممتدة إلي أعماق.. اعماق الوطن الأكبر تتغذي من قيم واخلاقيات الزمن الجميل وتروي بماء عذب.. يصعد هذا الغذاء الروحاني الدافيء إلي ساق وعيدان هذه الشجرة التي تمثل الانتماء لهذا الوطن الصغير الا وهو ما بين كتفي الأب.. يبث الراحة والطمأنينة إلي أوراق هذه الشجرة.. والأوراق هنا تمثل الهوية ولقب الأب والعائلة.. أوراق ذات اللون الأخضر.. تبث الاكسجين النقي صباح كل يوم لنا وتنقي الجو والمناخ من ثاني اكسيد الكربون.. ما أروع هذه الأوراق.. وما أروع هذه الشجرة التي ألقبها بشجرة الهوية والانتماء والجذور وإذا كانت الهوية والانتماء والجذور تم وصفها كالشجرة التي أصلها ثابت وفروعها في السماء فإن الاحتواء الوطني أشبه واقرب ما يكون من الاحتواء الأبوي. شكرا لآبائنا الذين غرسوا فينا حب الوطن والانتماء المطلق لوطننا الغالغي حتي يعطي لنا قوة ايجاية للمحافظة علي هذا الوطن الذي تحمل كثيرا من التحديات وخاصة في الآونة الأخيرة.. حفظ الله وطني الأكبر وهو مصر العظيمة وحفظ الله وطني الأصغر وهو الأسرة المصرية والشعب المصري الكريم.