أن ينهزم نادي الزمالك أربع مباريات متتالية.. حكاية يجب التوقف عندها.. موضوع غريب فعلاً.. ممكن جداً يحدث ذلك لناد صاعد من دوري مظاليم دخل وسط الكبار ليكافح من أجل البقاء موسماً آخر أو أكثر.. أما أن يحدث ذلك لإحدي القوتين الأعظم في الكرة المصرية. فهذا وضع غريب يحتاج لكلام وتحليل وتساؤل وبحث وآراء. لقد حدث هذا وأكثر للأهلي في الستينيات. وعمل المشير عبدالحكيم عامر المستحيل من أجل عودة الأهلي والزمالك للانتصارات والفوز. لا تقل لي هذا.. فقد كان السبب في حكاية الأهلي معروفاً من قبل.. ولكن كان من الصعب إزالة السبب.. فقد كان رئيس النادي المرحوم صلاح دسوقي. الذي اتخذ قرارات جردت النادي من ميزته وشخصيته وتاريخه.. فقد ألغي عضوية كل رموز الأهلي.. حتي أحمد عبود. الذي تولي الصرف علي النادي لمدة 19 سنة.. وفؤاد سراج الدين. الوكيل الدائم. فانضم كل أفراد أسرة سراج الدين. حتي أفراد السكرتارية لنادي الزمالك في حكاية قديمة معروفة.. والأميرة فوقية. شقيقة الملك. التي بنت المسجد الموجود حتي الآن في النادي.. وأسرة الشريعي بالكامل. وكذا أسرة من الذين دخلوا النادي منذ إنشائه!!!... حتي قيل إن الوحيد الذي لم يقترب منه صلاح دسوقي. هو فكري باشا أباظة. خوفاً من قلمه!!.. كان صلاح دسوقي من الضباط الأحرار. ومن الصعب مراجعته في أي شيء!! كان النادي في حالة إحباط عام.. ولم يعد الفريق لاعبين ومدربين في حالة نفسية ومعنوية تسمح لهم باللعب أصلاً.. رغم كل ما أغدقه عليهم المشير عبدالحكيم من نقود تعويضاً عن القروش بتاعة النادي!!.. ثم معسكر قاس برئاسة رجل مشهور بالعنف هو خليل الديب.. حلق رءوس كل اللاعبين علي الزيرو!!.. كل ذلك لم يأت بنتيجة.. حتي جاءت مباراة السويس علي ملعب الأهلي. وذبح تاجر الكشري الشهير الذي كانت عربيته أمام باب الأهلي منذ عشرات السنوات.. ذبح عجلاً في وسط الملعب. ووزع اللحمة علي العاملين في النادي.. وكانت النتيجة أيضاً هزيمة الأهلي بهدفين علي ملعبه وسط جمهوره. وبعد محاولات لبث الروح المعنوية بقدر الإمكان في قلوب اللاعبين.. هنا جاء إلي النادي المشير. واستدعي أمين شعير مدير النادي. وأصدر له أمراً بألا يدخل صلاح دسوقي النادي. وقرار بتعيين الفريق مرتجي. رئيساً مؤقتاً للنادي. سيصدر غداً صباحاً.. واتفق الفريق مرتجي مع علي زيوار ليتولي إدارة الكرة. فبدأت الانتصارات. * * * حدث هذا للنادي الأهلي لهذه الظروف غير الطبيعية التي مرت بالنادي.. فقد شعر اللاعبون والمدربون بأن النادي لم يعد ناديهم بتاع زمان. ولكن الوضع في نادي الزمالك الآن مختلف تماماً.. نادي الزمالك الآن في أوج تألقه من كل الوجوه.. نادي الزمالك الآن عاد إلي أيام أبورجيلة. وعلوي الجزار.. نادي الزمالك الآن يحسده الجميع علي التجديد الشامل الكامل الرائع. الذي افتتحه رئيس الوزراء.. طيب.. ما سبب هذه الهزائم المتتالية الغريبة؟!! * * * عم شيوي "9 جنيه مرتب شهري" مدرب نادي الترسانة رأي أن أهم شيء يهتم به هو أن يعرف لاعبوه طريق المرمي. ويهزوا الشباك.. هذا هو أقصر طريق نحو أي بطولة.. لذا بعد كل تمرين كان ينفرد بالمهاجمين في تمرين خاص لمدة نصف ساعة يتمرنون علي إحراز الأهداف سواء بالقدم أو بالرأس.. والتمرين يشمل كل طرق التصويب.. من أي جهة تأتي الكرة وكيف يستغلها المهاجم.. من الكورنر عالية أو برازيلية أرضية.. من الخلف.. بل أيضاً من الأمام.. حتي أصبح حسن الشاذلي. صاحب أكبر رقم أهداف في موسم كروي واحد. وسماه جليل البنداري. عميد نقاد الفن الزملكاوي. "مدفع بعد الظهر".. كانت المباريات كلها تقام دائماً في الثالثة بعد الظهر.. زميله مصطفي رياض فاز بلقب هداف أولمبياد طوكيو ..1964 ما رأي مدربي الزمالك؟!!