رقص الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وزوجته ميلانيا للمرة الأولي كرئيس وسيدة أولي في واحدة من عدة حفلات راقصة بمناسبة تنصيبه رئيساً للولايات المتحدة في واشنطن علي أنغام أغنية "طريقي" للمطرب الراحل فرانك سيناترا. كانت السعادة تبدو علي وجه الساكن الجديد للبيت الأبيض الذي يستعد لقيادة العالم خلال الحفل الذي أقيم في "ليبرتي هول" وأري أن ترامب الذي لا يخفي مواقفه ضد الإسلام السياسي. سيسهم في القضاء علي الإرهاب المتنامي في الشرق الأوسط وهو ما سيؤدي إلي علاقات أمريكية مصرية جديدة مبنية علي أسس قوية تسعي لتطهير المنطقة من العنف. وإطلاق منصة اقتصادية جديدة تعتمد علي المصالح المشتركة بين الدولتين. إذ ولم تشهد العلاقات المصرية الأمريكية استقراراً وتعاوناً منذ عهد الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر "1977 إلي 1981" وأتوقع أن يعبر هذا التعاون الحدود الطبيعية ليتوج بعلاقة صداقة بين الرئيسين عبدالفتاح السيسي وترامب. وأري أن وصول ترامب لسدة الحكم سيكون مهماً في حسم الملف السوري رغم أن بقاء الأسد أو رحيله لا يمثل أولوية بالنسبة للرئيس الأمريكي.. كما أن الاتفاق النووي مع إيران سيكون من القضايا التي ستحظي بتدخل من جانب ترامب. إذ أعلن مراراً وتكراراً ان إلغاءه سيكون علي قائمة أولوياته عندما يصبح رئيساً. لكن ليس كما قاله الرئيس الأمريكي قابل للتنفيذ علي الأرض بسهولة وقد تكون له أضرار كبيرة بأمريكا خصوصاً حديثه عن نقل السفارة الأمريكية إلي القدس فقد أدلي ترامب بالكثير من التصريحات قبل الانتخابات باعتبارها "شعارات انتخابية" لكسب الأصوات. خصوصاً أن الاتحاد الأوروبي ووزير الدفاع الأمريكي الجديد جيمس ماتيس يرفضان نقل السفارة. وأكد ماتيس أمام الكونجرس في جلسة استماع للموافقة علي توليه المنصب أنه ملتزم بالموقف الأمريكي الذي لا يعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل. أقول لكم: إن تأكيد الرئيس الأمريكي في أول كلمة ألقاها بعد تنصيبه بأن الرؤية الجديدة التي ستقود البلاد هي "أمريكا أولاً" تعني اهتمامه بما يخدم مصالح بلاده. إذ سيركز وفي الداخل علي 3 قضايا حددها في خطابه عندما قال "مصانعنا تتحول إلي قبور. ولا تعليم في مدارسنا والجريمة تمزق البلاد". أي الصناعة والتعليم والأمن. أما خارجياً فقد قال "سنوحد العالم ضد الإرهاب المتطرف وسنمحيه من علي وجه الأرض". ويقيي أن ترامب عندما يتحدث عن الإرهاب فهو لايعني الدين نفسه. بل العنف الذي ينفذه بعض الخارجين عليه وهذا ما يكافحه العالم أجمع. فالإرهاب لا يمكن لصقه ب "دين" بل إن هؤلاء القتلة هم من يرتكبون جرائمهم تحت ستار الإسلام. ولذا فإن قيم الولاياتالمتحدة واحترامها للدين الإسلامي لن تتغير بل إن الحرب ستكون علي الإرهابيين الذين يتاجرون بالدين وهذا أمر لا يزعجنا.