* قبل نهاية عام 2016 بيومين أقامت فرقة الموسيقي العربية للتراث حفلاً علي مسرح الجمهورية.. تضمن الحفل مجموعة من الأغاني التي نستمع إليها بين الفنية والأخري مثل أغنيات: جميل جمال- شباكنا ستايره حرير- جميل وأسمر- يا نور جديد- من قد إيه كنا هنا- يا أنا يا العزال.. وقصيدة "أيظن" وكلها من ألحان كبار ملحنينا أمثال محمد عبدالوهاب وفريد الأطرش ومحمد الموجي ومحمد فوزي وأحمد عبدالقادر!! * تلك نماذج من أغنيات حفل فرقة التراث التي تأسست خصيصاً لاحياء تراث الموسيقي العربية.. ولكن أغاني الحفل لا تنتمي للأغنيات التراثية التي أنشأت الفرقة من أجلها.. بالطبع معظم تلك الأغنيات مضي عليها أكثر من 50 عاماً.. وفي العرف تعتبر تلك الأغاني تراثية.. لكنها أغان خالية من قوالب الموسيقي العربية القديمة مثل الدور والموشحات والطقاطيق والمونولوج والقصائد والدويتو والديالوج. * أين تلك الأعمال التي تعتمد علي الابتكار والتقاسيم والسماعي.. لقد تحول مسار فرقة التراث إلي طريق آخر.. فقد أصبحت الفرقة تتنافس مع فرقة عبدالحليم نويرة للموسيقي العربية.. والفرقة القومية للموسيقي.. وهما اللتان تقدمان تلك الأعمال التي قدمتها الفرقة في حفلها الأخير!! * فرقة التراث نسيت- أو تناست- أعمال كامل الخلعي وداوود حسني وأبوالعلا محمد ومرسي الحريري ومحمد عثمان والشيخ إبراهيم المغربي.. تناست أعمال تلك المدارس القديمة التي تنتمي للقرن ال19 وبدايات القرن العشرين لترتمي في أحضان الأغاني المسموعة والمتداولة علي ألسنة كبار مطربينا وغيرهم!! * نعم.. أعمال محمد عبدالوهاب ومحمد الموجي وبليغ حمدي وفريد الأطرش وكمال الطويل أصبحت أغاني تراثية.. ومجازاً نطلق عليها تراث حديث لنتساءل أين الأقدم منه.. والذين نهل كبار ملحنينا من ينبوعهم وطوروا الموسيقي الشرقية من خلالهم!! * الطريف أن الحفل الأخير قدمت فرقة التراث - ذراً للعين والقيل والقال- ثلاث أغان فقط من مجموع "15 أغنية" هي موشح يا من لعبت به شموله وموشح بالذي أسكر وموشح يا بهية الروح لسيد درويش حتي نعتقد أنهم يحافظون علي التراث!! * التراث الغنائي الموسيقي القديم هومن أصعب ألوان الغناء.. لذا يهرب القائمون عليه مع المطربين منه.. ولكن رسالة فرقة التراث والأوبرا هي رسالة ثقافية في المقام الأول منها الحفاظ علي التراث القديم وإحيائه باستمرار وليس علي استحياء.. فاستعادة تلك الأعمال الأصيلة الذي أنتجه أساطين التلحين عبر أجيال وأجيال هي ملك للشعب يجب أن لا يتواري أو نتركه يندثر!! * أرفض ما يردده البعض بان تلك الأعمال يحضرها جمهور قليل لأن حفلات أوركسترا القاهرة السيمفوني أيضاً قليل... بل أن عاز في الأوركسترا أضعاف عاز في فرقة التراث أي أن تكلفتهم أكثر.. ثم ألا يدعو للدهشة بأن فرقة الأوركسترا السيمفوني يقدم ألحان وموسيقي بيتهوفن وموتسارت وباخ ووفيري.. وهي أعمال مضي عليها أكثر من 200 عام.. أي أننا نحافظ علي التراث الغربي.. ولا نحافظ علي تراثنا الشرقي الأصيل!!