* هذه مرحلة الاصطفاف الوطني.. مرحلة نكون أو لا نكون.. فمصر في مفترق طرق.. ومحاولات إسقاط الدولة المصرية لن تتوقف.. إما بالحصار الاقتصادي. أو بالإرهاب. أو بإثارة الفتن والأزمات الداخلية. وهي مرحلة الوقوف وراء الرئيس عبدالفتاح السيسي للعبور الآمن في معركة البقاء والاستقرار. والرئيس الذي تعهد بأننا "مش هنسيب حقنا" رغم القبض علي مرتكبي تفجير الكنيسة عبَّر بذلك عن إرادة مصرية صحيحة في الإصرار علي الثأر من الذين استهدفوا هذا الوطن ومن الذين اعتقدوا أنه يمكن ضرب وحدته وأمنه وأمانه. ولن نترك حقنا من الذين تربصوا بنا والذين اعتقدوا أن في مقدورهم تحويل مصر إلي دولة عنف وتفجيرات ودماء.. والذين اعتراهم الوهم بأن الشعب المصري سوف يضعف وينهار وأن دولته سوف تتفكك وتتساقط. نحن أمة الأزمات.. وشعب المعجزات.. ونحن نضعف ونشكو ونتألم. ولكن نعيد صياغة أسلوب جديد للحياة أقوي مما كان. وأكثر صلابة من كل الأوقات.. فالمحن لا تزيدنا إلا تلاحماً. والمحن تخلق منا أبطالاً. وهي مرحلة تجاوز خلافاتنا والتوقف عن تعميق الجراح. والابتعاد عن التشكيك والسخرية. وشائعات مواقع التواصل الاجتماعي المدمرة. فالوقت ليس مناسباً لهذا النوع من المهاترات التي تصل إلي حد الافتراءات. مصر اليوم علي قلب رجل واحد. وراء رئيس أصبح يمثل الأمل والإنقاذ. * * * * وندعو أيضاً إلي توفير كل الدعم لرجال الأمن في معركتهم ضد الإرهاب.. ولا صوت يجب أن يعلو فوق الإجراءات الأمنية في هذه المرحلة. ويحتاج رجال الأمن إلي الثقة والاطمئنان بأن شعب مصر كله يساندهم ويقف وراءهم. مؤيداً ومقدراً لحجم عطائهم وتضحياتهم وجهودهم في سبيله. وعلينا أن نساند رجال الأمن بتقديم كل المعلومات التي تمكن من حصار الإرهاب وملاحقته وإجهاض عملياته. وأي معلومة تقدم لرجال الأمن مهما كان حجمها قد تكون كافية لمنع وقوع عمل إرهابي ضخم قبل القيام به. فالإبلاغ عن المشبوهين في الشقق المفروشة واجب.. والإبلاغ عن الغرباء الذين يظهرون فجأة في بعض المناطق أمر ضروري. والشك في أي مظهر أو سلوك هو أيضاً إجراء احتياطي. وعلي الشرطة التعامل مع هذه البلاغات أو المعلومات في إطار من السرية والاهتمام والتقدير حتي يمكن تشجيع المواطن علي أن يكون عنصراً فاعلاً في المعادلة الأمنية الصعبة. إن رجال الأمن يبذلون جهداً غير عادي في هذه الأوقات الصعب. ولهم كل المساندة والتقدير. * * * * وما الذي يحدث في بعض قري مصر؟!.. ما الذي حول هذه القري إلي قواعد للإرهابيين والتكفيريين. والمتطرفين. إن أحد جيران منفذ تفجير "البطرسية" تراجع عن إجراء مداخلة تليفزيونية مع إحدي المذيعات قائلاً: "خايف من أهل القرية". مشيراً في ذلك إلي أن الأغلبية هناك تعتنق فكراً تكفيرياً!! وما يحدث من فقدان للسيطرة علي هذه القري فكرياً ومعنوياً يعني أنها سوف تستمر في طريقها بمثابة مدارس وقواعد لتفريخ إرهابيين جدد وأن العنف سوف يظل قائماً. ولأن هناك فراغاً سياسياً ودينياً في الشارع. فإن أمراء التكفير وقادة الفكر المتطرف هم سادة الملعب.. وهم المرجعية لآلاف البسطاء الذين لا يرون ولا يسمعون غيرهم!! إن أزهر مصر الشريف عليه أن يتحرك.. وأن تجوب قوافل الدعوة قري ونجوع مصر تلتحم بالناس وتتحاور معهم وتخرجهم من ظلمات الفكر إلي نور الحقيقة وجوهر الدين وتعاليمه. أزهر مصر مطالب بأن يخوض معنا المعركة.. وأن يكون في المقدمة. * * * * في حادث كنيسة العباسية فإن الإعلامية لميس الحديدي كانت هناك. وتعرضت لأنواع من المضايقات. قام أحد الأشخاص بتصويرها وعرضها علي الفيس بوك. وانفعلت زميلتها الإعلامية ريهام السعيد. وشنت هجوماً علي هذا المصور قائلة: أنت إيه.. ملتك إيه؟!.. لو فيه فوق القذارة قذارة تبقي أنت.. لو روحت حللت دم هتطلع في النوع سوسو"!! ومضت ريهام تقول: "واحدة مذعورة في وسط 500 راجل وأنت واقف تصور"!! وإذا أخذنا علي كلام ريهام. فإن كل مصور إعلامي يقوم بتصوير أي حدث هو أيضاً "سوسو" لأن عليه أن يترك الكاميرا ويسارع إلي المشاركة في إطفاء الحريق علي سبيل المثال!! إن هناك الكثير من القضايا التي انفجرت في المجتمع والتي أظهرت الحقيقة ولم يكن ممكناً التوصل إلي الجناة لولا أن هناك من تطوع بالتصوير والتسجيل. وأذاع ذلك علي مواقع التواصل الاجتماعي التي أصبحت صوتاً مساعداً للعدالة. * * * * ونترك كل المعارك والمواجهات لنشيد بقرار جامعة الفيوم بإعفاء الطلاب من الصم وضعاف السمع من المصاريف الدراسية. فهو قرار إنساني حضاري يُترجم كل الجهود المبذولة لدمج واحتضان وتشجيع ذوي الاحتياجات الخاصة. وقرار جامعة الفيوم يجب أن يشمل كل ذوي الاحتياجات الخاصة من باقي أصحاب الإعاقات الذين يبحثون عن الحق في الحياة.. والذين يستحقون كل الدعم والتشجيع.