في حديثه لرؤساء تحرير الصحف القومية والمنشور يوم 24 أغسطس 2016 حدد الرئيس عبدالفتاح السيسي تعريفا أكثر دقة لمفهوم الفساد.حين أوضح أن ¢الفساد ليس مجرد الرشوة. إنما هو أيضاً الأداء المتواضع. الفساد ليس مجرد أخذ ¢قرشين¢. إنما هو الجشع وإهدار الموارد. والتقاعس والسلبية والإهمال. وعدم القدرة علي تحمل المسئولية والعمل.. سوء التخطيط فساد. سوء التقدير فساد.. سوء التنفيذ فساد¢. والتعريف الجديد الذي وضعه الرئيس يختلف عن تعريفات كلاسيكية عرفت الفساد بأنه كل استخدام للسلطة العامة لتحقيق أغراض شخصية. حيث يتميز التعريف الجديد بأنه وسع من مظلة ومفهوم الفساد بما يستلزم علي الدولة وضع آليات جديدة لمواجهته.. فالشللية فساد. وسوء اختيار المسئولين أو المكلفين بإدارة الملفات المختلفة يعد فساداً حتي ولو لم تكن هناك مصلحة شخصية مباشرة يمكن رصدها. إذ أن المحصلة النهائية للفشل في إدارة أي مرفق من مرافق الدولة بإسناد مسئوليته لغير أهل الخبرة .. نتائج مدمرة تصيب هذا المرفق والمجتمع وتفوق في أثرها ما يمكن أن يرتكبه أي فاسد. ومصر لديها جهاز شديد الاحترافية في مواجهة قضايا الفساد. وهو جهاز الرقابة الإدارية الذي لا يتواني رجاله عن ملاحقة الفساد أينما كان. ومهما كان شخص من يقف وراءه. والمؤكد أن ما نسمع عنه كل يوم عن قضايا يتم ضبطها. والضربات القوية التي يوجهها رجال الرقابة الإدارية لبؤر الفساد وسوء استخدام السلطة. يكشف عن وجود إرادة حقيقية لمواجهة ذوي النفوس الضعيفة والقلوب المريضة. غير أن هذا الجهد الواضح يستلزم تعديلا تشريعياً يمد مظلة وصلاحيات جهاز الرقابة الإدارية لمواجهة جميع اشكال الفساد المستحدثة كما حددها الرئيس في حديثه المشار إليه. وأذكر أنني سبق أن سألت الوزير اللواء محمد عرفان رئيس جهاز الرقابة الإدارية عن قضايا فساد ما قبل الثورة. وأين كانت أجهزة الدولة المختلفة من كل هذا الطوفان من المجاملات. وهل كانت الأجهزة تعلم بها ولكنها غير قادرة علي التصدي لها؟ أم أنها كانت مجهولة؟ فأوضح أن المسألة تتعلق بالإطار التشريعي الذي يعمل في إطاره الجهاز ويحدد الجهات الخاضعة له.. ثم ذكر اللواء عرفان العديد من قضايا الفساد التي تمكن الجهاز من ضبطها في إطار الصلاحيات الممنوحة له. أعتقد أننا في حاجة لإجراء حوار مجتمعي بين المعنيين بهذه القضية المهمة. ويا حبذا لو يتم وضع قضية مكافحة الفساد والإطار التشريعي المنظم لها لتكون أحد محاور مؤتمر الشباب الثاني الذي يعقد في شهر ديسمبر. خاصة أنها تعد إحدي القضايا الحيوية التي تتقاطع وتتلامس مع كل القضايا التي تهم الشباب.