وقف عشاق كرة القدم المصرية والأفريقية يشاهدون بانبهار الحارس المخضرم لعرين منتخب الفراعنة عصام الحضري. صاحب ال43 عاماً. والذي يفصله شهران بالتمام علي إكمال عامه ال44. مواليد 15 يناير 1973. وهو يتألق ويتصدي لكرات وقذائف المنتخب الغاني وكأنه ابن العشرينيات. الذي يطير يميناً ويساراً وفي كل اتجاه للحفاظ علي نظافة شباكه.. ظهر الحضري أو "السد العالي" كما يحب عشاقه مناداته. خلال مباراة مصر وغانا في تصفيات المونديال برشاقة وخفة. جعلت المعلقين علي اللقاء يصفونه "بالفراشة الحديدية" وعقب فوز منتخبنا بهدفي صلاح والسعيد. احتفل الحضري مع مدربه في المنتخب أحمد ناجي. لكنهما كانا يشعران بوجود شخص ثالث ينقص الاحتفال. وهو مدرب الحارس المخضرم في فريقه وادي دجلة "فكري صالح". ويعلم الجميع أن مدرب المنتخب ينتقي أفضل الحراس قبل المباريات والمعسكرات من خلال متابعته للدوري المحلي. فنحن لا نملك محترفين بارزين في هذا المركز في الخارج. وبالتالي فإن الحراس الذين يتم اختيارهم لصفوف المنتخب هم أفضل ثلاثة حراس بالدوري الممتاز. وفقاً لجميع المقاييس الرقمية وغيرها. ومن هنا يعود الفضل لمدرب الحارس أو اللاعب بشكل عام. الذي يقضي معه وقتاً أطول بكثير مما يستغرقه معسكر إعداد المباريات المهمة للمنتخب الوطني وجهازه الفني. فيعود الفضل بشكل أكبر لمدرب الفريق في تألق الحارس بعد توفيق الله. نظراً لكونه المرافق له دائماً. اختص فكري صالح. مدرب حراس المرمي للفريق الكروي الأول بوادي دجلة.. الذي يحرس عرينه الحضري بتألق خلال الفترة الأخيرة "الجمهورية" بأهم الخبايا والأسرار حول كيفية عودة السد العالي لصفوف المنتخب وحفاظ الحارس علي رشاقته وغيرها من المعلومات التي نعرضها في تصريحات الجنرال الخاصة التالية. في البداية.. كشف فكري صالح عن رسالتين أرسلهما للحضري. قبل وبعد مباراة غانا الأخيرة. حيث أرسل له رسالة قبل المباراة: "ألا بذكر الله تطمئن القلوب"؟!.. وعقب المباراة كانت الرسالة كالتالي: "شرفتني ورفعت رأسي يا أسطورة. لا تنس ركعتي الشكر لله". وأكد صالح أن دور المدرب في التحكم في الثبات الانفعالي للحارس قبل وخلال المباراة هو أهم نقطة لذلك كانت رسالته له قبل المباراة من أجل بعث الطمأنينة والثقة بداخله. ومنحه الثبات المطلوب لمواجهة منتخب بقوة غانا. ووسط تلك الضغوط وبمحاولة الآلاف من الجماهير في لقاء مثير بجانب كونه قائد منتخبنا. ومطالباً بتوجيه جميع اللاعبين والتركيز مع جميع الخطوط ومراكز اللاعبين داخل المستطيل الأخضر.. وقال مدرب الحضري إنه علي اتصال دائم بأحمد ناجي مدرب حراس الفراعنة. ويظل علي تواصل معه حتي قبل المباراة بخمسة أيام. في حين يظل علي اتصال هاتفي مع الحضري خلال تجمعات المنتخب حتي أربعة أيام قبل المباراة لمنحه التركيز المطلوب وقتها. وقال فكري صالح: "الحضري محظوظ.. فلديه أبوان روحيان. يحرصان دائماً علي أن يظل الأفضل. وهما أنا وإحمد ناجي".. وتابع: هناك جندي مجهول له الفضل أيضاً في تألق الحضري وهي زوجته التي تمنحه الأجواء المناسبة والهادئة داخل الأسرة من أجل أن يزيد تركيزه في التدريبات. رغم كونها مسئؤلة عن 5 أطفال في أعمار متفاوتة. إلا أنها تدعمه وتوفر له مناخاً يزيده قوة وصلابة وتركيزاً وإصراراً. وهذا الدور يجب أن يكون مثالاً لكل زوجة مصرية". أكد الجنرال أن من أسعد لحظات حياته عندما رأي الحضري يحرس عرين منتخبنا أمام الكونغو في مستهل التصفيات المونديالية التي فاز بها منتخبنا 2/1. مشيراً إلي أنه أدرك أن الحضري صاحب ال43 عاماً حقق حلمه. والآن يحرس عرين منتخب بلاده في تصفيات كأس العالم بكل قوة وإرادة حديدية. أضاف مدرب الحراس أن الحضري عندما عاد إلي دجلة قادماً من الإسماعيلي سأله ماذا يريد بعدما حقق شهرة ونجاحاً يتمناه أي حارس مرمي في العالم. وكتب تاريخاً مشرفاً له؟!.. فكان جواب الحضري وقتها هو العودة لحراسة عرين المنتخب رغم صعوبة ومشقة الأمر. خاصة بعد تخطيه ال43 عاماً. وفي ظل منافسة مع حارسي القطبين الأهلي والزمالك شريف إكرامي وأحمد الشناوي. وكان الثنائي وقتها في قمة تألقهما المحلي والدولي.. وأوضح صالح أنه بعدما شعر برغبة وإصرار الحضري وإرادته المنبعثة من داخله. بدأ في وضع برنامج خاص له كانت أولي خطواته أن ينزل وزنه 8 كجم. وهو ما نجح الحارس المخضرم في تنفيذه. وظهر بعدها في المباريات بجسد رياضي رشيق خطف أنظار الجميع. وألمح صالح إلي أن الحضري في الموسم المنقضي لعب موسماً كاملاً ونجح في الحفاظ علي نظافة شباكه في 16 مباراة متتالية. وهو ما لم يحققه فريق آخر في ذلك الموسم سوي الأهلي. مضيفاً أنه سددت عليه 8 ركلات جزاء خلال الموسم تصدي ل6 ركلات بنجاح. وسكن مرماه ركلتان فقط. أضاف أنه استغل وجود كيفية تحدي النفس داخل الحضري وامتلاكه الإرادة اللازمة لذلك خاصة بعدما أظهره الحارس المخضرم سواء في التدريبات أو المباريات أو حتي تحقيق حلمه بالعودة لقيادة منتخب بلاده. مشيراً إلي أن ذلك ساعده كثيراً في إعادة الحضري لقمة تألقه وظهوره بصورة مشرفة ورائعة في قيادة منتخبنا الوطني. قال مدرب الحضري: تمرينات اللياقة والرشاقة هي أهم شيء. فأنا أعمل مع الحضري والحارسين الآخرين بدجلة ببرنامج يسمي ميدان الرشاقة يتم تنفيذه في كل تدريب بشكل مختلف من حيث الكم والكيف وذلك وفقاً لمتطلبات وظروف كل مباراة. وتابع: التدريب مجرد وسيلة وليس هدفاً والحضري بإرادته وعزيمته الحديدية نجح في استخدام تلك الوسيلة في تحقيق حلمه رغم عمره الحالي. فهو الآن يقود منتخب الفراعنة إلي روسيا لخوض نهائيات كأس العالم بعد غياب لأكثر من ربع قرن.. أظن أنها نهاية تليق بحارس دولي مخضرم وصاحب تاريخ عالمي ومحلي مثل الحضري. وتحدث فكري صالح عن نصيحته الأولي للحضري عندما تم استدعاؤه للمرة الأولي لصفوف المنتخب بعد غياب 458 يوماً بالتحديد عن قائمة أبناء النيل وذلك خلال مواجهة بوركينا فاسو الودية في فبراير الماضي. وبعدها تم ضمه أيضاً من قبل كوبر في قائمة لقاء تنزانيا في تصفيات أمم أفريقيا.. وقال مدرب الحضري: طلبت منه أن يتقبل أي قرار للجهاز الفني بقيادة كوبر. وألا يعترض بأي شكل من الأشكال علي جلوسه احتياطياً خلال المباريات وبالفعل هو ما قام الحارس بتنفيذه رغم أنه ينافس علي عرين المنتخب مع حارسين يصغرانه بعشرات السنين. شدد فكري صالح علي أهمية أن يتخذ الشباب المصري من الحضري مثلاً أعلي فرجل مقبل علي ال44 عاماً استطاع أن يحقق حلمه بالعزيمة والإرادة وفي وجود منافسين شباب أقوياء. مشيراً إلي أن كل شاب مصري يجب أن يضع أمامه حلمه.ويجعله هدفاً ومن ثم يبدأ في الجد والتعب والشقاء والعمل بإرادة وإصرار حتي يحقق حلمه. فوقتها سيشعر بأنه صاحب إنجاز عظيم يزين حياته. وهو ما يفتقده الكثير من شبابنا. وأردف جنرال الحراس حديثه مبدياً إعجابه بظهور جيل من الحراس الشباب داخل الفرق الأخري بالدوري ودخولهم في منافسة مع ثلاثي عرين الفراعنة. وبحثهم دائماً عن الأفضل من حيث المستوي والارتقاء بالأداء. مشيراً إلي أن مصر دائماً لديها اكتفاء ذاتي من حراس المرمي. ولا يوجد بها حراس محترفون لوجود أفضل الخامات والإمكانيات والمواهب لدينا. لكن لكل حارس منهم فرصته ونصيبه الذي كتبه له الله. وعليه أن يجتهد ويتدرب بجدية وإرادة. ثم يترك التوفيق علي خالقه. وقال: "نستطيع أن نعود لسيادة أفريقيا ونحقق حلمنا بالذهاب لروسيا. لكن يجب علينا جميعاً كعناصر اللعبة بداية من الجماهير وحتي أصغر عامل في منتخبنا وكذلك الأندية أن نتحد ونتعاون ونتكاتف. فلقد حان تحقيق حلم غاب عنا أكثر من ربع قرن كامل من الزمان". واختتم فكري صالح تصريحاته ل"الجمهورية" متمنياً مشاهدة منتخبنا الوطني في نهائيات كأس العالم في روسيا المزمع إقامتها عام 2018. وأن تعود مصر لسيادة القارة السمراء من خلال التتويج بأمم أفريقيا مطلع العام المقبل في الجابون وذلك بجانب أن يكون الحضري أساسياً خلال تلك الإنجازات ليحقق أغلي أحلامه التي يتمني أن ينهي بها تاريخه في الساحرة المستديرة كحارس دولي مخضرم تشيد به الاتحادات الدولية للعبة مثل الفيفا والكاف علي ما يقدمه حتي الآن رغم كبر سنه. .. وناجي يكشف سر تألق الحضري كشف أحمد ناجي. مدرب حراس منتخبنا الوطني عن سر تألق الحضري في المباراة التي فاز بها منتخبنا علي غانا 2/صفر. رغم أنه انضم للمعسكر الإعدادي للمباراة وهو في حالة معنوية سيئة بعد تعرضه لبعض الإخفاقات.. وأكد ناجي أن الجلسات النفسية المكثفة التي عقدها معه ساهمت في عودة معنوياته إلي ما كانت عليه بعد أن تم إقناعه بأن أي حارس في العالم معرض للنصر أو الهزيمة. وارتفاع المستوي وانخفاضه.. مما ساهم في عودة ثقته بنفسه وارتفاع قدراته البدنية والفنية إلي درجة ممتازة. أضاف أن البرامج التدريبية المتوازنة كانت المرحلة الثانية بعد الجلسات النفسية التي تم تنفيذها علي مستوي علمي. حتي لا يتعرض الحراس لزيادة الحمل.. وقد تم ذلك من خلال التواصل مع مدربي الحراس بالأندية لمعرفة مستواهم الحقيقي ومناطق القوة والضعف. أضاف ناجي أنه لا وقت للراحة. حيث أصدر كوبر تعليماته لجهازه الفني المساعد بضرورة متابعة مباريات الدوري العام لمتابعة لاعبي المنتخب.. مشيراً إلي أنه سيكون هناك معسكر قبل البطولة الأفريقية. وسيتم تحديد ميعاد ومكان المعسكر خلال أيام. واحتمال أن يتضمن المعسكر مباريات ودية مع بعض المنتخبات القوية.