* * كشفت قضية إذاعة حوار قديم بالتليفزيون المصري للرئيس السيسي تم اجراؤه منذ عام علي انه حوار حديث عن أن جميع قيادات ماسبيرو الحالية ليست علي مستوي مسئولية إدارة مبني بحجم اتحاذ الإذاعة والتليفزيون وان اسلوب إدارتهم للأمور يعتمد علي الفهلوة دون خبرة أو دراية حقيقية لمتابعة وتغطية زيارات الرئيس الخارجية لحظة بلحظة أو حتي الحرص علي أدني قواعد احترام جمهور الشاشة من المشاهدين. * * فبعد إذاعة الحوار واكتشاف الكارثة لم يكلف مسئول ماسبيرو أنفسهم ولو بكلمة اعتذار للمشاهد المصري الغلبان والمغلوب علي أمره والذي ظل ينتظر بشغف حوار الرئيس لقناة "PbS" الأمريكية وفوجئ بتليفزيون الدولة يذيع حوارا قديما موجودا علي الموقع الالكتروني للشبكة التليفزيونية تعدت مشاهداته المليوني مشاهدة وهو ما لم يلفت نظر أهل ماسبيرو بل تجاهلوا الخطأ وكأن شيئا لم يكن. * * وبعد أن سلطت القنوات الخاصة الضوء علي جسامة الخطأ بدأ أهل ماسبيرو في الاستيقاظ من سباتهم فراح مصطفي شحاتة رئيس قطاع الاخبار المقال يرمي بالكرة في ملعب مسئولي الشفت وراحت صفاء حجازي تلقي اللوم علي شحاتة بل واقالته من منصبه وعينت خالد مهني بدلا منه لتسود حالة تعاطف مع المسئول المقال ويذهب هو للدفاع عن نفسه بأن سياسة اقالة المسئولين لن تحل مشكلة ماسبيرو مستشهدا بإقالة عصام الأمير بأنها لم تضع حدا للاخطاء بل تكررت بصورة أكبر. * * لم أجد في ماسبيرو من يتحمل مسئولية الخطأ لأن الحفاظ علي المنصب ومكاسبه أهم من أي شيء واسناد المهام الكبيرة لاصحاب الخبرة دون أصحاب الثقة اصبح ضربا من المستحيل حدوثه في ماسبيرو.. وجاءت اللائحة المالية التي تساوي بين من يعمل ومن لا يعمل لتزيد حالة الفوضي والاهمال فالجميع سيحصل علي سقفه المالي والذي يتم توزيعه طبقا للدرجة المالية ودون متابعة أو رقابة لتجد اناسا يصرفون أجورهم دون الحضور لمقر عملهم وبالتالي كثرت الاخطاء واصبح الاهمال هو سيد الموقف. * * الغريب أن نجد من داخل المبني من يدافع عن الخطأ ويفسر الهجوم علي ما حدث بأنه مؤامرة علي ماسبيرو ويأخذون مواقف من بعض منتقدي الأوضاع التي وصلت لحد بالغ السوء ولا يمكن السكوت عليها.. والحقيقة أنهم لا يدافعون عن ماسبيرو ولكنهم يدافعون عن مصالحهم الخاصة والأوضاع المالية التي وصلوا إليها دون أن يقدموا نظيرها اعلاما حقيقيا يعبر عن الدولة المصرية بعد ثورتين أو تتملكهم الغيرة من القنوات الخاصة حديثة النشأة والتي تمتلك نسب مشاهدة تفوق بمراحل قنوات ماسبيرو بميزانيات لا تقارن بما يتم تخصيصه لماسبيرو من موازنات من وزارة المالية تقدر بالمليارات. * * الاخطاء المتكررة والمتفردة بماسبيرو جعلتنا نترحم علي عصور مضت كانت قياداته تعرف قدره ومكانته وريادته فجاء الصغار ليجعلوه في المؤخرة ويهيلوا عليه التراب وغاب عنهم الخوف الحقيقي علي شكل وصورة اعلام الدولة واصبح التطوير مجرد شعار للاستهلاك.. وبات ماسبيرو يئن من قيادات لا تعرف قدره وعاملين استحلوا أمواله دون أن يقدموا ما يستحقه. * * لابد للدولة أن تتدخل لإعادة هيكلة ماسبيرو ولضبط مساره دون إبطاء أو تأخير فإعلام الدولة هو المعبر عنها في قوته وضعفه.