المشاعر الإنسانية المختلفة تنتابه صلي الله عليه وسلم كغيره من البشر وتبرز قيمة العنصر الأخلاقي في حياة النبي صلي الله عليه وسلم في وضع الانفعالات البشرية في إطارها الشرعي حيث هذبها وصانها عن الافراط والتفريط فكان صلي الله عليه وسلم لا يغضب إلا لله فمن ذلك ما رواه الامام مسلم في صحيحه أن أسامة بن زيد حين بعثه النبي صلي الله عليه وسلم في سرية قتل رجلاً بعد أن نطق بالشهادة. فبلغ ذلك النبي صلي الله عليه وسلم فغضب غضباً شديداً وقال له: أقال لا إله إلا الله وقتلته؟ وفي مستخرج الامام أبي عوانة: قلت يا رسول الله إنما قالها تقية. قال: فهلا شققت عن قلبه. وكان رسول الله صلي الله عليه وسلم لا يغضب إلا إذا انتهكت حرمات الله فقد أورد الامام البخاري في صحيحه أن أسامة بن زيد شفع للمرأة المخزومية التي سرقت. فغضب رسول الله صلي الله عليه وسلم وقال: اتشفع في حد من حدود الله. وكان صلي الله عليه وسلم يغضب من تنفير بعض الناس من الدين وهم يحسبون فعلهم من الدين فقد أورد الامام البخاري في صحيحه عن أبي مسعود الأنصاري قال: أتي رجل النبي صلي الله عليه وسلم فقال: اني لأتاخر عن صلاة الغداة. من أجل فلان مما يطيل بنا. قال: فما رأيت رسول الله صلي الله عليه وسلم قط أشد غضباً في موعظة منه يومئذ: فقال: يا أيها الناس إن منكم منفرين. فأيكم ما صلي بالناس فليتجوز فإن فيهم المريض والكبير وذا الحاجة. وثمة مواقف تشير إلي ان غضبه صلي الله عليه وسلم لم يكن مقصوراً علي ارتكاب المخالفات الشرعية بل كان يغضب لمجرد تقاعس الناس عن الخير أو تركهم لما هو أولي ومن ذلك ما رواه الامام أحمد في مسنده عن جرير بن عبدالله قال: خطبنا رسول الله صلي الله عليه وسلم فحثنا علي الصدقة. فأبطأ الناس. حتي رؤي في وجهه الغضب.