جدت أحداث في مسيرة المجتمع أظهرها مشاركة المرأة في الحياة العامة وهو نتج عنه عدم رضا فريق من الرجال وانعكس ذلك سلباً علي معاملة الرجل لها وأوجد فرصة لبعض النفوس المريضة لتمارس العنف ضدها ونعني: كل سلوك ينطوي علي تمييز ضد المرأة. يصيبها بالأذي أو الضرر أو التهديد به في صوره المختلفة علي نفسها أو جسدها أو شرفها أو كرامتها. ويشمل العنف ضد المرأة كل صور الإيذاء أو الإساءة أو التشهير أو التعذيب أو القهر يمارسه الرجل علي أنوثتها أو لكونها أنثي سواء تم بشكل مادي أو معنوي. والمتأمل للنصوص في القرآن الكريم والسنة النبوية. والمقاصد العامة للشريعة يدرك إلي أي مدي يحيط الإسلام المرأة بسياج من الرعاية والحماية ويقف حائلاً دون تعرض المرأة لأي أذي أو مساس بسمعتها أو شرفها أو كرامتها أو التعدي عليها بضرر أو قهر أو المساس بها. ولو بخدش حيائها. مما يعطي العنف مفهوماً أوسع. وأكثر شمولاً من موقف النظم القانونية. الذي لا يبلغ مبلغ الشريعة في تكريم المرأة في كل مراحل حياتها. وبطريقة تعم جوانب شخصيتها. ولعل توجه النصوص يكشف عن الرحمة والاكرام للنساء إلي أبلغ مدي لذلك المخلوق الرقيق يدل عليه الوصف القرآني: أو من ينشؤا في الحلية وهو في الخصام غير مبين". فهذا تكريم لشخص المرأة. وإعلاء لشأنها. واشادة بخلقها. ويقتضي بيان شمول العنف إدراج سلوكيات عدوانية شتي. وتجريمها في الشريعة إلي درجة تفوق النظم الوضعية التي تعلن عن نموذج إنساني ظاهره الرحمة. وباطنه استغلال أنوثتها. والتحايل علي عفتها وشرفها. والنيل من حيائها واستغلالها والقسوة معها بسلوكيات قميئة ومن صوره: التوبيخ والملامة الدائمة علي تصرفات لا تستأهل ذلك ولا تقتضيه. والحال أن عليه أن ينصحها ويرشدها إلي ما هو أنفع واجدي. التعنيف والتجريح والتطاول عليها. بما ينال من كرامتها ويجعلها في حالة سخط وغضب منه. الإهانة أو التقليل من شأنها. والحط من قدرها. لما قد يفقدها الثقة في نفسها. ويثبط من عزيمتها ويؤدي إلي ازدرائها بين أقرانها. فهذه السلوكيات مذمومة مرزولة منهي عنها. تخالف الهدي النبوي. فيما ثبت عن الرسول صلي الله عليه وسلم صلي الله عليه وسلم بقول المسلم أخو المسلم فلا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره. بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم. كما يتعارض مع القدوة الحسنة التي أرساها الرسول فيما روي عنه: "خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي". فالبر بالزوجة والمرأة. واجب كل مسلم. وعلي هذا الأساس فإن هذه الممارسات من جانب الزوج علي زوجته تتعارض مع واجب الإحسان الذي أشار إليه قوله تعالي "فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان".