رفض خبراء التعليم تحويل المدارس الرسمية الي تجريبية لانه سيؤدي الي طمس الهوية الثقافية واهمال الطلاب للغة الأم وينال من مجانية التعليم لعدم قدرة بعض اولياء الأمور علي المصروفات الدراسية للتجريبيات. طالب اولياء الأمور بتوفير تعليم تجريبي متميز علي غرار مدارس اللغات تتميز بانخفاض الكثافات في الفصول وتقديم خدمة تعليمية ذات جودة مرتفعة. قال مجدي محمد وكيل مدرسة الزمالك المشتركة الابتدائية أننا لدينا مشروع قومي يسمي مشروع القرائية والذي كشف أن 90% من طلاب المدارس الحكومية يعانون من صعوبات التعليم في اللغة العربية ومباديء القراءة والكتابة أي أن هناك مشكلة في القراءة والكتابة متسائلا : هل يجوز بعد ظهور هذه الاحصائية أن نقوم بتحويل المدارس الحكومية الي مدارس تجريبية؟! ومشيرا إلي أن وجود مشاكل في استقبال المعلومة من جانب الاطفال لان المعلمين غير مؤهلين لتوصيل المعلومة بطريقة صحيحة في اللغة العربية مطالبا بالاهتمام بالمدارس الحكومية لانها هي التي تفرز تعليماً جيداً. وأشار ياسر عرابي مدرس لغة عربية بمدرسة السعيدية وعضو نقابة المعلمين أن الهدف الأساسي الذي أنشئت من أجله المدارس التجريبية أنه بديل للتعليم الخاص بأقل سعر وبالفعل بدأت الفكرة وحققت نسبة نجاح معقولة والان مكدسة بالتلاميذ دون معرفة بطبيعة الدراسة. تساءل أين الفكرة والهدف من دراسة العلوم والرياضيات باللغة الانجليزية رغم أنه هو نفس المنهج بالعربي.. فما هو الابداع في أنه يدرس باللغة الانجليزية فلا يوجد اي إبداع غير أنه يدمر اللغة العربية ومن ناحية أخري فهو يعتبر باباً خلفياً للدروس الخصوصية فقد اتجه معظم المدرسين بها للغة الانجليزية ولماذا تدرس مادة اللغة الانجليزية "المستوي الرفيع" وهو غير مضاف للمجموع الاساسي وفرض علينا أننا نقوم بدراسته وإحراز أعلي الدرجات فيه. أكدت نيفين سمير مدرسة لغة عربية بمدرسة الزمالك الابتدائية المشتركة أن التحويلات من المدارس التجريبية الي المدارس الحكومية بسبب رسوبهم في المستوي الانجليزي ومن المؤكد أن أولياء الأمور سيرفضون تحويل المدارس الحكومية الي مدارس تجريبية لغات لانهم غير مؤهلون لمتابعة أولادهم فيها بالاضافة انه يعتبر إهمالاً في دراسة اللغة العربية لانها تعتبر شيئاً ثانوياً وليس أساسياً مثل اللغة الانجليزية وهذا الأمر يؤثر بشكل سلبي في الحصيلة اللغوية ونطق الكلمات ومخارج الالفاظ لدي الاطفال. الهوية اكد محمود الفولي وكيل إدارة الوراق التعليمية انه لابد من المحافظة علي الهوية المصرية الثقافية اما "التأمرك" وتحويل المدارس الي تجريبية سيكون له عواقب وخيمة وينعكس بالسلب علي مصلحة الطلاب مشيرا إلي أن الدول المتقدمة تحرص علي تعليم أبنائها علي التمسك بلغتها القومية ضاربا مثالا بألمانيا التي تعتز بلغتها. اضاف أن الدستور كفل الحق بالمحافظة علي اللغة العربية ولابد ان يكون الاهتمام والاولوية للغتنا الأم مشيرا إلي وجود طلبة ماجستير ودكتوراه لا يعرفون القراءة والكتابة ولابد من تصحيح المسار وان نتيقظ لهذه المحاولات التي تعمل علي طمس الهوية الثقافية. مجانية يشاركه الرأي حمدي السيد مدير عام الادارة بضرورة الحفاظ علي مجانية التعليم ولان بعض اولياء الأمور ليس لديهم القدرة علي سداد مصروفات مرتفعة ولابد من مراعاة طبقات المجتمع مشيرا إلي أن مشكلة التجريبيات لابد ان تعالج من خلال بناء مدارس جديدة لتقليل الكثافات ولكن تحويل المدارس العربي الي تجريبي سينعكس بالسلب علي الطالب. قال صلاح طه مدير عام إدارة الدقي ان المعلم هو الأمين علي رسالة اللغة وايصالها وهم يشكلون قدوات لطلابهم يحتذون بهم. ويقلدونها مشيرا الي انحصار أدوار اللغة الفصحي وتراجعت في ظل انتشار العاميات ولغة التواصل الاجتماعي. أكد الدكتور علي سعد - وكيل كلية التربية ببنها واستاذ اللغة العربية - ضرورة ان تكون المدارس جاذبة وبيئة صالحة للتعليم قبل الشروع في تحويلها الي تجريبية. أشار الي أن القرار لا يصب في صالح اللغة العربية. لانه سوف يقضي علي اللغة بالتدريج وتصبح مادة ثانوية. وهو خطأ كبير سنقع فيه بضياع اللغة الأم ولغة القرآن الكريم.