في ظل الجمود الذي تشهده القضية الفلسطينية. وتهميش الاعلام المتعمد للعدوان اليومي الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني من قبل قوات الاحتلال الاسرائيلي. تنطلق غداً في العاصمة الاندونيسية جاكرتا قمة منظمة التعاون الاسلامي الاستثنائية الخامسة حول فلسطينوالقدس تحت عنوان "الاتحاد من أجل الحل العادل والدائم". السؤال الذي يطرح نفسه. هل تضيف هذه القمة جديدا للقضية الفلسطينية؟ أم أنها ستضاف في ارشيف القمم السابقة التي لم تحرك ساكنا؟ تتطلع آمال الشعوب الاسلامية والفلسطينيين بشكل خاص الي قمة جاكرتا لانقاذهم من نير الاحتلال وتحرير القدس وتطهير المسجد الاقصي. خاصة ان ذاكرة الشعوب تعي تماما أن جريمة حرق الحرم القدسي التي وقعت 21 أغسطس 1969كانت السبب في تأسيس منظمة المؤتمر الاسلامي. فبعد هذه الجريمة بحوالي شهر وبالتحديد في 22 سبتمبر عام 1969 انعقدت القمة الإسلامية الأولي في العاصمة المغربية الرباط بحضور ملوك ورؤساء بلدان وحكومات 25 دولة اسلامية إلي جانب ممثلين عن الأقلية الإسلامية في الهند ومنظمة التحرير الفلسطينية. وتركز جدول أعمال القمة علي قضية فلسطين وسبل مواجهة الاعتداءات الاسرائيلية المتكرره وخاصة علي المقدسات. وبحثوا وسائل دعم مقاومة الشعب الفلسطيني حتي يقرر مصيره ويقيم دولته المستقلة علي ترابه الوطني. وفي عام 1970عقد أول مؤتمر إسلامي لوزراء الخارجية في جدة وقرر إنشاء أمانة عامة يكون مقرها في جدة ويرأسها أمين عام للمنظمة. وتصدرت القضية الفلسطينية اعمال القمة الإسلامية الثانية التي عقدت في لاهور بباكستان من 22 إلي 24 فبراير 1974 حيث وافق ملوك ورؤساء وأمراء وممثلو 35 دولة إسلامية. إضافة إلي منظمة التحرير الفلسطينية علي قرارات خاصة بالقدس والشرق الأوسط والقضية الفلسطينية . اضافة الي صندوق التضامن الإسلامي والتنمية والعلاقات الدولية. وظلت القضية الفلسطينية بندا رئيسيا وموضوعا مطولا في البيانات الختامية لكل القمم الاسلامية العادية علي مدار ال 47 عاما الماضية. أما أول قمة اسلامية استثنائية فقد تناولت بجانب فلسطين قضية جامو وكشمير فالقمة الاستثنائية الأولي خصصت لمناقشة قضية جامو وكشمير وفلسطين وعقدت في إسلام آباد عاصمة باكستان في 23 مارس 1997. وتبنت القمة الإعلان الخاص بقضية فلسطينوالقدس والنزاع العربي الإسرائيلي حيث أكدت دعم القادة لعملية السلام في الشرق الأوسط وتنفيذ جميع الاتفاقيات الموقعة في هذا الإطار بين الأطراف المعنية .إضافة إلي مجمل الالتزامات والتعهدات التي تم التوصل إليها وفق الأسس التي انطلقت علي أساسها في مؤتمر مدريد وكذلك طبقا لقرارات الأممالمتحدة . مؤكدين أن مدينة القدس جزء لا يتجزأ من الأراضي الفلسطينيةالمحتلة عام 1967 وينطبق عليها ما ينطبق علي سائر الأراضي الفلسطينيةالمحتلة. وغدا تبدأ اعمال القمة الإسلامية الاستثنائية الخامسة المخصصة لفلسطينوالقدس الشريف في ظل انتهاكات إسرائيلية غير مسبوقة تطال مدينة القدسالمحتلة. والضفة الغربية. بالإضافة إلي الحصار الإسرائيلي الجائر علي قطاع غزة. وسوف يصدر عنها ¢ إعلان جاكرتا¢. هل يكون قادة منظمة التعاون الإسلامي ثاني أكبر منظمة حكومية دولية بعد الأممالمتحدة. والتي تضم في عضويتها 57 دولة موزعة علي أربع قارات. علي مستوي المسئولية. ويواجهون التحديات. هل تكون المنظمة الصوت الجماعي الحقيقي للعالم الإسلامي وتسعي لصون مصالحه مثلما تفعل بقية التكتلات؟ هل يمكنهم استثمار المقدرات الهائلة التي تملكها الأمة للنهوض بالشعوب الاسلامية ورفع مستوي معيشتها؟!.