تواصل فرق الإنقاذ من القوات المسلحة والحماية المدنية جهودها لرفع أنقاض العقار المنهار بمدينة منيا القمح بالشرقية للبحث عن 10 أشخاص من السكان وذلك بعد مرور نحو 30 ساعة من وقوع الحادث وانتشال 3 جثث لشقيقتين وابن خالهما وإنقاذ 3 مصابين من بين الأنقاض وهم والدتهما وشقيقتهما وابن خالهما الثاني. كان اللواء حسن سيف مدير أمن الشرقية قد تلقي إخطاراً من العميد حاتم الهيدبي مأمور مركز منيا القمح بانهيار عقار من 7 طوابق ملك ورثة عبدالحميد عيداروس بشارع مصطفي كامل وانتقلت قوات الحماية المدنية بإشراف العميد أحمد الشوادفي حيث تم فرض كردون أمني حول الموقع وإخلاء المساكن المجاورة للعقار المنهار حفاظاً علي حياتهم ونجحوا بمعاونة الأهالي في انتشال جثتي الشقيقتين "رحمة محمد عبدالمجيد" 15 عاماً طالبة بالشهادة الإعدادية و"هاجر" 8 سنوات بالصف الثاني الابتدائي و"أحمد ماهر" 6 سنوات وإنقاذ والدتهما "ماجدة عبدالحميد عيداروس" مدرسة 35 عاماً وطفلتها "تقي" 13 عاماً وابن شقيقها "محمود ماهر عيداروس" 8 سنوات. ونظراً لافتقار قوات الحماية المدنية لأجهزة البحث الحديثة لتحديد الضحايا أسفل الأنقاض ناشد الأهالي وزير الدفاع الفريق أول صدقي صبحي لسرعة التدخل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه حفاظاً علي أرواح المواطنين الأبرياء فاستجاب علي الفور وتم الدفع بفرق الإنقاذ بوحدات ومعدات من القوات المسلحة مزودة بأجهزة حديثة للكشف عن الضحايا وبالكلاب البوليسية المدربة. انتقل وزير التنمية المحلية الدكتور أحمد زكي بدر إلي موقع العقار المنهار لمتابعة جهود فرق الإنقاذ والتقي بالمحافظ خالد سعيد ومدير الأمن اللواء حسن سيف لاستعراض ما تم اتخاذه من إجراءات منذ وقوع الكارثة وأكد الوزير أنه سيتم إجراء تحقيق موسع لتحديد المسئولين عن الحادث ومحاسبتهم أياً كانت مواقعهم وقرر الوزير تشكيل لجنة لفحص تراخيص العقارات بجميع مدن المحافظة للتأكد من سلامتها وإحالة المخالفين للنيابة قائلاً: إن نتيجة المخالفات هي إزهاق لأرواح الأبرياء ولن نسمح بذلك وأن هناك أخطاء بالمحليات لا يمكن إنكارها داعياً المواطنين التعاون مع المسئولين لكشف الفساد أينما وجد. وقد نجحت الأجهزة الأمنية بإشراف اللواء هشام خطاب مدير المباحث في ضبط مالك الأرض المجاورة للعقار والتي يتردد أن أعمال الحفر بها وراء هذه الكارثة والملقب "بحوت منيا القمح" لامتلاكه أكثر من برج وكذلك سائقي الحفارات واللوادر التي قامت بإجراء الحفر في قطعة الأرض المجاورة للعقار المنهار بعمق 7 أمتار خلال 48 ساعة وكذلك المقاول المنفذ لعمليات حفر الأساسات لإقامة برج سكني وإحالتهم للنيابة. وصرح محمد موسي رئيس مركز ومدينة منيا القمح أن العقار المنهار كان مقاماً علي 5 طوابق وقام الورثة بإنشاء طابقين وتم تحرير محضر لهم قبل انهيار المنزل منذ أسبوعين. لجنة للتحقيق ومن ناحية أخري قرر محافظ الشرقية اللواء خالد محمد سعيد تشكيل لجنة موسعة تضم قانونين ومهندسين متخصصين لتحقيق في الكارثة لبيان السبب الحقيقي للانهيار كما قرر تشكيل لجنة هندسية لمعاينة المنزلين الملاصقين لتحديد مدي سلامتهما من عدمه واللذين تم إخلاؤهما من السكان حفاظاً علي سلامتهم بعد اكتشاف تصدعات في أحد المنازل.. كما قرر المحافظ تكليف علي عبدالرحمن وكيل وزارة التضامن الاجتماعي بصرف إعانات عاجلة لأسر المتوفين والمصابين بواقع 10 لاف جنيه لأسرة المتوفي وألفي جنيه لكل مصاب علي أن يتم تشكيل لجان إغاثة من الشئون الاجتماعية والهلال الأحمر لتقديم العون للضحايا وتوفير مكان آمن للإقامة به لحين توفير مساكن بديلة وتزويدهم بالأغطية الصوفية والسلع الغذائية. وقد بدأت نيابة منيا القمح بإشراف المستشار أحمد الفقي المحامي العام لنيابات جنوبالشرقية تحقيقاتها في الواقعة حيث قام فريق برئاسة أحمد البوشي بمعاينة العقار ومناظرة جثتي الشقيقتين والاستماع لأقوال المصابين حيث أكدت ماجدة عيداروس أنها شعرت بهزة شديدة بالبيت وسارعت للمقاول لمطالبته بالتوقف عن الحفر إلا أنه أكد لها أن معه رخصة وعقب ذلك انهار العقار ولم تشعر بنفسها إلا وهي بالمستشفي.. وقالت ابنتها "تقي" إن عناية الله أنقذتها لإقامتهم في الطابق الأخير بينما قال محمود ماهر عيداروس إنه كان يجلس في حجرته وشعر بهزة فاعتقد أنها زلزال وسرعان ما انهار المنزل. طلبت النيابة تحريات المباحث الجنائية حول الواقعة وتشكيل لجنة من مديرية الإسكان لمعاينة العقار المنهار وأعمال الحفر وإعداد تقرير عاجل وقررت تكليف رئيس المدينة بتقديم المستندات الخاصة به للتأكد من سلامتها من عدمه كما صرحت النيابة بدفن جثتي الشقيقتين. التقت "الجمهورية" مع عدد من الناجين والأهالي بموقع الكارثة.. يقول حسن البشاوي 69 عاماً بالمعاش والذي يقطن بالطابق الأول العلوي بالعقار المنهار والذي أنقذه القدر وزوجته من الموت المحقق إنه غادر منزله لأداء صلاة العشاء وعقب عودته فوجئ بوجود شرخ وتصدعات حول البوابة الحديدية فأصيب بذعر شديد وتعالت صيحاته التحذيرية لقاطني العقار لمغادرته علي الفور فهرولت زوجته بالخروج لتنجو من الموت ولكن المفاجأة كانت أسرع منهم حيث انهار العقار في ثوان معدودة. يقول محمود هشام بالصف الثالث الثانوي إنني أقطن في المسكن المجاور للعقار المنهار وكتب الله لي عمراً جديداً حيث انهار العقار بعد ثوان من مغادرتي للجراج الكائن تحته وتوقيف سيارتي به ولم أصدق حتي الآن كيف وقعت تلك الكارثة التي أتلفت العديد من السيارات الخاصة بجانب وقوع الضحايا وقال إن السكان طلبوا من مقاول الحفر التوقف عن العمل إلا أنه لم يستجب وكانت هناك بوادر لانهياره. يقول طارق محمد علي مدرس إنه عقب عودته من صلاة العشاء لمنزله فوجئ بهزة قوية جداً وكأنها زلزال فهرولوا جميعاً بالخروج إلا أنهم فوجئوا بسحب كبيرة من التراب تحجب الرؤية وتعالت الصرخات وكانت المفاجأة أن العقار المواجه لنا قد تحول لكومة من الأنقاض. قال ربيع عز إن العمارة المنهارة إنذاراً لجميع المخالفين بالمحافظة وأنه لابد من محاسبة المسئولين عن تلك المصائب المتكررة ليكونوا عبرة لغيرهم. قال المهندس أنس عمارة ابن مدينة منيا القمح إلي أن أحد جيرانه قام ببناء برج سكني بارتفاع 12 طابقاً رغم أن رخصته ببدروم وأرضي 5 طوابق ونتج عن ذلك حدوث تصدعات بمنزله وأنه قام بتقديم شكاوي لجميع الجهات المختصة وصدر قرار بإزالة الأدوار المخالفة ولم يتم تنفيذها.