أصاب الأزهر في السنوات الأخيرة ما أصاب مؤسسات التعليم باعتبارها جزءاً من المنظومة الاجتماعية تتأثر وتؤثر فيها سلبا أو إيجابا لكن الله قيض للأزهر رجالا يسهرون علي حمايته والنهوض به فاستطاعوا بفكرهم خلال مدة وجيزة وضع المؤسسة العريقة في مسارها الصحيح وعما قريب سنجني الثمار ويعود للأزهر مجده ومكانته ويصبح كما هو مركزا للإشعاع الفكري والثقافي المستنير علي مستوي العالم بأسره وتمثل ذلك في عدة مظاهر أهمها: - ضرب معاقل الغش في جميع الامتحانات بدءا من التعليم الابتدائي حتي المرحلة الثانوية وبصفة خاصة الشهادتين الإعدادية والثانوية من خلال إلغاء جميع لجان الامتحان التي كانت تنعقد في المعاهد الأزهرية التي تقع في القري والنجوع في ريف مصر وجعلها مركزية في معاهد المدن الكبري مما قضي علي سطوة العائلات والمعارف وما خفي كان أبشع. وتم تقليص عدد اللجان من 1500 إلي 515 لجنة فقط علي مستوي الجمهورية ومنع أهالي الطلاب وجميع الأجهزة الإلكترونية والمشبوهة من الاقتراب من لجان الامتحانات. وإلغاء الامتحانات التي يتم تسريبها فورا. والعقوبات المتشددة لحالات الغش الجماعي التي وصلت إلي إلغاء امتحانات لجان بكاملها في أكثر من معهد أزهري العام الماضي مما أذهل الطلاب وأولياء أمورهم والرأي العام وبذلوا جهودا مضنية للوقوف ضد حركة الإصلاح والتطهير لكن محاولاتهم باءت بالفشل الذريع. وانعكس ذلك علي نتيجة الشهادتين الإعدادية والثانوية الأزهرية لهذا العام إذ لأول مرة نسمع عن معاهد لم ينجح فيها أحد وانخفضت نسبة النجاح بشكل واضح لكن فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر قال بالحرف الواحد: نتيجة الثانوية غير مسبوقة وتظهر جدية الامتحانات. - كما تم ضرب إمبراطورية الامتحانات من المراقبين وغيرهم الذين كانوا يسهلون الغش جهارا نهارا فأحيل بعضهم للتحقيق بل والمحاكمة ونقل البعض الآخر إلي محافظات نائية وحرم البعض من أعمال الامتحانات وغير ذلك من العقوبات الصارمة. وصاحب ذلك كله تطوير ممنهج للمقررات الدراسية يراعي البعد العلمي ووسطية الإسلام في زخم علمي وإداري يقوده الإمام الأكبر ومعه الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر والدكتور أبوزيد الأمير رئيس قطاع المعاهد الأزهرية. - الغريب في الأمر أن الطلاب وأولياء أمورهم ومناصريهم شنوا حملات منكرة ضد قيادات الأزهر الشريف لأنهم منعوهم من باطل كان مكتسبا منذ فترة ليتمكنوا من دخول كليات القمة وهم ليسوا أهلا لها ويكونون وبالا وخطرا علي المجتمع لكن الرأي العام تفهم موقف الأزهر فسانده وأيده. والأغرب من ذلك أن الطلاب أنفسهم وأولياء أمورهم أصبحوا الآن يؤيدون موقف قيادات الأزهر وخطواتهم الإصلاحية وأراهم يرددون في كل مكان: يا ليت الأزهر فعل ذلك منذ زمن بعيد.. فتحية للأزهر وقيادته وننتظر المزيد من الإصلاحات.