طوبي لصناعي السلام لأنهم أبناء الله يدعون.. ونحن في عالم مضطرب نحتاج إلي صانعي السلام وسأتناول هنا نموذجين لصناعة السلام وهما: * القديسة فيرينا مثال لصناعة السلام بالسلوك والقدوة ومن سيرتها نري تأثيرها في أماكن بعيدة عن مصر مثل سويسرا وكيف أثرت في شعبها وفي حياته. كانت تصطحب الكتيبة الطيبية بعض العذاري من القبطيات اللواتي يعدن الطعام ويقمن برعاية الجرحي وغير ذلك من الأعمال وكانت من بينهن القديسة فيرينا التي نشأت في مدينة جراجوس بالقرب من مدينة طيبة "الأقصر" ويعني اسم فيرينا باللغة القبطية الثمرة أو البذرة الطيبة ولما قتل أفراد الكتيبة الطيبية كلهم لم تغادر المكان راجعة إلي مصر وإنما مكثت تهدي إلي الرب يسوع في مكانها فعلمت الشعب الوثني المسيحية وقامت بتعليمهم أسس العلاج من الأمراض باستعمال بعض الأعشاب الطبية علمتهم النظافة الجسدية بالاغتسال بالماء وكانت تزور مدافن شهداء الكتيبة الطيبية ويعتقد الكثيرون ان القديسة فيرينا هي ابنة عم القديس موريس قائد الكتيبة الطيبية واعتبرها كثير من المؤرخين أم الراهبات في أوروبا كلها. حدث ان اكتشف أحد الحكام الرومان أمرها فأمر بسجنها ولكنها بعد مدة خرجت من السجن وعادت لما كانت تفعله قبل سجنها مع زميلاتها العذاري وكانت تسكن معهم احد كهوف الجبال التي تنتشر في سويسرا والمانيا يوجد لها تمثال وهي تحمل جرة بها ماء ويبلغ عدد الكنائس التي تحمل اسمها في سويسرا وحدها 70 كنيسة وفي ألمانيا 30 كنيسة وكنا لا نعرف نحن المصريين ان مصرية قبطية عاشت في وسط أوروبا وجسدها مدفون في احدي كنائسها يرسمون صورتها وفي يدها أبريق ماء وفي الأخري المشط الذي تستخدمه المصريات منذ العصر الفرعوني. يرسمونها علي هذا النحو تخليدا للدور الذي قامت به هذه المصرية في العناية بالمرضي في هذه المناطق وفي تعليم أهلها النظافة منذ اكثر من خمسة عشر قرنا. لكن نشكر الله علي انتشار سيرتها بيننا الآن وماتزال القديسة فيرينا تنال كل الاحترام والتقدير في جميع انحاء سويسرا وعيدها في أول ديسمبر. * الأنبا أبوللو أسقف طيبة: ولد في النصف الأول من القرن الرابع الميلادي في الصعيد الأعلي وكان أسقفا لطيبة "الأقصر حاليا" وكان مشهودا له ببشاشته وحبه للسلام وروي عنه الكثير من الفضائل منها.. انه حين تشاجرت قريتان علي الحقول فيما بينهما. أسرع الطوباوي ليلقي بذار السلام فيما بينهما. فكان أحد الفريقين لا يريد أن يصغي إلي كلمات السلام. إذ كانوا يحتمون في رئيس عصابة للصوص.. فجاء رئيس العصابة إلي الأسقف أبوللو وكان محتدا في كلامه. فلاطفه القديس بكلام النعمة الخارج من فمه وكسبه وانتهي النزاع بين الفريقين ومن العجيب ان هذا الرجل - رئيس العصابة - صار تابعا للأنبا أبوللو. وأيضا الآتي: حدث نزاع بين جماعة من الوثنيين والمسيحيين علي أراض زراعية فجاء الطوباوي الأنباء أبوللو ليصنع سلاما لكن رئيس الوثنيين كان متعجرفا. فقال للقديس: لن يكون بيننا سلام حتي الموت.. قال له الطوباوي: ليكن الأمر كقولك. لن يموت أحد من الفريقين غيرك. ولن تكون الأرض قبرا لك وفي ثاني يوم مات الرجل وأكلت النسور جثته وحل السلام بين الأطراف جميعها.