كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن الخطاب الديني ومدي تأثيره في نفوس مستقبلية ولماذا يجب أن يتغير الخطاب الديني خاصة بعد تنامي العنف باسم الدين. ووصل الأمر إلي أقصي درجات العنف الدامي من وحشية وبطش بخليقة الله التي خلقها في مجد وكرامة وحرية. يعتقد أصحاب الفكر المتشدد انهم بقتل الناس يقدمون خدمة لله. غير عالمين ان الله في رحمته محب وفي عدله أب لا يشاء موتاً حتي للخاطيء. وبمناسبة هذا الحديث المتكرر. يهمنا هنا أن نوضح السمات الخاصة التي يتسم بها الخطاب الديني المسيحي: خطاب يدعو للخلاص من الخطيئة والتقرب إلي الله. الله يريد جميع الناس يخلصون وإلي معرفة الحق يقبلون. خطاب يدعو إلي المحبة. محبة الله تبارك اسمه. قال الأنبا انطونيوس: أحب الله وافعل ما تشاء.. وأيضا محبة الكل دون تفرقة. الأهل والأصدقاء والأعداء. والوصية لنا "أحبوا اعداءكم.. باركوا لاعنيكم.. صلوا لأجل الذين يسيئون إليكم ويطردونكم". - خطاب يدعو إلي احترام الخليقة لأن الخليقة تحدث بعمل الله والفلك يخبر بعمل يديه. - خطاب يدعو إلي الغفران والتسامح. نتعلم من كلمة الله اغفروا يغفر لكم وان غفرتم للناس سيئاتهم يغفر لكم أبواكم الذي في السموات. - خطاب يدعو إلي الانتماء ومحبة الأوطان والحرص عليها والدفاع عنها واكرامها. فلبلادنا بركة خاصة حين قال الوحي الإلهي "مبارك شعبي مصر". - خطاب روحاني: رغم اننا نحب بلادنا ونجتهد لما يعود لصالحها. لكننا أيضا بالتوازي نؤمن انه ليس لنا في الأرض هنا مدينة باقية. لأننا نطلب المدينة التي في السموات في محضر الله تبارك اسمه. - خطاب يهتم برفعة الإنسان. أي إنسان وكل إنسان. أي إنسان مهما كان اتجاهه مؤمناً ملحداً. بعيداً قريباً. وكل الإنسان نفسا وروحا وعقلا وجسدا. - خطاب يحث علي العمل والبذل. ونعلم أولادنا من لا يعمل وهو قادر فلا يأكل أيضا. - أخيرا خطاب إنساني يحترم كل الإنسانية. ولا يميز أي أحد. لا يهودي ولا يوناني ولا عبد ولا حر لا ذكر ولا انثي. لا شاب ولا شيخ. نقدر الكل ونحترم الكل. لكن في نفس الوقت نؤمن ان الكل واحد في الله أبوالكل واله الكل. وحب الكل له كل المجد. تلك هي المسميات التي يجب ان تحدث علي أساسها تنقية لبعض الخطابات التي تتحدث باسم الدين. من خلال الابتعاد عن الغيبيات والتفكير التواكلي. وإعلاء مفهوم الحق وعدم تركه والدفاع السلمي عنه. نصلي من أجل التغيير بتجديد الذهن.