هناك اكثر من نقطة اتفاق بين ظروف تولي هؤلاء الثلاثة حكم مصر. الخديوي اسماعيل الذي تولي حكم مصر في ستينياتا وسبعينات القرن التاسع عشر. شهدت البلاد في عهده نهضة حضارية كبري نقلت مصر نقلة نوعية ضخمة ولكن هذه النهضة ازعجت الدول الاوروبية وربما الدول العثمانية التي كانت تحتضر تحت تأثير المؤامرة الماسونية العظمي ضدها بمعاونة الدول الاوروبية لتسقط مصر عام 1982 وتسقط الدولة العثمانية في عشرينات القرن العشرين. وتنهار احلام اسماعيل في اكمال مسيرة تقدم مصر التي احبها. وبعده بسبعين عاماً جاء الزعيم جمال عبدالناصر الذي خلص مصر من استهتار وفساد الملك فاروق وطغيان الاستعمار الانجليزي. وبدأ هو الاخر مع رجاله مشوار كفاح صعب وطويل في ظل ظروف عالمية معاكسة. ولكنه حقق نجاحات رائعة وتقدم بالمجتمع المصري خطوات هامة فامم قناة السويس وصمد مع شعبه امام العدوان الثلاثي وبدأ في بناء السد العالي وتحقيق نهضة صناعية بل وغير خريطة المنطقة وقضي علي الاستعمار التقليدي في افريقيا والدول العربية وسعي لتحقيق حلمي القومية العربية والوحدة الافريقية. بل وساهم في خلق كتلة عدم الانحياز التي اصبح لها ثقل عالمي مؤثر. وكان الطريق مفتوحاً لمزيد من النجاحات ولكن نفس القوي التي تآمرت علي اسماعيل تآمرت عليه واصابت مشروعه في مقتل. ليس بهزيمة 67 فقد خرج منها اقوي مما كان بل بالخيانة كما خان الخديوي توفيق اباه وها هو الرئيس عبدالفتاح السيسي يقضي علي اكبر خطر واجه مصر في تاريخها الطويل خطر التنظيم الماسوني المسمي بالاخوان المسلمين نعم فحتي الخبراء الغربيين المحايدين يقرون ان الاخوان المسلمين تنظيم ماسوني منذ نشأته علي يد حسن البنا بدعم بريطاني وتأكد انتماء الجماعة للماسونية حين سيطر عليها سيد قطب الكادر الشيوعي الذي تم تجنيده في امريكا في اربعينات القرن العشرين وزرعه داخل الجماعة ليطيح بحسن البنا بيد الاخوان ويسيطر هو ليحقق طموحات الماسونية في القضاء علي الكيان المصري وهو هدفهم الاسمي. وهو ما كاد يحدث بعد 25 يناير حين سيطروا علي حكم مصر ليقسموها بدعوي اقامة خلافة اسلامية جديدة ولكن السيسي وحيش مصر خير اجناد الارض انحازوا لثورة المصريين في 30 يونيو واطاح بحكم الاخوان وبدأ علي الفور مشوار التطور والتقدم الاقتصادي والقضاء علي الفساد الذي استشري مع حكم الاخوان. وهي نفس سياسة عبدالناصر حين قام بثورته.. واعود لوجه الشبه بين الحكام الثلاث والذي عبر عنه الشاعر العظيم سيد حجاب في مقدمة مسلسل بوابة الحلواني الذي ارخ لحكم الخديوي اسماعيل حين قال: باحلم ياصاحبي وانا لسه باحبي.. بدنيا تانية ومصر جنة ياصاحبي واجي احقق الحلم القي.. موج عالي عالي طاح بي ونعود سوا نطوي الانين بالحنين هذا بالضبط كان حال اسماعيل وعبدالناصر وما حدث لهما. وهو حال السيسي وحلمه الذي هو حلم الشرفاء منا. ولكننا متفائلون بأنها لن تكون نهاية السيسي ونهايتنا باذن الله فاسماعيل استدان علي اساس ان عائد مشروعاته سيسد الديون ولكن نوبار خرب مشروعه وعبدالناصر التزم في اختيار غالبية اعوانه برفقاء الثورة فاغرقه عبدالحكيم عامر واستفاد السيسي من الخطأين فلم يستدن بل فتح الباب للاستثمار المقنن واحسن اختيار رجاله من اعلي الكفاءات المصرية في كل مجال ولم يتردد في تغيير من انتهت مهمته. فكانت قراراته ولله الحمد كلها صائبة حتي الان. يقول المولي عز وجل في الحديث القدسي : "انا عند ظن عبدي بي.. ونحن المصريون المخلصون نحسن الظن بالله لاقصي درجة لاننا علي الحق كما نحسب.. فلن يخذلنا الله كما وعدنا المولي عز وجل سيحسب الامر بيننا وبين الجماعة فهو الحسيب. من منا الذي يسير علي طريق الله؟ اذا نجحنا نحن كما هو واضح من المقدمات المبشرة فنحن انصار الله واحبابه بالفعل وهم علي الباطل سنكون نحن الذين نصرنا الله فنصرنا الله وخذل المنافقين ادعياء الدين وآخر دعوانا ان حسبنا الله ونعم الوكيل. فسننقلب بنعمة من الله وفضل لن يمسسنا سوء باذن الله.