أشاد خبراء الأمن والسياسة بالضربة الجوية التي قامت بها القوات المصرية علي داعش بليبيا.. كما أشاد العالم كله بإدارة الرئيس عبدالفتاح السيسي لهذه الأزمة وانها جاءت في الوقت المناسب دون تأخير وتلبية لرغبات الشعب المصري وللتأكيد علي ان الدم المصري ليس رخيصا وانها جاءت مدروسة وعلي كفاءة عالية وبدون أي خسائر وكذلك استعادة الثقة في أنفسنا وجيشنا. قال الدكتور جمال زهران استاذ العلوم السياسية ان ادارة السلطة لأزمة ذبح المصريين في ليبيا كان علي مستوي المسئولية مما أدي إلي نجاح منقطع النظير. اشار إلي أن اختيار السلطة للمواجهة كان الأفضل وتم انجازها بشكل أكبر ومن الجيد ان ابتعدت السلطة عن خيار الوقاية وخاصة انه كان متعذرا لأن قرار الضرب اثناء الاختطاف ضد داعش كنا سنفقد المصريين من ابنائنا بالاضافة إلي اعطاء مبرر عالمي ودولي للتدخل في الشأن المصري بسبب الاستخدام المفرط للقوة وعدم اللجوء للمفاوضات والجهود الدبلوماسية وقد كانت هناك مكسب بعد خيار المواجهة علي المستوي الداخلي والاقليمي والدولي. أوضح زهران ان المكسب علي المستوي الداخلي هو استرداد ثقة الشعب في نفسه وجيشه وقيادته مع شعور الجميع بالأمان وتجنب الفتنة السياسية إذا تم التقاعس عن الرد لأن السلطة أغلقت فكرة التمييز لأن الرد كان حقا بعد التعدي علي مصريين بغض النظر عن الهوية الدينية. أما علي المستوي الاقليمي فالضربة الجوية العسكرية ضد معسكرات داعش في ليبيا اكدت علي فكرة المجال الحيوي للأمن القومي المصري واعطت رسالة ان مصر لن تصمت لأي أحد يقترب من المصريين وخاصة ان السلطة وطنية ولن تتهاون في وظيفتها بحماية المصريين سواء من قريب أو بعيد وبالتنسيق مع سلطات البلاد التي حدثت بها الأزمة. وأكد زهران انه بعد حصد هذه المكاسب فإن النجاح تواصل بعد ادارة الأزمة وظهر في قرارات لدعم ادارة الأزمة وتسمي في العلوم السياسية القرارات الناعمة ومنها قرار الرئيس ببناء كنيسة في المنيا بأسماء شهداء الوطن الذين قتلوا علي يد داعش في ليبيا وأيضا الطلب بعدم سفر المصريين إلي ليبيا ومحاولة عودة المتبقين في ليبيا إلي مصر صحيح ان هذا يتم بالطرق الدبلوماسية ولكنها في النهاية قرارات لدعم القرار السياسي بالمواجهة العسكرية ويطلق عليه في العلوم السياسية "التداعيات الصغري" وأكد ان المطالبات والزيارات لتوضيح موقف مصر هو استكمال لادارة الأزمة فهذا يوضح للعالم ان موقفنا سليم وبالتأكيد سنجد اطرافا داعمة إذا كان هذا موثقا بالمستندات. وقال اللواء محمد علي بلال قائد قوات مصر في حرب الخليج والخبير الاستراتيجي ان الضربة الجوية جاءت في توقيت مناسب ولم تتأخر وكانت مفاجأة رائعة واستطاع الرئيس عبدالفتاح السيسي ان يديرها بكفاءة وتلبية رغبة الرأي العام والشعب المصري كله وكانت الضربة بالاسلوب والقوة المناسبة. واشار اللواء محمد علي إلي أن أي ضربة جوية ما هي الا عملية لمجموعة من الطائرات تختلف عددها وتتناسب مع العملية التي تستهدف مثل ما حدث في الضربة الجوية الأولي في حرب 1973 فكانت عدد الطائرات في هذه الضربة 220 طائرة وكانت لها خطة واحدة وقيادة واحدة وهدف واحد.. كذلك الضربة الجوية التي حدثت فجر الاثنين كانت مجموعة من الطائرات كل طائرة أو طائرتين كانت لهم هدف محدد وهذا فرق بيننا وبين أمريكا لأن ضربات أمريكا الجوية تكون مفتوحة وتصيب افراد مدنيين كثيرين ولكن الضربة المصرية كانت موفقة وعلي مستودعات الذخيرة وهذا يظهر بالصور الجوية بعد وقت الظهيرة وكذلك اعلان الحكومة الليبية نجاح العملية وعدد القتلي. وقال الدكتور عثمان محمد عثمان رئيس قسم العلوم السياسية بجامعة 6 أكتوبر بدأت الدولة المصرية اداراة الأزمة باحترافية عالية حيث اجتمع مجلس الدفاع الوطني طبقا للدستور واتخذ قراره بالاجماع ولم يتأثر بالدعوات التي تتطالب بارسال قوات برية إلي ليبيا واتخذ قرارا صائبا بالقيام بضربة جوية لداعش بعد تفهمه للأزمة وابعادها بالكامل مشيرا إلي ان استهداف المصريين بليبيا مؤخرا هو جزء من مخطط دولي يحاول ارباك مصر وابعادها عن المضي قدما في خطط التنمية بعدما فشل في اربكاها داخليا من خلال العمليات الارهابية التي تشهدها سيناء. واضاف ان المخطط الأمريكي لتقسيم المنطقة مازال مستمرا بتعاون بعض الدول الاقليمية التي تستغل داعش كأداة لتنفيذ مخططها الخبيث ولكن مصر تتفهم ذلك جيدا وتعرف ما يحاك ضدها. واستبعد اللواء حمدي بخيت الخبير الاستراتيجي ضرورة حصول مصر علي دعم دولي للقيام بضربات جوية ضد تنظيم داعش بعدما حصلت علي موافقة من الحكومة الليبية المعترف بها موضحا ان رد الفعل المصري كان سريعا وسوف يساهم في ردع أي جماعات ارهابية تحاول النيل من المصريين بالخارج. ويتابع ان ادارة الأزمة تم وفق سياسة ناجحة تهدف إلي التأكيد علي من يرتكب جرائم ضد المصريين سوف يحاسب عليها وسوف يكلل النجاح المصري عندما يتم القبض علي هؤلاء الجناة وتقديمهم للعدالة. وأكد اللواء محمد مختار قنديل الخبير الاستراتيجي علي ان موقف مصر موقف مشرف فالتخطيط للضربة الجوية بدأت القيادة العسكرية بالاعداد له منذ اختطاف المصريين بليبيا وذلك بالتنسيق مع القيادة الليبية ومجلس النواب الليبي المنتخب حتي لا يفسره البعض بأنه عدوان مصري علي ليبيا وايضا لمعرفة مواقع جماعة داعش الارهابية ولتوفير الذخيرة والطائرات والمطارات اللازمة. اضاف ان لقاء وزير الخارجية بوزراء خارجية الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن لاعلامهم بالموقف الذي ستتخذه مصر في حالة تعرض رعاياها في ليبيا للقتل.