مع كل حادث تنطلق نفس الاتهامات لنفس المتهمين في كل مرة وكل طرف يلقي الاتهامات علي الطرف الآخر وينشغل الاعلام بالحديث والتحليل وسرعان ما تهدأ الأمور وفي انتظار حادث جديد وضحايا جدد واتهامات جديدة.. هكذا أصبحنا وهذا ما آلت إليه أمورنا الآن. حادث ستاد الدفاع الجوي كان غريباً ومثيراً وغير متوقع فالمباراة ليست حساسة والجماهير من طرف واحد ولا داعي أو منطق يبرر ما حدث ورغم هذا خرج علينا نفس الأشخاص يتهمون نفس الأطراف وعاد سؤال من القاتل يطرح نفسه من جديد قبل أن نحقق وبنظرة موضوعية سريعة ستجد أن الكل مدان وأن مسلسل الإهمال لن ينتهي وضحايا الإهمال يفوق عددهم ضحايا الحروب في بلادنا. ما الفرق بين من ماتوا علي أبواب ستاد الدفاع الجوي وبين من يموتون كل يوم علي الطرق أو ضحايا أمراض سرطانية تسبب فيها فساد عصر انقضي.. ما الفرق بين من مات وهو في طريقه لمشاهدة مباراة في كرة القدم ومن مات وهو عائد من عمله إلي أسرته أو ذاهب إلي السعي علي رزقه.. فكل من يموتون في مصر أبرياء وتعددت الأسباب والموت واحد والقاتل أيضاً واحد هو الاهمال وهذا بالطبع لا ينطبق علي ضحايا وشهداء الإرهاب. مازلت أري ان الابتسامة في وجه الإرهاب والتمسك بالحياة هي الرد القوي ومازلت مقتنعاً ان الاهمال لا يقل خطورة.. واننا يجب أن نتخلص من كل هذا الحقد وهذه الكراهية التي تملأ قلوبنا ونعيش وكأن كل أيامنا أصبحت عيداً للحب.. فالاحتفال بالحب لا يكون بتبادل الورود والدباديب الحمراء بل في وقف الدماء الحمراء والتمسك بقلوبنا صافية وابتسامتنا الكبيرة وقبولنا للآخر.. فلن نحيا بدون الحب. * وأخيراً.. سما المصري تعتزم الترشح للانتخابات البرلمانية القادمة وفي حالة نجاحها سيكون شعار البرلمان القادم.. للكبار فقط.