أغلقت المطار والميناء وتعطلت حركة العمل والبناء وانقطعت الكهرباء وضاعت الرؤية منا فلم نعرف أرضا من سماء ولا صباحا من مساء ودخل الجميع تحت الغطاء عواصف أمشير أو زعابيبه كما يقول الناس التي ضربت أرجاء البلاد علي امتداد يومين خلال الاسبوع الماضي الثلاثاء والأربعاء 3 4 أمشير 1731ق. 10 11 فبراير 2015م . 23 من شهر ربيع الآخر 1436ه. أمشير هو الشهر السادس من السنة القبطية "8 فبراير 9 مارس" يحمل اسم إله الريح والعواصف عند قدماء المصريين. بدأ العمل بالتقويم القبطي سنة 284م وهو العام الأول من حكم الامبراطور الروماني دقلديانوس الذي قتل آلاف الأقباط المصريين وسمي زمن عصر الشهداء. اعتمد علي التقويم المصري القديم وتحمل شهوره آسماء الآلهة عندهم توت: إله الحكمة. بابة: إله الزراعة. هاتور: الحب والجمال. كيهك: الخير. طوبة: المطر. أمشير: الرياح والعواصف. برمهات: الحرب. برمودة: الحصاد. بشنس: القمر. بؤونة: المعادن. أبيب. النيل. مسري: الشمس. تقول الأساطير القديمة ان الزعابيب هي العفاريت أو الشياطين التي تطلق الرياح خلال هذا الشهر وفي القواميس العربية: زعب يزعب زعبا فهو زعبوب والجمع زعابيب.. وزعبة مالا: أعطاه قطعة منه. وزعب الإناء ملأه بالماء ونحوه ومطر زاعبا: شديد وزعب السيل: الوادي: ملأه بالماء. والزاعبية: رماح قوية تنسب إلي شخص أو مكان وقيل لرجل من الخزرج كان يصنعها. والزعيب والنعيب: حولت الغراب وزعب الفل: ارتفع صوت طنين والأزعب والزعبوب القصير من الرجال وقيل اللئيم. والتزعب: سرعة الحركة وزعبان اسم رجل وزعبوب اسم حمار. في التراث الأدبي العربي وينصح أطباء الأمراض الصدرية الناس جميعا خاصة مرضي الحساسية اتخاذ بعض الإجراءات الوقائية خلال عواصف أمشير الترابية منها إغلاق النوافذ وعدم التعرض للعواصف والاحتفاظ بدواء الحساسية وشرب السوائل الدافئة وارتدوا القناع الواقي عند الخروج. و"أمشير" مسلسل تليفزيوني عرض سنة 2000 "في شهر رمضان" عن قصة نجيب محفوظ وإخراج سامي محمد علي. بطولة يوسف شعبان وفادية عبدالغني ومشيرة اسماعيل واحمد خليل. و"30 يوم في السجن" مسرحية من تأليف نجيب الريحاني وبديع خيري قام بدور أمشير فيها الريحاني ومن بعده عادل خيري وسراج منير "عرضت 1949" وعرف الريحاني أيضاً بدور كشكش بيه عمدة كفر البلاص. و"30 يوم في السجن" أيضاً فيلم سينمائي انتاج 1966 قام بدور أمشير الفنان فريد شوقي فتوة بأحد النوادي الليلية وشارك في البطولة أبو بكر عزت ونوال أبوالفتوح ومحمد رضا وثلاثي أضواء المسرح. وتقوم الزراعة في مصر علي أساس الشهور القبطية لأنها تتوافق مع السنة النيلية وجميع شهورها 30 يوما وكانت السنة المصرية القديمة مقسمة إلي ثلاثة فصول الفيضان "الصيف" والبذور "الشتاء" والحصاد "الربيع". لاحظ قدماء المصريين ان السنة النيلية تتوافق مع الدورة السنوية لنجم الشعري اليمانية. يظهر هذا النجم مرة واحدة كل عام قبل شروق الشمس وكان يوافق ظهوره رأس السنة النيلين وأقاموا الاحتفالات بهذه المناسبة. اكتشفوا ان نجم الشعري يتأخر ظهوره مرة واحدة كل 4 سنوات لمدة يوم واحد وعرفوا ان السنة الشمسية مكونة من 365 يوما وربع اليوم فجمعوا الكسور وأضافوها يوما كاملا للسنة الرابعة "الكبيسة" وهي التي تقبل القسمة علي أربعة لتصبح 366 يوما مثل "2016" يوافق أول أيام السنة القبطية 10 أو 11 سبتمبر من السنة الميلادية وتسمي الأيام الزيادة 5 أو 6 أيام النسيء ومعناها التأخير أو الأيام الباقية. ومن الأمثال التي تقال عن أمشير بعواصفه العاتية وبرده الشديد وأثره علي الزراعة. في أمشير: يلحق الصغير بالكبير "النبات". أمشير يحول العجوز إلي جلدة والصبية إلي قردة "تجلس القرفصاء". الاسم لطوبة والفعل لأمشير. إذا تفوق عليها في برده وأمطاره وزعابيبه.