تعثر الحكومة في اختيار 14 محافظا جديدا علي مدي خمسة شهور من تكليف الرئيس عبدالفتاح السيسي إلي المهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء يدفعنا إلي التوقع بتعثر الدولة في اختيار وزراء جدد مع أول تغيير وزاري عقب الانتخابات البرلمانية القادمة.. ومهما عددنا أسباب تأخير الإعلان عن حركة المحافظين نتيجة لسفر الرئيس السيسي لروسيا والسعودية ومحلب لأمريكا أو انتظار قانون تقسيم الدوائر الانتخابية أو الاستفادة بالحاليين في الانتخابات البرلمانية أو لعدم تعيين مساعدي ونواب للوزراء والمحافظين. إلا ان السبب الرئيسي من وجهة نظري هو الاعتماد علي اللواء عادل لبيب وزير التنمية المحلية في اختيار المحافظين الجدد مهما تعددت خبراته أو إمكانياته.. ويتكرر نفس السيناريو مع كل تغيير وزاري نتيجة الاعتماد علي رئيس الوزراء المكلف باختيار الوزراء بكافة تخصصاتهم!! الطريف ان الحكومة اهتمت بمعايير الاختيار دون الاهتمام بآليات الاختيار. كما أشار لبيب إلي أن المعايير السبعة التي يعتمد عليها في الاختيار محافظ المرحلة القادمة هي الخبرة والكفاءة ومحاربة الفساد والقضاء علي المحسوبية والتصدي للمتعدين علي الأراضي الزراعية وحل مشاكل الناس علي أرض الواقع ومواجهة أزمة الكهرباء. لن ننجح في اختيار المسئول الناجح في منصبه إلا إذا اتبعنا آليات اختيار ناجحة كما في دول العالم المتقدم.. ففي الولاياتالمتحدةالأمريكية ومعظم دول أوروبا يتم الاستعانة بشركات متخصصة في إعداد القيادات من الصف الثاني والثالث في كل مجال للمفاضلة بينهم وذلك مقابل مادي يتفق عليه ولكن في مصر المحروسة لدينا بيانات وملفات كاملة عن المجرمين والبلطجية وأصحاب السوابق وأرباب السجون وأهملنا التحريات عن النابغين والعباقرة وأصحاب الكفاءات في كافة المجالات والتخصصات ليتم الاستعانة بهم عند أي تغيير وزاري أو إجراء حركة محافظين!! والنتيجة.. إما أن نعاني من التعثر في اختيار مسئول قيادي يتمتع بالكفاءة والنزاهة أو نختار المحافظ والوزير الفاشل وكما حدث من قبل أجبرنا علي اختيار وزير أمضي ثلاثة أشهر في إحدي مستشفيات الصحة النفسية وقد حدث ذلك في حكومة الدكتور عاطف عبيد رئيس الوزراء الأسبق أو وزير كان من فئة معدومي الدخل وفي غضون سنة واحدة أصبح من حزب "القطط السمان" أو محافظ كل حلمه أن يمتلك حماما في منزله مثل حمام الوزير الأسبق أحمد المغربي الذي وصفه لسكرتير عام محافظته بأن مساحته ضعف مساحة شقة في مشروع "ابني بيتك"!! أو محافظ كان يعدد إنجازاته بعدد المطبات الصناعية داخل شوارع محافظته!! والحل اما نستعين بشركات خاصة لجمع البيانات حول أصحاب الكفاءات في كافة التخصصات قبل أي تغيير وزاري أو حركة محافظين.. أو نستنسخ المهندس إبراهيم محلب بعدد الوزراء والمحافظين!! فلن نجد أفضل من "محلب" شعلة من النشاط يحسده عليها الشباب.. واسألوا الصديق السفير حسام القاويش المتحدث الرسمي لمجلس الوزراء أو الزميل هاني يونس المستشار الاعلامي لرئيس الوزراء وكان الله في عونهما!!.. عمل ميداني متواصل منذ أن كان وزيراً للإسكان.. نزاهة وشفافية في التعامل مع الجميع.. إخلاص وتفاني في الأداء.. تقشف ينافس فيه محدودي الدخل.. يديه وجيوبه بيضاء!!