* * ما فعلته الممثلة ريهام سعيد في حلقة برنامجها "صبايا الخير" يكشف الكثير من مساوئ ما تمر به الساحة الإعلامية الآن خاصة في الإعلام الخاص والذي غابت عنه المحاسبة فساد الانفلات واصبح كل مقدم برامج يفعل ما يحلو له وما يراه قد يحقق له الجماهيرية والنجومية ليصبح حديث وسائل التواصل الاجتماعي والاقبال علي مشاهدته علي اليوتيوب المهم ان يحصد أكبر قدر من الاعلانات والترويج والشهرة. * * وقد اعتادت ريهام سعيد أن تقدم في حلقاتها ما يخلق حالة من البلبلة والشوشرة كل فترة عندما تشعر أن الأضواء خفضت عنها فتسعي جاهدة لتأليف وابتكار ما يحقق لها التواجد من جديد فمرة تقدم حلقة بطلتها ملحدة لتنشر افكارها علي الناس وأخري تستضيف شيخا ترتدي أمامه غطاء الرأس وبعد أن تعطيه محاضرة في أصول الدين تكشف هذا الغطاء وتتركه وتنصرف.. ولكن هذه المرة كانت الحبكة الدرامية أكبر فقد اختارت أن تقتحم عالم الجن والعفاريت بأربع فتيات يزعمن أنهن تعرضن للمس وظلت الفتيات في حالة هيستيرية كلما اتجهت اليهن الكاميرا بل وتسابقن في اظهار حالة اللاوعي بشكل ملفت لتعود بعقارب الزمن إلي العصور الوسطي وزمن العفاريت لتبث من خلال برنامجها افكاراً ما كان يجب ان تطرحها بهذا الشكل الذي يرسخ للشعوذة والدجل والجنوح لتفسيرات غيبية دون الاعتماد علي العلم والطب النفسي ولكن كله يهون المهم أن تكون ريهام سعيد مشهورة عند الجن بعد أن حققت شهرتها عند الانس. * * حالة الانفلات الاعلامي الموجودة الآن في القنوات الخاصة تتطلب وقفة حاسمة من اعلام فقد عقله فلا يمكن قبول أن يظل المشاهدين نهبا للافكار المريضة البعيدة كل البعد عن الاعلام ودوره الحقيقي الذي تحول بقدرة قادر من مخاطبة المشاهدين واحترام عقولهم إلي التمثيل علي المشاهدين ولا عجب ان نري مقدم برامج يرفع حذاءه علي الشاشة دون احترام لمتلقي الرسالة الاعلامية مهما كان هذا المتلقي بل ويمتد الأمر إلي حد سب المشاهدين علنا ووصفهم بأنهم "حمير" لا يفهمون.. كل تلك الممارسات الخطيرة تتطلب وقفة حاسمة لضبط الأمور والعودة إلي الدور الحقيقي والحيوي للإعلام.. * * بالمناسبة برنامج ريهام سعيد اسمه "صبايا الخير" وما يذاع من موضوعات للحلقات بعيد كل البعد عن اسم البرنامج حتي أن الحالات الانسانية كثيرا منها يفشل في الوصول إلي البرنامج ويسعون للصحف والصحفيين حتي يتمكنون من الوصول إليها ويفشلون أيضا في ذلك وهذا دليل آخر علي أن البرنامج يبيع الوهم للمشاهدين.