مع دخول الانترنت والاتصالات اختلطت الثقافات والعادات وأصبح العالم يتحدث لغة واحدة خاصة في الألعاب التي أتقنها الأطفال قبل الكبار لارتباطهم بمتعتهم في اللعب إلا ان هذه الألعاب تنمي في الطفل ثقافة عدم احترام القانون والعنف وفساد الأخلاق خاصة ألعاب "جاتا وسيمنز" التي انتشرت علي الانترنت حيث يقضي الأطفال أمامها ساعات طويلة. وقد أظهرت بعض الدراسات التي قام بها المجلس التعاون العربي مخاطر الألعاب الالكترونية وتأثيراتها السلبية علي تفكير الأطفال وسلوكهم ليكونوا أكثر عنفا واقداما علي ارتكاب الجرائم والمحرمات. وتكشف الدراسة ان هذه الألعاب تكسب الطفل تعلم اساليب الجريمة وفنونها وتنمي في العقل قدرات ومهارات العنف ضد قوي الخير وتدرج اللاعب في تشربها خلال اللعب سواء بقتل شخصيات محددة أو مهام تفجير وتدمير واحتلال وتخريب أو سرقة وما إلي ذلك وفي بعض الألعاب التعامل مع بائعات الهوي وقبول الاتاوات منهن أو قتل من تخرج عن الطوع والجلوس في غرفته مع فتاة ترقص أمام اللاعب وتقوم بالتعري أمامه وهذا ما عبرت عن لعبة gata. الزواج الإليكتروني كما توجد في الأسواق لعبة sims التي تنشيء فيها عالمك الخاص وتكون اسرة بالقيام بالزواج الالكتروني مع امرأة ومن ثم الحصول علي الأطفال وتربيتهم مما اضطرت دول غربية كثيرة إلي فرض شروط علي اعمار مستخدمي بعض الألعاب كما في أمريكا وفي استراليا. وأرجعت الدراسة ان سبب انتشار هذه الألعاب بالدرجة الأولي هو الكسب المادي وهو هدف واضح وصحيح في الظاهر وذلك لأن الزبون هو الطفل الذي لا يكاد يمل من اللعب واصرار الطفل ورضوخ الأب والأم لتلبية ذلك حتي أصبحت غرف الأطفال تعج بالألعاب لتثبت الاحصاءات الدولية المتخصصة ان آثار هذه الألعاب علي صحة وسلوك الطفل تقع ما بين الادمان علي ممارسة هذه الألعاب وبين الاصابات المختلفة لأعضاء الجسم بتدمع العينين وضعف النظر والصداع والدوار وضعف التحصيل الدراسي وكذلك علي الجانب السلوكي للأطفال وميله إلي العنف والعدوانية والتقليد والعزلة عن الناس وانتشار السمنة بين الأطفال. وكل هذا في ظل اعتبار بعض أولياء الأمور ان هذه الألعاب لها فوائدها كأن تحد من خروج الطفل خارج المنزل أو كبديل لأخذ أبنائه في نزهة ميدانية للحدائق نظرا لانشغال الوالدين وبالتالي يحرص علي توفير كل ما يريده الطفل قد يقول البعض بأن هذه الألعاب فيها ما ينمي قدرات الطفل العقلية. الرقابة علي الألعاب د. أحمد محمد عميد معهد النظم 6 اكتوبر يؤكد ان مصر تفتقد إلي الوسائل الرقابية علي ألعاب الأطفال مع قبل الحكومة وغيرها وكذلك نفتقد ثقافة التعامل مع مثل تلك الألعاب ويجب زيادة الوعي ومعرفة مدي خطورتها وتأثيراتها السلبية علي سلوك الأطفال وتصرفاتهم وهذا هو الدور المنوط للأسرة. مشيرا إلي ان القصور يأتي أيضا من الجهات التربوية والكليات التي لم تخرج حتي الآن تخصص لألعاب الأطفال يكون مرتبطا بثقافتنا وطريقة معيشتنا وكذلك يدعم القيم والأخلاق في نفوس الأطفال مرجعا السبب في ذلك إلي صعوبة هذا المجال والمتخصصين فيه وارتباطه بنوع معين من الطلبة لأنه يتطلب مهارات برمجية خاصة تأخذ وقتا طويلا في الاعداد. وشدد علي ضرورة اتباع الجهات الحكومية أساليب في الرقابة علي محتوي الألعاب ومواقعها كالتي يتم علي المواقع الاباحية. وتبني د. أحمد فكرة طرح هذا الموضوع علي جمعية المهندسين والبرمجين التي يرأسها بحيث يأخذ خطوات جدية في عرض هذه المشكلة والعمل علي حلها وذلك اما بتوفير محتوي جيد من الألعاب وتوجيه أولياء الأمور لاستخدامها أو بالعمل علي تحفيز البرمجيين علي انشاء مثل تلك الألعاب بالنسخة المصرية. أفاد الدكتور جمال محمد فرويز استاذ علم النفس بالأكاديمية الطبية ان شخصية الطفل تتكون من ثلاث مؤثرات هي وراثة وتربية وخبرات وهذه الألعاب تعتبر من الخبرات المكتسبة من المجتمع فإذا تربي الطفل علي المثل والقيم التي نشأنا عليها واللهو بمثل هذه الألعاب التي تفرض عليه القتل والتخريب ومحاربة رجال الشرطة لتحقيق أعلي الدرجات للوصول المراحل المتقدمة من اللعبة سيخلق شخصية مضادة للمجتمع مملوءة بالسلبية وعدم المبالاة وتكرير نفس الأخطاء دون تفاديها. تخريب الأجيال يضيف فرويز بأن هذه الألعاب تعد حربا علي الطفل والجيل الصاعد من نوع العمليات النفسية لأن ترويج المخدرات والعنف يخلق علي المدي البعيد جيلا مدمرا لنفسه أولا ولبلده ثانيا وهذا ما حدث في الاتحاد السوفيتي وكان السبب الرئيسي في تفككها لذا يجب علي وسائل الاعلام نشر الوعي الثقافي للقضاء علي مثل هذه الألعاب المدمرة وعودة القيم والتربية السليمة. تطالب الدكتورة نادية رضوان استاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس بضرورة تعقب مروج هذه الألعاب ومحاسبته لأننا الآن نواجه حربا من حروب الجيل الرابع فهذه الألعاب من الناحية النفسية شيء هدام ومن الناحية الأخلاقية جيلا لا أخلاق له لأنها تكسب الطفل العديد من السلبيات وعدم المبالاة بآلام الآخرين وبذلك تنشيء جيل من القتلة والارهابيين علي المدي البعيد فهل نتوقع من جيل اكتسب العنف والقتل من هذه المهارات أن يفيد بلده أو يساعده في بنائها إلي جانب انه سلعة سهلة للجماعات الارهابية والمخططات التي ترغب في تدمير البلاد. وتري ان غياب الوعي لدي الأسرة السبب الرئيسي في رواج مثل هذه الألعاب وما شابها فقليل من الأسر تهتم بما يفعله أبناؤها لذا لابد من التواصل وعودة الجو الأسري لمعرفة ما يفعله الأبناء إلي جانب تشديد الرقابة علي المواقع التي تهدد أمن البلاد لأن ذلك يعد ضمن الأمن الوطني للبلاد ولابد من تكاتف الدول العربية لمنع البث. بينما الدكتورة محبات أبو عميرة استاذ المناهج التربوية وعميد كلية بنات عين شمس سابقا تري ضرورة وجود رقابة الأب والأم من ناحية الألعاب التي يراها الطفل علي النت أو المحمول لأن الابتعاد عنهم لفترات طويلة يجعل من هذه الوسائل الصديق الحميم لهم وبهذه الألعاب ننمي عند الأطفال قيم سلبية وكراهية نحو رجال الشرطة أو الجيش ويجب القضاء عليها وتوجيه الأطفال للألعاب التي تنمي الذكاء وحسن التصرف وليس العنف والتخريب. تضيف محبات أن علما النفس والاجتماع لابد أن يكون لهم دور أساسي في هذه المشكلة بنشر الوعي لأفراد الأسرة والحد من التفكك الأسري اضافة إلي تشديد رقابة مباحث النت للقضاء علي العنف والارهاب الذي يبث عبر النت.