التحول هو التنقل والتغيير والتبديل. تقول: حولت الشيء إذا نقلت كل طرف منه إلي موضع الطرف الآخر. وتحولت عن الرأي إذا صرفت النظر عنه إلي غيره. والمقصود بالتحول عن الدين: ترك المعتقد في العبادة إلي معتقد آخر بعبادة أخري. وهو المسمي بالردة» لأنها في اللغة تعني الرجوع عن الشيء. وتختلف النظرة الفقهية في التحول من دين إلي آخر باختلاف ثلاث أحوال هي: أن يتحول من غير الإسلام إلي الإسلام. أو ان يتحول من غير الإسلام إلي غير الإسلام. أو ان يتحول من الإسلام إلي غير الإسلام. ونبين ذلك تباعاً بإذن الله تعالي. أما التحول من غير الإسلام إلي الإسلام فيطلق الفقهاء عليه هداية. وليس ردة» لأنه فهم وإدراك لحقائق الاعتقاد. فكل دين سماوي سابق بشر بالدين الذي يليه. فإذا أدركه المتأخر وكفر به كان معانداً. فإن آمن به كان سارياً علي الضرب. موفقاً مرشداً وهذا هو معني الهداية. كما ذكره ابن كثير في تفسير قوله تعالي: "اهدنا الصراط المستقيم " "الفاتحة:6" وقال تعالي : "ولن ترضي عنك اليهود ولا النصاري حتي تتبع ملتهم قل إن هدي الله هو الهدي ولئن اتبعت أهواءهم بعد الذي جاءك من العلم ما لك من الله من ولي ولا نصير " "البقرة:120". أي قل يا محمد : إن هدي الله الذي بعثني به هو الهدي. يعني هو الدين المستقيم الصحيح الكامل الشامل. وقال تعالي: فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام" "الأنعام: 125". أي ييسره له. وينشطه ويسهله لذلك. ويطلق الفقهاء علي التحول إلي الإسلام هداية» لأن الإسلام الذي جاء به نبينا محمد. صلي الله عليه وسلم هو الذين الخاتم الذي بشر به عيسي - عليه السلام - في قوله تعالي: "وإذ قال عيسي بن مريم يا بني إسرائيل إني رسول الله إليكم مصدقاِ لما بين يدي من التوراة ومبشراً برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد فلما جاءهم بالبينات قالوا هذا سحر مبين" "الصف:6" . كما أن هذا الدين هو الذي أكمل الله به الرسالات السماوية السابقة. كما قال تعالي: ¢اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لك الإسلام دينا¢ "المائدة: 3" وأخرج الشيخان عن أبي هريرة أن النبي صلي الله عليه وسلم قال: ¢إن مثلي ومثل الأنبياء قبلي كمثل رجل بني بيتاً فزينه وجمله إلا موضع لبنة فيه. فكان المار يقول: ما أجمله وما أحسنه. ليت تلك اللبنة فأنا اللبنة. وأنا خاتم النبيين ولا نبي بعدي¢ فكان التحول إلي هذا الإسلام هداية حقيقة» لأن الهداية لا تكون إلي الوراء وإنما إلي الحاضر والمستقبل . كما أن الهداية لا تكون فيما دخلة التحريف والتزييف. لابد أن تكون إلي حق وعدل. قال تعالي: ¢قل هل من شركائكم من يهدي إلي الحق قل الله يهدي للحق أفمن يهدي إلي الحق أحق أن يتبع أمن لا يهدي إلا أن يهدي فما لكم كيف تحكمون. وما يتبع أكثرهم إلا ظنا إن الظن لا يغني من الحق شيئا إن الله عليم بما يفعلون¢ "يونس: 35 - 36".