في خطوة غامضة للغاية.. تراجع الدكتور جابر نصار رئيس جامعة القاهرة عن قراره الذي أعلنه أمس الأول بوقف الدراسة في الكليات النظرية.. وأعلن أن كل ما نشر حول هذا الأمر غير صحيح نهائياً وأن القرار الذي أعلنه بنفسه كان يتعلق بالدراسة في كلية الهندسة فقط!! وقال في بيان صحفي وقعه بنفسه إن الدراسة منتظمة في كافة الكليات والمعاهد وأن الصادر يوم 11 ديسمبر كان يتعلق بكلية الهندسة فقط نظراً للتأثير المباشر للأحداث التي تقع في ميدان وشارع النهضة علي انتظام الدراسة بها. أشار إلي أن مجلس كل كلية أو معهد هو المنوط بتحديد مواعيد انتهاء المحاضرات ومواعيد الامتحانات وفقاً لطبيعة الدراسة. كان د.جابر نصار قد صرح بأن الدراسة ستنتهي بالكلية النظرية ابتداء من يوم الخميس 12 ديسمبر الحالي.. وهذا ما لقي معارضة من معظم العمداء لعدم علمهم بقراره.. مما حدا ب د.محمود كبيش عميد كلية الحقوق لخروج بتصريح يشير فيه إلي أن مجلس الجامعة هو الذي من حقه اتخاذ هذا القرار. وعلي أرض الواقع كان الغموض هو سيد الموقف بين طلاب الجامعة أمس حيث أجمع طلاب الآداب.. والاقتصاد والعلوم السياسية والتجارة والعلوم والإعلام أن القرار لا يصلح للتنفيذ علي أرض الواقع لكون أغلب الطلاب بالكليات لم ينتهوا من إعداد الأبحاث المقدمة في آخر التيرم إضافة إلي عدم انتهاء بعض الأساتذة في بعض التخصصات من شرح المنهج والمراجعة. وفي كلية الهندسة أغلق الأمن الإداري أبواب الكلية تنفيذاً لقرار رئيس الجامعة بينما قرر اتحاد الطلاب تعليق الاعتصام حتي يوم الأحد المقبل حفاظاً علي سلامة الطلاب ونظراً لبرودة الجو القارصة كما قاموا بإزالة الخيام. وأعلن الطلاب رفضهم لقرار إنهاء الدراسة بالنسبة للتيرم الأول خاصة في ظل عدم انتهاء شرح المناهج إضافة إلي الأجزاء العملية. تظاهر العشرات من طلاب حركة 18 بالباب الرئيسي للجامعة تحت المسلة وقام اتحاد طلاب كلية الطب البشري بتنظيم وقفة احتجاجية بالكلية تنديداً بالاشتباكات في ميدان النهضة بين الداخلية والطلاب متحدين برودة الجو الشديدة وسقوط الأمطار بينما شهدت مختلف كليات الجامعة حضوراً متوسطاً بسبب برودة الجو. في كلية الآداب أكد الطلاب أحمد سعيد الطالب بالفرقة الأولي جغرافيا أن الدراسة مستمرة وأن قرار التعليق لم يطبق خاصة مع عدم انتهاء الطلاب من تقديم الأبحاث لمختلف المواد. أضافت أميرة جمال وأميرة ربيع بالفرقة الأولي لغة عربية أن هناك أجزاء كبيرة في المنهج لم يتم شرحا.. وأن اتخاذ هذا القرار ليس في محله لأن الأسابيع الأخيرة تشهد شحن من جانب المعيدين والأساتذة لتبسيط أجزاء المنهج للطلاب وخاصة النحو لأن اللغة العربية بمثابة بحر ليس له نهاية وكل يوم يحضره الطلاب يكتسبون معلومات أكثر. اتفقت معهما تقي هاني ورانيا سمير وآية عادل الطالبات بالفرقة الثانية قسم علم نفس مؤكدات أنهن في حاجة لمزيد من الوقت من أجل المراجعة مع أساتذتهم في مختلف المواد.. خاصة أن أيام المحاضرات كان يسودها التوتر نتيجة الأحداث السياسية. في كلية العلوم قال أحمد عبدالله وشريف ماهر بالفرقة الثانية تخصص كيمياء إن القرار لا يمكن تطبيقه علي أرض الواقع وأن الدراسة مستمرة تحت أي ظرف كما أخبرهم الأساتذة مشيرين إلي أن الدراسة في الكلية الآن انتهت بالنسبة لشرح المناهج والطلاب يؤدون الامتحانات العملية. وهو ما أيده أحمد فارس بالفرقة الثالثة تخصص كيمياء وجولوجيا الذي أشار إلي أن الطلاب في حاجة شديدة لمراجعة المناهج مع أساتذتهم وخاصة المواد العلمية التي تجري امتحاناتها في الوقت الحالي لأن هناك محاضرات عديدة تم إلغاؤها بسبب الأحداث السياسية. اشتكت ياسمين رضا وأحمد حسين بالفرقة الأولي من أن جداول الامتحانات التي تم اقرارها لم تراع أخذ رأي الطلاب في ترتيب المواد كما يحدث في كل عام بسبب تسرع الإدارة في وضعها للظروف التي تمر بها الجامعة. أما في اقتصاد وعلوم سياسية فقد أكد الطلاب أن القرار لم يطبق عليهم وأن عميدة الكلية والأساتذة أكدوا أن الدراسة مستمرة بشكل طبيعي. في كلية التجارة أكد الدكتور خالد عبدالمنعم وكيل الكلية لشئون التعليم والطلاب أن الدراسة مستمرة وأن هذا القرار لا يمكن تطبيقه علي الكلية لوجود سكاشن عملية ينبغي للطلاب حضورها. وهو ما اتفق معه أحمد عجمي وأسامة صابر وكمال فؤاد بالفرقة الرابعة محاسبة.. الذين أوضحوا أن القرار بعيد عن أرض الواقع وأن الطلاب مستمرون في الحضور من أجل معرفة الأجزاء المقررة وشراء اللازم وإجراء مراجعات مع زملائهم.